رام الله | أغلق عدد من الشبان الفلسطينيين، أمس، مقرّ الأمم المتحدة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، وطالبوا بموقف واضح منها لدعم الأسرى وحمايتهم وتأمين الإفراج الفوري عنهم، وذلك غداة تدهور صحة 5 من الأسرى بعدما توقفوا عن تناول السوائل. وقال المحامي جميل الخطيب إن خمسة من الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، والذين يعالجون في مستشفى سجن الرملة، توقفوا أول من أمس عن تناول السوائل حتى تحقيق مطالبهم. وأضاف: «لقد زرت عدداً من الأسرى المرضى الذين يعالجون في مستشفى سجن الرملة، وقد بدأ الأسرى الخمسة بالدخول في مرحلة الخطر». وأكد أنهم «مستمرون في الإضراب، ومستعدون للوصول به حتى الشهادة، حتى تحقيق مطالبهم، ومعنوياتهم عالية، ولديهم النية بالتوقف عن تناول المياه قريباً».
ومن بين الأسرى الخمسة، الذين توقفوا عن تلقي السوائل، أربعة معتقلين إدارياً، بينهم بلال ذياب (27 عاماً) وثائر حلاحلة (34 عاماً) المضربان عن الطعام منذ 29 شباط.
وتضامناً مع الأسرى المضربين، قام نحو 30 شاباً من مجموعات شبابية مختلفة، في مقدّمتها مجموعة «فلسطينيون من أجل الكرامة»، بإغلاق مقر الأمم المتحدة منذ ساعات الصباح الأولى، ومنعوا الموظفين من الدخول. وأكد الناشط علي عبيدات لـ«الأخبار» أنّ الاعتصام أمام مقر الأمم المتحدة يأتي للتنديد بالتقصير الواضح تجاه قضية الأسرى وعدم اتخاذ موقف حاسم ضد ما تقوم به إسرائيل، مشيراً إلى تواصل هذه الفاعليات الاحتجاجية السلمية.
وعمد عشرات الشبان، يرافقهم أفراد من عائلتي الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة، بإغلاق الطريق الرئيس أمام مقر الرئاسة في رام الله، مطالبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمل الفوري لتأمين الإفراج عن أبنائهم المضربين عن الطعام منذ 72 يوماً. وجلس النشطاء على الأرض رافعين صور الأسرى المضربين ولافتات تدعو للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى المهددين بالموت.
مجموعة أخرى قامت بإغلاق شارع الإرسال المؤدي إلى وسط مدينة رام الله، وعرقلت مرور مئات المركبات مطالبين الشعب الفلسطيني بأكمله بعدم الوقوف متفرجاً بينما أسراه مضربون ويموتون في السجون. وقال والد الأسير ثائر حلاحلة إن «التحرك الذي تقوده السلطة على الصعيد الدولي مهم ولكنه جاء متأخراً جداً، كذلك فإنه لا آثار له على الأرض حتى اللحظة».
وهتف عشرات النشطاء الذين انضموا إلى أهالي الأسرى بضرورة استعادة المقاومة للضغط على الاحتلال من أجل تحرير الأسرى، ودعوا المحالّ التجارية والمطاعم في رام الله الى إغلاق أبوابها تضامناً مع الأسرى.
في الشارع الإلكتروني، أطلق ائتلاف من الشباب الفلسطيني داخل الضفة وغزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، حملة تدوين إلكتروني لنصرة الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، تحت عنوان «نحن شباب لا ننسى أسرانا». ويشارك في هذه الحملة مدونون فلسطينيون من الداخل والشتات، إضافة إلى مدونين عرب من الأردن ومصر وتونس والسعودية وغيرها، وعددٍ من المصوّرين والمصممين، أرادوا إيصال رسالة الأسرى عبر العدسة والريشة.
وقالت منسقة الحملة، التي تنطلق اليوم، صفاء خطيب من كفركنا، إن القائمين على الحملة يسعون إلى تسخير وسائل الإعلام الجديد لنصرة قضية الأسرى الأبطال، موضحة أنّ العديد من الصفحات الكبرى على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» انضمت إلى الحملة، إيماناً منها بالواجب الوطني والإنساني حيال الأسرى.
في مقابل حملات النصرة، عمدت إدارة الجامعة العربية الأميركية في جنين إلى منع الأسير المحرر خضر عدنان من دخول الحرم الجامعي للمشاركة في فعالية تضامنية مع الأسرى وتقديم محاضرة حول إضرابهم. وقال قيادي في الرابطة الإسلامية إنّ نادي كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة كان قد خطط منذ عدة أيام لإقامة ندوة داخل الجامعة عن إضراب الأسرى يستضاف فيها الشيخ عدنان، وأن الفاعلية رُوِّج لها إعلامياً»، مضيفاً أن «الحجة التي ساقتها إدارة الجامعة لرفض دخول الشيخ خضر عدنان واهية، وهي أنها زيارة غير منسق لها وأنها لا تعلم بقدومه اليوم للجامعة»، مؤكداً أن «لوحات الإعلانات في الجامعة تعج منذ عدة أيام بالترويج للمحاضرة والنشاط الذي جرى الترتيب له وفق الآليات المتبعة عند التحضير لكل نشاط».