رام الله | هبّت الضفة الغربية، أمس، لمساعدة قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدفه في الأيام الأخيرة وأدى إلى استشهاد 18 مواطناً، فيما اعتصم العشرات على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، للتضامن مع مواطني وأهالي القطاع.وأشرف وزير الصحة فتحي أبو مغلي على إرسال عشر شاحنات محملة بالأدوية والمستهلكات الطبية لقطاع غزة، بقيمة عشرة ملايين شيكل، بناءً على تعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. أما المشاركون في الاعتصامات التي شهدها دوار المنار، فقد توزعوا على مجموعات شبابية نشطة، وقوى وطنية، إضافة إلى نقابة الموظفين، وكان بين الاعتصام والآخر فارق زمني لم يتجاوز نصف ساعة. وأطلقوا الهتافات الداعية إلى وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل، مدينين استمرار الصمت تجاه المجازر، التي تمر دوماً من دون عقاب.
وفي هذا السياق، شدد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمود العالول على الوقفة التضامنية مع أبناء الشعب الفلسطيني ومع الدم الفلسطيني الذي ينزف في قطاع غزة، لتمثّل رسالة إلى مجموعة من الأطراف أمام هذه الجرائم التي تقع، والجرائم التي تستمر بلا توقف، وترتكبها حكومة المستوطنين وحكومة الاحتلال، سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية.
وأضاف العالول: «الوقفة التضامنية هي مع دمنا، مع أبناء شعبنا، ولا بد من إنجاز المصالحة بنحو أسرع بكثير، حتى نتمكن معاً من أن نواجه هذه المجازر والجرائم التي ترتكب بحقنا بشكل أساسي، وأنه يجب على من لديه مصالح من الانقسام أن يتخلى عنها، وهي رسالة موجهة إلى الأمة العربية، ومتى تصحو من سباتها الطويل؟ وماذا ستفعل حيال الجرائم المتواصلة؟». وأكد أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك من أجل الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحمايته من جرائم الاحتلال المتواصلة.
من جهته، قال نائب الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، قيس عبد الكريم، إن المحاولات الإسرائيلية متواصلة لإبقاء قطاع غزة في حالة تعاني من الحصار والاعتداءات العسكرية المتواصلة لعرقلة عودته إلى الحياة الطبيعية، مشيراً إلى أن العدوان الأخير يهدف إلى عرقلة مسيرة المصالحة الفلسطينية، ووضع العقبات في طريقها. ورأى أن الرد على العدوان الإسرائيلي يكون بتعجيل المصالحة الوطنية الفلسطينية، وبإسناد الوحدة الوطنية إلى قاعدة متينة لتمثّل رداً على العدوان، وتوجه رسالة إلى العالم بوحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان، ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة مغادرة سياسة الصمت، والتعبير الخجول عن القلق، لوضع حدّ للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بالدرجة نفسها التي يجري فيها الانتصار لحقوق الإنسان في مناطق أخرى من العالم.