أعلن رجل الأعمال السوري نوفل دواليبي، المقيم في المملكة السعودية، أمس، من باريس، تأليف «حكومة انتقالية استجابة لمطالب المعارضة السورية». وصرّح رجل الأعمال، في مؤتمر صحافي عقده في أحد أكبر فنادق باريس، بأن «الوضع في سوريا يتفاقم يوماً بعد يوم والفوضى تزداد». وقال «إننا قررنا إبدال الهيئات الحالية بهيئة تنفيذية محضة تنسّق عمليات الفرق المقاتلة من أجل الحرية، استجابة لإرادة الشعب السوري صاحب السيادة».
وقال نوفل دواليبي إن العديد من أعضاء المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر «يدعمون حكومتنا»، بينما يخضع آخرون لـ«ضغوط». وأضاف «مع الأسف المجلس الوطني السوري الذي اختار هيئة تشريعية بينما نحن هيئة تنفيذية، لم يثبت أن الهيئة تمثل الشعب السوري والثورة».
وأكد أن «أهداف هذه الحكومة الانتقالية» تتمثل في تسليح المقاتلين والعمل على «تدخل عسكري دولي مباشر»، وضمان «عودة الامن والاستقرار الى سوريا». وقال إنه سيعلن أسماء الأعضاء في الحكومة، الذين أكد أنهم سوريون من الداخل، بين عسكريين ومدنيين، «بعد بضعة أيام، لأسباب أمنية».
وقال الدواليبي، الذي يمثّل إعلانه مؤشراً جديداً على انشقاق المعارضة، «ننشئ خياراً آخر. الخيار الوحيد في هذه اللحظة هو المجلس الوطني السوري، ولكنّ هناك كثيراً من الناس لا يثقون بهذه المنظمة».
وقال الدواليبي، وهو ابن معروف الدواليبي الذي كان رئيساً لوزراء سوريا قبل وصول حزب البعث إلى السلطة وهرب من سوريا في أوائل الستينيات وأصبح مستشاراً لعدد من ملوك السعودية، إن جماعته تحدثت مع مسؤولين فرنسيين وأميركيين ومن دول الخليج العربية، لكنه رفض الكشف عمّا إذا كانت السعودية تدعم جماعته. وأضاف أنه تمّ بالفعل تأليف حكومة انتقالية وطنية.
وتابع «الدول مستعدة لأن تساعدنا بمجرد حصولنا على موافقة السوريين في الداخل. الشرعية تأتي من السوريين، وستحظى هذه الحكومة على موافقة الموجودين داخل سوريا».
وأضاف الدواليبي، في مقابلة مع «رويترز»، «وجهة نظرنا هي أننا لا نستطيع توحيد المعارضة في سوريا، لأنه لا توجد لدينا اللوائح ولا القوانين ولا الأرض التي يمكننا أن نجتمع عليها جميعاً ونناقش هذه الأمور، ومن ثم يكون من المستحيل أن يكون لدينا هيئة تشريعية. ولذلك نحن ننشئ هيئة تنفيذية».
وقال إن «الحكومة» ستضم نحو 25 وزيراً داخل سوريا، سيكون لديهم تفويض بأن يطلبوا توجيه ضربات جوية وإقامة منطقة حظر طيران وإنشاء ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية. وسيقدّم ما يتراوح بين خمسة وستة أشخاص في الخارج التمويل والأسلحة والمساعدات الإنسانية والتنسيق.
وتابع «لدينا تأييد من لواءات في الجيش السوري الحر ومقاتلين داخل سوريا ومن شبكات عشائرية ومن مذاهب إسلامية معتدلة».
ومن بين أعضاء الجيش السوري الحر الذين ذكر الدواليبي أسماءهم اللواء فايز عمرو من القوات الجوية، والنقيب عمار الواوي وهو ضابط استخبارات سابق، وأحمد حجازي رئيس أركان الجيش السوري الحر.
ولكن قائد الجيش السوري الحر، رياض الأسعد، رفض تأييد الجماعة الجديدة. وأشار في مكالمة هاتفية من تركيا إلى أن ظهور كتل سياسية جديدة يؤدي إلى تشوّش الوضع، مضيفاً أن الجيش السوري الحر معني فقط بالوضع العسكري. وقال عبد الباسط سيدا، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري إن إعلان الحكومة الانتقالية المتوقع لن يؤدي إلا إلى تعقيد الأمور. وقال من القاهرة إن هذه الخطوة لم تدرس جيداً ولن تؤدي إلى شيء.
(أ ف ب، رويترز)