رأى الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس، أن الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لا يستطيعان أن يفرضا على السودان «ما لا يريده»، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي، الذي يدعو الخرطوم وجوبا إلى وقف المعارك تحت طائلة فرض عقوبات.وأوضح البشير، خلال احتفال بتحرير حقل هجليج النفطي أمام عمال وزارة النفط السودانية في الخرطوم، أنه «بالنسبة إلى القرارات، سننفذ ما نريده. وما لا نريده، فلا مجلس الأمن ولا السلم الأفريقي سيجعلنا ننفذه». وبعدما أشار إلى أن «حكومة الجنوب تقول بأنها تريد تغيير النظام في الخرطوم»، أوضح أنهم «إذا أرادوا تغيير النظام في الخرطوم فسنعمل على تغيير النظام في جوبا، وإذا أرادوا دعم متمردين فسندعم متمردين. العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم». كما أشار البشير إلى أنه «لن تكون هناك محادثات مع جنوب السودان بشأن النفط أو التجارة أو المواطنة قبل حل الخلاف القائم حول قضايا الأمن».
وجاء حديث البشير عن رفض إملاءات مجلس الأمن بعد ساعات فقط من إعلان المكتب القيادي للمؤتمر الوطني قبوله قراري مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي وقرار مجلس الأمن بشأن السودان ودولة جنوب السودان، بعدما قيده ببعض الملاحظات. وأعلن رفضه القاطع لما ورد بخصوص الحوار مع الحركة الشعبية ـــ قطاع الشمال في ولايتي النيل الأزرق وجنوب
كرفان.
وفي السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، العقيد الصوارمي خالد سعد، «أن القوات المسلحة تمكنت من تحرير مناطق قريضة وكفن دبي وكافيا كنجي، بعد دحرها فلول الجيش الشعبي ومعاونيه من متمردي حركة العدل والمساواة ومني مناوي وعبد الواحد»، لافتاً إلى أن المواطنين في تلك المناطق عادوا إلى قراهم لمزاولة أعمالهم الطبيعية.
في غضون ذلك، رأى زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض، حسن الترابي، أن خسارة السودان لمليارات الدولارات من إيرادات النفط ستسقط الحكومة، لافتاً إلى أن «كراهية النظام تتعمق، وهذا أمر في غاية الخطورة. إذا خرج الجياع في ثورة فسيحطمون ويدمرون». وأضاف «الحكومة مفلسة تماماً. إذا زاد الجوع بين الناس، إلى جانب أسباب أخرى للغضب، فسنشعر بالقلق من ثورة قادمة تقود إلى الفوضى»، متوقعاً «ألا يتأخر ذلك كثيراً».
من جهته، رد مستشار وزير الإعلام السوداني، ربيع عبد العاطي، على حديث الترابي، مبيناً أن الأوضاع الاقتصادية ليست بهذا السوء.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)