تستمرّ الحملات المعارِضة لاستضافة سباقات السرعة «فورمولا 1» المنتظرة في نهاية الأسبوع الجاري في البحرين، ومعها يتواصل العنف الحكومي، وسط استعدادات لتنظيم الاعتراض الشعبي داخل حلبة السباق أيام الجمعة والسبت والأحد المقبلة تحت شعار «أيام الغضب البحريني». أحداث لم تحجب الانتباه عن تدهور الوضع الصحّي للمعتقل السياسي عبد الهادي الخواجة الذي دخل زعيم التيار الصدري العراقي مقتدى الصدر على خطّ المطالبين بتحريره.
وبهدف احتواء الاحتجاجات التي تتصاعد قبل بدء الاستعدادات للسباق غداً الجمعة، اعتقلت السلطات البحرينية، أمس، نحو 80 شخصاً من قادة التظاهرات المناهضة لاستضافة السباق. وكشف رئيس «جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان» المعارضة، محمد مسقطي، أنه «منذ 14 نيسان الجاري، جرى اعتقال ثمانين شخصاً في عدة قرى بالقرب من المنامة»، في «موجة ضخمة من الاعتقالات الاستباقية» على حدّ تعبيره. وذكر مسقطي أن الاعتقالات استهدفت «الأشخاص الذين قادوا التظاهرات في هذه القرى». وضمن «أسبوع الصمود والتحدي»، تنظِّم المعارضة البحرينية تظاهرات يومية بهدف إسماع صوتها، بالتزامن مع استضافة السباق، في موازاة تنظيم مجموعات شبابية تظاهرات ترفع شعارات مماثلة. تجدر الإشارة إلى أنّ النسخة السنوية من سباقات السرعة في البحرين منذ 2004 أُلغيَت العام الماضي عندما كانت الحركة الاحتجاجية المعارضة في ذروتها. وقد انتشرت الشعارات الرافضة لاستضافة الحدث الرياضي العالمي، على جدران شوارع المنامة، فأمكن قراءة «قاطعوا الفورمولا 1 في البحرين»، إضافة إلى «ستتسابقون على دماء الشهداء».
وفي السياق، أفاد شهود عيان عن تجمُّع العشرات من أهالي قرية السنابس بالقرب من المنامة أيضاً، رفعوا خلاله الشعارات المطالبة بـ«إسقاط النظام»، وذلك أثناء زيارة عزاء كان يقوم بها ولي عهد البحرين، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وردّد المحتجّون شعارات مناهضة للأسرة الحاكمة مثل «الشعب يريد إسقاط النظام» و«يسقط حمد»، في إشارة إلى الملك، وذلك في موازاة مغادرة ولي العهد المأتم.
وتأتي هذه التحركات فيما تتصاعد المطالب من أجل الإفراج عن الناشط المحكوم بالسجن المؤبد، والمضرب عن الطعام، عبد الهادي الخواجة. وقالت خديجة الموسوي، زوجة الخواجة، إنّ زوجها اتصل بها لإبلاغها أنه «سيرفض اعتباراً من الأربعاء (أمس)، التغذية بالمصل عبر العروق، وسيرفض تناول أيّ سوائل غير الماء». إلا أن محامي الخواجة، محمد الجشي، أعرب عن خشيته من إقدام السلطات على إجبار المعتقل على ذلك.
وبعد مطالبة الاتحاد الأوروبي سلطات المنامة بالإفراج عن الخواجة، جاء الدور لبرلين لتحذو حذوه، إذ طالب مندوب الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان، ماركوس لونينغ، الحكومة البحرينية بالإفراج عن «مئات» المعارضين في المملكة، وفي مقدمتهم الخواجة.
كذلك دخل زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، على خطّ المطالبين بتحرير الخواجة، فشدّد على ضرورة «الإفراج الفوري» عنه. ورداً على سؤال لأحد أنصاره في النجف، أجاب الصدر «أطالب بإطلاق سراحه فوراً، وليعلموا أن أسلوب اعتقال المعارضين أمر مرفوض، لم ولن يثني عزيمتنا ولا عزيمتهم».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)