طغى اعلان عائلة الناشط الحقوقي، عبد الهادي الخواجة، اختفاءه من المستشفى العسكري حيث يرقد نتيجة تدهور صحته بفعل استمرار اضرابه عن الطعام، والتوقعات الخليجية بإعلان الرياض والمنامة صيغة وحدوية بينهما على المشهد البحرين أمس، بانتظار التعديلات الدستورية المتوقعة الأسبوع المقبل. وتضاربت الأنباء أمس حول مصير الخواجة، فأعلنت زوجته خديجة الموسوي، أنه بعد تأخره أول من أمس عن موعد اتصاله اليومي، اتصلت بغرفته في المستشفى العسكري لتفاجأ بعدم وجوده فيها ورفض المسؤولين اعطاءها تفاصيل عن مكانه أو وضعه الصحي بعدما دخل يومه السابع والسبعين من اضرابه عن الطعام.
بدوره، قال الحقوقي البحريني محمد المسقطي، إنّ الخواجة أُخفي ونُقل إلى مكان مجهول خارج المستشفى العسكري، معبراً عن خشيته من احتمال إصابة الخواجة بأي مكروه، فيما أعلنت وزراة الداخلية البحرينة عبر «تويتر» أن «الخواجة يتمتع بصحة جيدة ولا صحة لما يجري تناقله بشأن حالته الصحية، حيث إنه لا يزال في المستشفى ويلقى رعاية طبية كاملة».
في هذه الأثناء، أعلن مستشار الملك البحريني لشؤون الإعلام، نبيل بن يعقوب الحمر، أن التعديلات الدستورية ستُسلَّم للملك حمد بن عيسى آل خليفة الأسبوع المقبل في احتفالية ستقام في هذه المناسبة. وأكد أن «التعديلات الدستورية التي أجمع عليها شعب مملكة البحرين في حوار التوافق الوطني واقرها مجلسا الشورى والنواب تُعَدّ نقلة نوعية في تجربتنا الديموقراطية، وتأكيداً لاستمرار مسيرة الإصلاح والتقدم». وأضاف أن هذه التعديلات ستسهم في زيادة المشاركة الشعبية وتعزيز دور السلطة التشريعية في اتخاذ القرارات والقوانين التي تهدف إلى خير الوطن والمواطن ومن أجل بناء مستقبل زاهر للأجيال الحاضرة والمقبلة.
ويتزامن إعلان التعديلات الدستورية مع نقل موقع «إيلاف» الإلكتروني، عن مصادر خليجية مطلعة توقعها أن «تعلن المملكة العربية السعودية والبحرين صيغة وحدوية بينهما على هامش القمة التشاورية التي تستضيفها الرياض الشهر المقبل»، لافتةً إلى أن «الاسم المقترح لهذه الصيغة هو الاتحاد الخليجي العربي، بحيث يكون هذا الاتحاد متاحاً لانضمام دول مجلس التعاون الاخرى عندما تكون مستعدة لمثل هذه الخطوة».
ميدانياً، أعلن مسؤول في الشرطة البحرينة إصابة اربعة عناصر شرطة بجروح، اثنان منهم في حالة خطرة في تفجير وقع أول في قرية الدراز، فيما شككت المعارضة في وقوع الحادث. ووفقاً للمدير العام لمديرية شرطة المحافظة الشمالية، فإن «تفجيراً ارهابياً وقع في قرية الدراز استهدف حياة رجال الأمن، الذين كانوا على الواجب في تأمين دخول سيارات الدفاع المدني لتأدية واجبها». وأوضح أنه «ورد بلاغ باندلاع حريق في أحد المحالّ التجارية في المنطقة المذكورة جراء عمل تخريبي، وعلى الفور توجهت سيارات الدفاع المدني برفقة الدوريات الأمنية للموقع، وأثناء قيامهم بواجبهم أصيب أربعة من رجال الأمن، اثنان منهم إصاباتهم بالغة إثر تعرضهم لتفجير ارهابي».
وأشار المدير العام لمديرية شرطة المحافظة الشمالية الى أن «الأجهزة المختصة انتقلت على الفور الى موقع الحادث لمعاينة مسرح الجريمة، حيث بدأت مباشرة عمليات البحث والتحري لملاحقة مرتكبي هذا العمل الارهابي والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة».
وفي السياق، ذكر شهود أن قوات الأمن أغلقت جميع المنافذ المؤدية الى قرية الدراز منذ وقوع الانفجار وحتى أمس. وأفاد شهود عيان عن قيام قوات الأمن البحرينية بدهم 11 منزلاً في قرية الدراز واعتقال 6 أشخاص، وذلك على خلفية التفجير الذي شككت المعارضة البحرينية بوقوعه. وقال النائب السابق، القيادي في جمعية الوفاق الوطني المعارضة في البحرين، جواد فيروز، إن «الغموض يحيط بما يعلنه النظام بين الحين والآخر عن وقوع تفجيرات»، لافتاً إلى أن المعارضة متمسكة بسلمية الاحتجاجات.
(الأخبار، أ ف ب)