غزة | في مبنى من طبقتين يقع مدخله في زقاق ضيّق في مخيم البريج، لا يذكّر إلا بأزقّة مخيمات الشتات، تقطن عائلة جمال الدرة. المخيم على أرض فلسطين لا يختلف كثيراً عن مخيمات اللاجئين المنتشرة في بلدان الطوق. قانون العشوائية ذاته يبدو في «نمو» الأبنية هنا. مدخل كمدخل مخيمات الشتات، قوس خشبي تعلوه أعلام فلسطينية، جدران ملآنة بالغرافيتي: عن الأسرى، المصالحة، الكهرباء، الحصار حق المقاومة... «وين بيت أبو محمد الدرة؟» نسأل الناس، فيدلوننا على المبنى القائم فوق مستودع للموبيليا.
هنا تتسع الشوارع تارة وتضيق أخرى، أما الأرصفة فتبدو، بعد اقتطاع هنا لمبنى واقتطاع هناك لكشك أو لبسطة، كفضلات قماش بقيت من تفصيل ثوب. حاجات السكان، بغياب التخطيط المدني واستمرار النمو العمراني، تخترع شكل المكان، ترتجله كل يوم. «قانون أيام الاحتلال ما كنش فيه، لما إجت السلطة بعد أوسلو، جابت القانون معها. يعني صار في بلدية وصار في رخصة بلدية، بس كان اللي ضرب ضرب واللي هرب هرب»، يقول أحد الزملاء.
والزقاق الذي يقع فيه منزل الشهيد، توأم لكل أزقة المخيمات من حيث طوله وعرضه وعلوه الذي يكاد يحجب النور. حائط مرتفع من الباطون لا يبعد عن مدخل المنزل أكثر من متر، على الحائط كتب أحدهم بالبخاخ الأسود: «الشهيد البطل محمد الدرة». تدير ظهرك إلى الحائط. لقربه، بإمكانك أن تقرع الباب وتسند ظهرك إليه منتظراً.

اليد التي يمدّها جمال، والد الشهيد الذي لا يقل عنه شهرة، للمصافحة تبدو «متعرجة» كغصن عريشة عنب. أصابع عامل بناء، نحيلة تملأها العقد، تتفرع من كف شوهتها رصاصات، لا يزال الإسرائيليون حتى اليوم يشككون في مصدرها الواضح. حاول الوالد، الذي أُصيب بسبع طلقات في يده وبطنه ورجله، احتضان ابنه وحمايته من وابل الرصاص فأصيب بعدة أعيرة كلها في جانب جسده المكشوف على الجهة التي كان الإسرائيليون يطلقون النار منها. الإسرائيليون، الأساتذة في تحوير الحقائق بآلة إعلامية ضخمة ووقحة، يفاقم أثرها تواطؤ إعلامي سياسي غربي، لا يزالون يشككون في استشهاد محمد برغم الفيديو الواضح وبرغم الجهة التي نشرت الفيديو، أي الإعلام الفرنسي «الصديق عادة». يتندر أبو محمد برواية جنون الإنكار الاسرائيلي. يقول: «وصلت معهم يقولوا انو محمد ما مات وانهم شافوه عم يشتري خضرة لأمه». جنون الإنكار «المعتاد» هذا من قبل إسرائيل لصورتها الحقيقية كما تفضحها الأحداث، كان سيمر كغيره مما يحصل يومياً في فلسطين المحتلة، فتهدأ الأمور وتبقى الحادثة معلقة في الأذهان بكل تشوهاتها والجدل حولها. لكن ذلك كان من دون حساب مطاولة التشكيك مهنية كل من مراسل ومصور القناة الفرنسية الثانية (التابعة لفرانس تلفزيون، وهي مؤسسة عامة) بسبب الطعن بصدقية الفيديو الذي صوّره مصوّر القناة المخضرم طلال أبو رحمة، وعلق عليه شارل أندرلان مراسل القناة في القدس.
هذا الفيديو لا يزال موضوع دعويين في فرنسا: الأولى أقامها محمد الدرة، على جرّاح إسرائيلي وصحافي فرنسي إسرائيلي، ادّعيا أن جروح يديه هي بسبب عملية كان قد أجراها له الجراح عام 1994 في وقت سابق على الحادثة، ولقد ربح الدرة الدعوى منذ سنة، لكن الآخر استأنف في 15/2/2012 وقد حكم القاضي بتبرئة الطبيب إيهودا دايفيد (لحسن النية) وأدان الصحافي كليمان ويل رينال، الذي أجرى معه المقابلة ونشرها باسم مستعار. لكن الدرة ميّز الحكم. والثانية أقامتها قناة «فرانس دو» على مدير مؤسسة «ميديا ريتغيز»، فيليب كارسينتي، الذي كان خلف حملة التشكيك بالفيديو عبر وسائل إعلامية تابعة له بين فرنسا وإسرائيل.
عشية المقابلة كانت القضية الثانية قد شهدت تطوراً هاماً: فقد فسخت محكمة الاستئناف الفرنسية حكماً ابتدائياً كان قد «أفتى» بأن الجهتين المتقاضيتين «عبرتا عن وجهة نظر يحميها الحق بالتعبير»، وهو حكم غريب، على الأقل، فسخته محكمة الاستئناف وطلبت من المحكمة الابتدائية إعادة التحقيق، الأمر الذي عدته «فرانس دو» نصراً على من شككوا بمهنيتها.
نصعد خلف جمال درجاً باطونياً لمبنى لا يزال قيد الإنشاء؛ لأن المال نفد من صاحبه. منذ 30 أيلول من عام 2001، تاريخ الحادثة، جرت مياه كثيرة في هذا النهر. أصبح جمال الدرة «نجماً» إعلامياً. ولذلك، يبدو أنه خصص الطابق الأول، الذي سيحتله قريباً إياد، الأخ الاكبر لمحمد، بعد زواجه، لغرض «الاستقبالات».
في الصالون العاري إلا من باطون جدرانه، وضعت بضع كنبات لاستقبال الضيوف. المكان بارد، ويزيد عريه ووظيفته الخارجة عن الحياة اليومية للعائلة من برودته. يبدو الطابق بكامله مخصصاً لأغراض إعلامية. في «الصالون» الثاني الخالي حتى من كنبة، ملصق ضخم للشهيد محمد، يقف الوالد أمامه متموضعاً من أجل المصوّر. برودة إضافية. أين العائلة؟ والدة محمد وإخوته؟ يقول الرجل إنهم «فوق». لا يبدو متحمساً لاستضافتنا في المنزل «الحقيقي» بالطبقة الثانية، لكنه يقتنع بعد إلحاحنا لمقابلة «أم محمد».
لكن، تبيّن أن أم محمد ليست أم محمد! فالابن البكر للعائلة اسمه إياد، لكن اسم الشهيد طغى بشهرته على اسم أخيه الأكبر. ولكي لا يفتقد البيت محمداً، أنجب الوالدان محمداً آخر، تحب العائلة أن ترى فيه «شبهاً غريباً بالشهيد». هذه هي طريقة العائلات بالتعويض ومداواة الجراح التي لا تداوى. رأيت ذلك أيضاً في قانا وصدّيقين في لبنان.

«محمد هو محمد»، يقول الوالد الذي استقر في الصالون البيتي الذي يتضمن مطبخاً واسعاً شاسعاً فيه فرن للخبز. هنا المكان «حي»، دفء يشيع في المكان، الأحذية ترامت بجانب الباب، رائحة الطبخ تفوح في المنزل، ألعاب للأولاد تناثرت هنا وهناك، ولا يتأخر الأولاد عن التوافد: بنات وصبيان تقريباً من كل الأعمار. ثم تهلّ «أم محمد» شخصياً بابتسامتها الساحرة ووجه لم تفلح الأحزان بتشويهه. يضيف الوالد وهو يحتضن محمد «الجديد» الذي سيبلغ بعد سنة العمر ذاته الذي استشهد فيه محمد الأول «لما أقلك محمد هو محمد، معناها أنه مش بس على اسمو... نفس الشخصية ونفس الأسلوب»، يقول بحماسة. «أي؟» تسابقه إلى الإجابة الوالدة التي لا تزال برغم إنجابها «11 عشر كوكباً» جميلة وفتية. وتضيف: «كان قوي البنية ويحب مساعدة الناس... كتير الحركة وبيحب اللعب. كان عندو طاقة اسم الله أكثر من الطبيعة... وشقاوة. لما كان يقوم من النوم كان يقوم نشيط». تردف الوالدة: «إياد، بكري يعني، أكبر منه بسنتين. لو عاش محمد كان اليوم عمرو 23 سنة».
يدخل إياد بعد قليل. عريس في الخامسة والعشرين، بذقن مشذبة ومظهر حمساوي غزاوي. الشاب يعمل شرطياً في قسم الحوادث المرورية. يبدو قوي البنية كأمه. سرعان ما تبدد ابتسامة تجهم وجهه الغض حين نسأله إن كان يتضايق لأن والديه يكنيان باسم أخيه الأصغر الشهيد. «أكيد لأ. أنا أصلا بناديهم أم وأبو محمد». يبدو والده بجسده الهش المخردق بآثار الرصاص ضئيلاً إلى جانبه. نسأل الوالد عن الدعوى وتطورها، فيقول: «وصلت بهم الوقاحة يقولوا انو محمد ابن زوجة تانية. والأنكى من هيك جابو طبيب اسرائيلي، دكتور جراح يعني، صار يشهّر فيّ: انو انا ما اصبت، وان الجروح اللي في ايدي مش من الرصاص، من عملية كان عمللي اياها بالزمان». اي عملية؟ يقول: «هوي صحيح عملّي عملية بإيدي قبل استشهاد محمد بست سنين. لما كنت اشتغل عامل في اسرائيل، صار في خناقة وانضربت سكين بإيدي، بس هاي ما ألها علاقة ببقية الرصاصات». يرينا بعض الآثار الفظيعة «الحوض مفتت تقريباً، اليد اليمنى اللي حاولت رد الرصاص فيها عنه... رجلي ركبولي فيها بلاتين». ويتابع: «رفعت دعوى في فرنسا (فالصحافي فرنسي) كانت محاميتي اورلي غزلان، من أصول مغربية، تعرفت إليها ووكلتها. قبل سنة ربحت القضية على الدكتور والصحافي، بعدين عمل استئناف فبرأوا الدكتور وحكمو الصحافي (الذي عمل المقابلة مع الطبيب). أنا كمان ميّزت لأنو بدي حكم على دايفيد إيهودا... هادا الطبيب». ثم يضيف: «حتى الصحافي ما كان ناشر اللقاء باسمه الحقيقي. بس كشفوه وحكموه (7 آلاف يورو)». ثم يضيف: «والله لو بدها تاخذ القضية مليون سنة. أنا عندي صبر وتحمل، وعندي قاعدة بتقول إنو اللي بيمشي على مهلو بيوصل. القضية التانية هي قضية الشريط: إسرائيل بتقول انو مفبرك وان الفلسطينية هني اللي قتلوه وتشارلز (اندرلان) ركب الشريط هوي وطلال أبو رحمة. طيب اذا قتلوه الفلسطينية ليش تقولو انو الشريط مفبرك؟ شو بدكم؟ ما فلسطينية بفلسطينية؟ وبعدين بيقولوا: محمد الدرة ما مات، في ناس شافوه بشوارع غزة. طيب ما زال حي، ليش ما جبتوش؟».
يتوافد المزيد من الأولاد «ما شاء الله»، أمازح أم محمد التي جلست صامتة تاركة «رجّال البيت» يحكي ونحن نحتسي الشاي بالمريمية. «بس محمد أخذ ثاره منهم» يقول الوالد، مضيفاً: «أنا بفتخر فيه ليس كإبني فقط، بل كإبن للأمة الإسلامية والعربية. قضية محمد ومشهد استشهاده حركت كل العالم، حتى اللي بلا ضمير. الله يرحم ابو عمار وكل شهدا الثورة: اديش تعب عالقضية؟ ولما استشهد بالسم انطوت القضية، بينما قضية محمد لا زالت على الساحة، كل يوم فيها مقارعات».
يحاول إياد الاستئذان، فقد آن أوان الدوام. نطلب أن يروي لنا يوم استشهاد محمد، يقول: «أساساً أنا كان عمري 14 سنة، بالنهار نفسو كنا قاعدين ومنتفرج على التلفزيون على أحداث نتساريم (تقاطع بين ممر لمستوطنة تحمل الاسم ذاته وشارع صلاح الدين الرئيسي المؤدي إلى مدينة غزة كان الإسرائيليون لهم حاجز عنده). كنا نتوقع أن يكون مع الوالد لأنهما كانا ذاهبين إلى سوق السيارات، وإذ بنا نراهما على الشاشة! أشي غريب كتير. أول مرة بشوف مشهد إعدام طفل بالبث الحي. أخوي. إجتني زي صدمة». يسكت الجميع. يداعب جمال الدرة شعر ابنه الأصغر الذي كان يحتضنه، فيما استندت إليه فتاتان صغيرتان من كل جانب. يعود للكلام: «هادي قصة ما مننسهاش: ابني واستشهد بحضني. ما قدرت احميه. (يغصّ ثم يعانق ابنه) حاولت بس... (يسكت مموهاً انفعاله) حتى الآن بتألم. مش بس نفسياً، كمان جسدياً من آثار الرصاص اللي اخترق جسمي».
نقتنص فرصة الصمت لنتحول إلى زوجته. انظر إلى وجهها «هلق عن جد انتي والدة كل هالشباب والصبايا؟»، أقول لها ممازحة. فتبتسم بخجل. هل تستطيع أن تحكي لنا عن ذاك النهار؟ تتنهد مبتسمة وهي تقول: «مفيش إشكال... كنت بالبيت وكنت عارفة انو طلع الصبح مع ابوه. كان غريب انو للعصر ما روحوش البيت. كانت أحداث الأقصى من الصبح مبلشة عند مفترق نتساريم. إطلاق النار وغيره. قبل العصر بالزبط إجت عمتي. قبل ما اعرف انه استشهد، كنت قاعدة بتفرج عالتلفزيون. شفت صورة لولد شهيد قلتلها: والله هالصبي بيشبه محمد. كان مستشهد. قالت لي عمتي: لأ يا عمتي... قومي صلّي. ما لحقتش أصلي كان في حدا عم يدق الباب بإلحاح. فتحت الباب بس ما لقتش حدا. يمكن هرب لأنه خاف يقلّي. صعب. كمان مرة اندق الباب. فتحت الباب لقيت كل الناس صارت بالشارع، بيحكوا بيقولو يمكن جمال متصاوب. ما دارتليش انو ابني مستشهد. مرقت لجوا وصرت ابكي. الحين مفيش مجال صار بدن يجيبو الشهيد عالبيت منشان يجهزوه للدفن (الشهيد لا يغسل). فجأة امتلأ البيت بالناس، واذا في واحد بيقللي: محمد استشهد. ما كنش في مجال للصبر لأنو الشهيد كان بالطريق... ما بعرفش كيف الواحد بهيك لحظة بيصير. بنفس الوقت لقيت الناس مليانة بالبيت لأنهم كلهم كانوا شافوه ع التلفزيون». تسكت قليلاً ثم تقول: «فجاة سألتهم: وين ابوه؟ ما حدا جاوبني انو جوزي متصاوب كمان. الساعة عشرة بالليل فتحوا التلفزيون. قالوا: هادا محمد... يا دوبي لمحت اللقطة فصلو التلفزيون. اللقطة شفتها مرة واحدة. بالاول لمحة وبعد شهر ونصف لما سافرت مع جمال لعمان ليتعالج لأنه كان مخطر. لما رجعت كنت مستقتلة اني اشوف لقطة محمد لأني مشتاقتلو. صرت أشوفها كل يوم، لحد مبارح كمان شفتها لما طلع الحكم بالفيديو. الحمدلله رب العالمين. هيك الله اراد». تبتسم ابتسامة حزينة وهي تقول: «وقاعدين يقولو انه حي يرزق، وهوي الحمد لله حي يرزق إنشالله لأنه عند ربو شهيد».
نسأل اياد ما الذي يذكره عن اخيه الاصغر؟ فيقول باسماً: «كان شقي كتير. معظم وقته بالخلاء. يحب يصفن. كان بالمدرسة عادي. ما كان يحب قعدة البيت اغلب وقتو بالشارع: كان يومياً يعمل مشكل، بس مع ذلك كان محبوب (يضحك) هادا غير المشاكل بيناتنا. بتعرفي على راس بعضنا».



محاكمة الشريط

أصدرت محكمة التمييز في 29 شباط المنصرم، وهي أعلى هيئة قضائية في فرنسا، حكماً لمصلحة مراسل القناة الفرنسية الثانية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية شارل اندرلان ومصوره طلال أبو رحمة، بشأن صحة تحقيق صحافي، كان قد أجراه المراسل قبل 12 عاماً عن ظروف مقتل الفتى الفلسطيني محمد الدرة في غزة. هذا يعني أن المحكمة ألغت إعلان براءة مدير «وكالة التصنيف الإعلامية»، فيليب كارسينتي، الذي كان قد أكد أن هذا التحقيق كان «مفبركاً»، وستعاد محاكمته في الاستئناف. وكان متطرفون مدافعون عن إسرائيل قد جزموا بأن الطفل لم يمت وأن الفلسطينيين قاموا بتركيب كل المشهد، ووقف خلف الحملة مليونير اسرائيلي فرنسي يمتلك عدة مواقع الكترونية. وكان التحقيق الذي عرض عالمياً قد أثار عاصفة من الاستياء من الدولة العبرية التي لم يتورع جنودها عن إطلاق النار على طفل في حضن والده بهدف قتله. والفيلم يصوّر احتضار الفتى أمام الكاميرا من دون أن يقوى أحد على التدخل لمواصلة الجنود إطلاق النار. لكن إسرائيل أثارت جدلاً حول مصدر النار، وقالت إنه فلسطيني، فيما روّجت مواقع إلكترونية أن الفتى شوهد في غزة، وبالتالي فإن الفيديو مفبرك.



عتب على الأهل

عتب جمال الدرة، والد الشهيد محمد، على «حكوماتنا ومسؤولينا الذين لم يحركوا ساكناً لمساندتي في ملاحقة قتلة ابني». وقال: «الاحتلال الإسرائيلي جند جيشاً من المحامين لكسب القضية، لكن لا أحد يقف معنا». وأضاف الرجل، الذي يعمل سائقاً على شاحنة اليوم؛ لأنها المهنة الوحيدة التي يستطيع العمل بها بعد ما خرّبت 7 رصاصات أجزاءً حيوية من جسده، «استنكر صمت المسؤولين الفلسطينييّن»، مناشداً «نقابة المحاميين الفلسطينيين واتحاد المحامين العرب ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني، وأعضاء الكنيست العرب، بأن يكون لهم دور فاعل في هذه القضية».
وقال الدرة: «للأسف، فإنني أقاوم في هذا الميدان وحدي، بالرغم من أن هذه القضية ليست قضيتي الشخصية، بل قضية الحق الفلسطيني أمام الظلم الإسرائيلي، ومحمد الدرة هو ليس ابني وحدي، بل هو ابن الشعب الفلسطيني بأكمله وابن الأمة الإسلامية والعربية وكل المظلومين».
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد تحادث هاتفياً مع يهودا ديفيد، الذي كان القضاء الفرنسي قد برأه في دعوى القذف والتشهير، التي رفعها ضده المواطن الغزاوي جمال الدرة. وعبر نتنياهو عن ارتياحه لنتائج «المعركة المثالية التي خاضها من اجل الحقيقة»، معلناً أن «الحكومة ستتخذ في اجتماعها المقبل إجراءات لتدفع الدولة العبرية نفقات القضاء التي سددها الطبيب في فرنسا». وقال رئيس الوزراء لديفيد إنه «صار رمزاً للكفاح من أجل إثبات الحقيقة»، مؤكداً أنه «قدم خدمة كبرى لشعب إسرائيل».