أعلن المتحدث باسم المبعوث الدولي كوفي انان أن افراد الجيش وقوات الامن السورية يتعرضون لمن يتحدث إلى مراقبي الامم المتحدة بعد ان يغادر المراقبون المدينة، واحياناً يتعرض هؤلاء الاشخاص للقتل، فيما ذكرت الرابطة السورية لحقوق الانسان ان القوات السورية النظامية قتلت اول من امس تسعة نشطاء كانوا قد التقوا وفد المراقبين الدوليين اثناء زيارتهم لمدينة حماة.
وقال المتحدث احمد فوزي، في تصريحات بثها تلفزيون الامم المتحدة، ان صور الاقمار الاصطناعية بينت ان القوات السورية لم تسحب الاسلحة الثقيلة من المدن ولم تعد الى ثُكنها كما ينبغي لها وفقاً لخطة انان. وتابع قائلاً إن السلطات السورية «تزعم أن هذا تحقق. لكن صور الاقمار الاصطناعية وتقارير يوثق في دقتها تبين ان هذا لم يتحقق بالكامل، وهذا غير مقبول، وسيقول المبعوث الخاص المشترك كوفي أنان هذا لمجلس الامن عندما يتحدث اليه في جلسة مغلقة».
وفي السياق، شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اول من امس على ضرورة ان توفر السلطات السورية لمراقبي الامم المتحدة الحرية التامة في التنقل وان توفر لها وسائل نقل جوية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: «نتوقع ان تكون للمراقبين حرية تامة للحركة والوصول بدون عوائق الى السوريين في مناطق سوريا التي يعتبرونها مهمة لمراقبتها».
في هذا الوقت، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الامم المتحدة في سوريا. وقال، في مؤتمر صحافي في العاصمة الطاجيكية دوشانبي، ان «عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ان لا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الامم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم».
وتابع فريق المراقبين الذي بلغ عدد افراده احد عشر مراقباً زياراته امس لعدد من المناطق السورية، بحسب ما افاد المسؤول في الوفد نيراج سينغ. وقال سينغ: «بلغ عدد فريق القبعات الزرق احد عشر مراقباً، بينهم اثنان يمكثان في حمص، فيما يتابع التسعة الآخرون جولاتهم الميدانية». واشار الى ان الفريق «سيزور اليوم مناطق متعددة في البلاد»، وأن «اثنين من المراقبين سيرابطان في مدينة حماة كما هي الحال في مدينة حمص».
ووصل الى دمشق مساء امس مراقبان من جمهورية الصين الشعبية للانضمام الى وفد طليعة المراقبين الدوليين العاملين في سوريا. وقال مصدر دبلوماسي صيني في دمشق إن «المراقبين الصينيين اللذين قدما من بيروت، كانا يعملان ضمن بعثة قوات حفظ السلام (اليونيفيل) في جنوب لبنان». وافادت «سانا» بأن «وفداً من المراقبين الدوليين زار مدينة دوما في ريف دمشق»، بعد زيارة امس استقبلهم فيها آلاف المتظاهرين المناهضين للنظام.
أمنياً، هز انفجار عبوة ناسفة العاصمة السورية. وجاء في شريط عاجل على قناة «الاخبارية» السورية ان «مجموعة ارهابية مسلحة فجرت عبوة ناسفة بسيارة بالقرب من مجمع يلبغا في منطقة المرجة في دمشق، ما أدى إلى إصابة ثلاثة اشخاص واضرار مادية بالابنية المجاورة». الا ان وكالة الانباء الرسمية (سانا) ذكرت ان «مجموعة ارهابية مسلحة» الصقت العبوة تحت سيارة من جهة السائق، ما ادى الى اصابته بجروح. وذكرت وكالة أنباء فارس الايرانية أن الانفجار وقع أمام المركز الثقافي الايراني، لكن لم تلحق أضرار بالمركز.
كذلك اغتيل الثلاثاء مساعد اول في الاستخبارات في حي برزة الدمشقي، ودارت اشتباكات بين القوات النظامية وعناصر من المجموعات المنشقة، ولم ترد انباء عن سقوط ضحايا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي حمص، افاد المرصد عن تشييع جثامين ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة هم ام وابنها وابنتها، قتلوا متأثرين بجراح اصيبوا بها اثر اصابة منزلهم بقذيفة ار بي جي في حي القصور بحمص مساء الاثنين.
وفي درعا، نفذت القوات النظامية حملة دهم بعد منتصف ليل الاثنين الثلاثاء في مدينة انخل اعتقلت خلالها 23 شخصاً، فيما سمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف في مدينة بصرى الشام، بحسب المرصد.
واعتقلت الاجهزة الامنية السورية المفكر الفلسطيني سلامة كيلة من منزله في دمشق، بحسب ما افاد مدير المركز السوري للدراسات والابحاث القانونية المحامي انور البني. وطالب البني باطلاق سراح كافة المعتقلين بمن فيهم سلامة كيلة «الذي يعاني مرضاً عضالاً وحالته الصحية سيئة». وانشأ ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، فايسبوك للمطالبة بإطلاق سراح كيلة. وسلامة كيلة سبق أن سجن ثماني سنوات في السجون السورية، وهو يكتب في العديد من الصحف والمجلات العربية. واردف البني، من جهة اخرى، بأن هناك «توجهاً واضحاً باعتقال نخبة الاطباء التي تعمل في مجال الإغاثة والمساعدة الانسانية».
وشهدت مدينة حماة إضراباً عاماً احتجاجاً على القتلى والجرحى الذين سقطوا في حي الأربعين، فيما أفاد شهود بأن «أغلب مدارس المحافظة والمحال التجارية في أسواقها الرئيسية نفذت إضراباً»، وأن الحركة في شوارع المدينة شبه معدومة. وقال سكان من حي الأربعين إن المواجهات التي جرت امس في الحي بين قوات الجيش والامن السوري ومسلحين سقط خلالها 38 قتيلاً على الأقل وعشرات الجرحى، إضافة الى مقتل 4 مسلحين. وأضافوا أن «المواجهات اندلعت بعد مقتل ضابطين سوريين أحدهم برتبة عقيد على أيدي مسلحين بين حيي المزارب ودوار السباهي بالقرب من حي الأربعين»، وأنه «لدى دخول قوات الجيش والأمن لتعقب المسلحين جرت المواجهات» التي أدت الى مقتل أشخاص لا علاقة لهم بالحادثة.
إلى ذلك، شكل مجلس الوزراء السوري خلال جلسته الأسبوعية، التي عقدها الثلاثاء، لجنة تضم عدداً من الوزراء لحصر وتقدير الأضرار في مدينة حمص نتيجة التخريب التي لحق بها بفعل الاشتباكات التي جرت هناك. وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يهدف إلى توصيل المساعدات إلى 500 ألف شخص «خلال الأسابيع المقبلة»، أي زهاء ضعف العدد الذي يتوقع البرنامج أن يصل إليه هذا الشهر.
وقال السفير السوري في طهران حامد حسن إن إيران وسوريا تسعيان إلى رفع التبادلات التجارية بينهما إلى مليار دولار.
(سانا، يو بي أي، رويترز، ا ف ب)