يصل اليوم الى دمشق المبعوث الدولي كوفي انان، وذلك وسط مناخ من القلق على استمرار مهمته بدأ قبل مجزرة الحولة، رغم أن ما حصل في الحولة زاد من التشكيك الدولي غير المعلن في أهمية مسعاه. وفي معلومات لـ «الأخبار»، ساقتها مصادر دبلوماسية، فإن زيارة انان لدمشق تأتي وسط حصول عدة تطورات داخل المناخ الدولي الحاضن لها، تفاعلت خلال الأسابيع الخمسة الماضية، ومثّلت عوامل أسهمت في تحديده أجندة نقاشاته في دمشق.
التطور الأول يتصل بما رصده فريق انان بشأن وجود تناقض في السلوك الدولي تجاه مهمته؛ ففيما تعلن دول غربية وعربية دعمها لمسعى انان، فإنها في المقابل ترفع في الكواليس السياسية من وتيرة تشكيكها في نجاحه، وتتخذ قرارات تخدم أجندة إسقاط الرئيس بشار الاسد. ويكشف مصدر دبلوماسي انه خلال جلسة الاستماع المغلقة لإحاطة انان بشأن مهمته التي عقدها مجلس الأمن في بدايات هذا الشهر، وجه الأخير تحذيراً غير مباشر إلى هذه الدول في هذه المسألة.
التطور الثاني ارتبط بحصول تداعيات إيجابية لتحذير انان. فعلى المستوى الأوروبي، يقول المصدر الدبلوماسي عينه، إنه اثناء اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي هذا الشهر، في لوكسمبورغ برئاسة الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية للاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون، توصلت النقاشات التي ترفع توصياتها الى الدول الأوروبية، بوصفها محضراً أوروبياً داخلياً محدود التداول، الى قرار يدعم خطة انان، لكن مع اشتراط مضمر، إذ ورد فيه: «على اساس أن تثبيت وقف اطلاق النار سيسمح بانطلاق الحوار السياسي، وقد يؤدي الى نشوء مرحلة بناءة يمكن ان يبنى عليها الحل للأزمة». وتوصل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلى هذا القرار ، تأسيساً على واقعين ما عاد من الممكن ـــــ بنظرهم ـــــ إغفالهما لدى نقاش مستقبل الأزمة السورية: الأول هو سقوط الرهان على حدوث تغيّر في الموقف الروسي من مسألة الدفاع عن بقاء نظام الأسد، مع ملاحظة ان التشاور مع موسكو بشأن الأزمة السورية هو ضرورة لا يمكن القفز عنها. ووصفت وثيقة الاجتماع «روسيا بالشريك الصعب الذي لا بد من التعامل معه». الثاني، تعمق القناعة بفشل المعارضة السورية، رغم كل المساعدات لها، في توحيد صفوفها وإيجاد هيئة واحدة لها تضم ممثلين عن جميع الطوائف، مع الإشارة الى أن هذا الفشل، وخصوصاً في النقطة الاخيرة، يمثّل «مصدر قلق متزايد لمجمل المجموعات الإثنية والدينية، وخصوصاً المسيحيين».
التطور الثالث يتصل بمراجعة جرت في وزارة الخارجية الأميركية بهدف تصويب موقفها من الأزمة السورية. وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن واشنطن بات لديها، بعد عام ونصف عام على الحدث السوري، مجموعة قناعات سيكون لها اعتبار في توجيه سياستها تجاه الأزمة السورية في المرحلة المقبلة. ترى واشنطن ان الجيش السوري لا يزال متماسكاً، لكنه متعب، وتلاحظ انه لا يوجد حتى الان أي انشقاق، ولو على مستوى حالات هروب ضمن الجنود والضباط العلويين. أما على مستوى المعارضة، فهي لم تستطع الاتفاق حتى الان على استراتيجيا واضحة، علماً ان واشنطن لا تزال على مسعاها الذي يشجع المعارضة على الاتحاد وتأليف جبهة قوية يتمثل فيها العسكر والمسيحيون والعلويون والأكراد والقبائل. وبشأن موقف واشنطن من تسليح المعارضة، فإن رؤيتها الجديدة لا تزال عند الموقف القائل إن الادارة الاميركية لن تسلح المعارضة السورية، لكنها لن تعارض تزويدها بالسلاح من جهات اخرى، وهي من جهة ثالثة تشجع حصول اتصال بين معارضتي الداخل والخارج. ولا تزال واشنطن عند موقفها الهادف الى تنحية الرئيس الاسد وإبعاد عائلته، والجديد في موقفها بهذا الخصوص انها لا ترغب في انحلال الجيش السوري بعد رحيله، وتشدد على وجوب بقاء هياكل الدولة السورية خلال عملية انتقال السلطة على الطريقة اليمنية. وما يلفت النظر في المراجعة الأميركية لموقفها من الأزمة السورية، هو أنها لم تتضمن تحديدات بشأن مهمة انان، وغياب ذلك يدلل على أن واشنطن لا تعدّ مسعاه في اصل مسارات الأزمة السورية، بل مرحلة ستستهلكها أحداثها.
زيارة انان الى سوريا، وما يحمله معه من تصورات لمناقشتها مع قيادتها، ستحرص على ان تكون متلائمة مع توجهات عناصر هذه التطورات الجديدة، لانها تمثل قبول استمرار مهمته من الغرب. ويشرح مصدر دبلوماسي هذا الأمر بالقول: «يعرف انان انه خلال بدايات هذا الشهر جرى نقاش جدي في الغرب بشأن قضية جدوى انتشار المراقبين الدوليين في سوريا، وعما اذا كان بإمكانهم تحقيق هدف وقف اطلاق النار». وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرتمي عكس طبيعة هذا النقاش حينما قال في مشاورات، بعيدة عن الاعلام، «لننتظر حتى نهاية هذا الشهر، لنتأكد مما اذا كان فريق المراقبين في سوريا سيحقق نتائج سريعة، أو أنه يجب علينا اتخاذ خيار اخر». وأوضح ان خطة انان تسير في مناخ من القلق الكبير.
ومقابل هذا التشكيك الغربي وبعض الإقليمي في فعالية المراقبين، سعى انان، خلال الايام الاخيرة ، عبر التشاور مع دول القرار في الغرب على نحو خاص، لكون روسيا والصين تدعمان فكرة منحه الوقت الكامل وليس فقط الوقت الكافي، الى صياغة تصورات جديدة لتفعيل مهمة المراقبين على نحو يعيد الثقة الدولية إلى دورهم داخل خطته، وتحديداً لجهة أنهم أداة قادرة على نقل الوضع في سوريا الى مرحلة اطلاق العملية السياسية. ويكشف المصدر الدبلوماسي عينه أن انان صاغ اقتراحات بهذا الخصوص ستكون أهم مضامين نقاشاته في سوريا.
ويكشف المصدر أن هذا الطرح ليس هو هدف انان النهائي، بل هو مجرد اجراء تأسيسي، المقصود منه الانتقال إلى خطوة حصل في شأنها نقاش غير معلن بين أطراف دولية، ومفادها دعوة مجلس الأمن الى اتخاذ قرار جديد يقر زيادة عدد المراقبين الى ما بين ألفين وثلاثة آلاف عنصر غير مسلحين، يمكنهم تغطية كافة المناطق الساخنة في سوريا. ويلفت المصدر الى ان مجزرة الحولة ستوفر بلا شك عامل ضاغط لجعل دمشق تتعاطى مع فكرة زيادة اعداد المراقبين على هذا النحو الكبير، وايضاً على تضمين عملهم اختصاصاً حقوقياً إنسانياً وسياسياً ومدنياً، ما يجعل، عملياً، مناطق التوتر تعيش واقع إدارة دولية لها على مستوى كل شؤونها تقريباً.
العنوان الثاني لاقتراحات انان هو العملية السياسية، التي تطالب دول مثل فرنسا وغيرها بأن تبدأ فوراً، قطعاً للطريق على النظام الذي يمارس عبر عملية اطالة امد خطوة نشر المراقبين، سياسة شراء الوقت. ويكشف نائب أنان، ناصر القدوة، في لقاء دبلوماسي خاص، موقع هذا العنوان في تفكير أنان بالقول: «العملية السياسية التي تضمن الانتقال السياسي الى الديموقراطية تبقى المسألة الأساسية».
وبالاستناد الى كلام القدوة فإنّ لدى انان مجموعة تصورات، ابرزها موافقة الحكومة السورية على تعيين مفاوض ذي صلاحيات للمشاركة في العملية السياسية حين تنطلق. وتقول مصادر انان إن الحكومة أعطت موافقة مبدئية على هذا الطلب، ويبحث انان تفصيلات تتعلق به مع الأسد، كما سيشجع انان المعارضة على التوحد لكي تكون مستعدة لدى البدء في العملية السياسية. وكان انان قد التقى المعارضة الخارجية لهذا الخصوص، ويعتزم لقاء المعارضة الداخلية في زيارته الراهنة لدمشق، إضافة الى تحديد مواضع الاتفاق والخطوات اللازم اتخاذها للوصول الى حل الأزمة السورية، وهذا مجال سيبحثه انان مع الأسد.



واشنطن تسعى إلى إقناع موسكو بالنموذج اليمني لسوريا

تنوي ادارة الرئيس باراك اوباما العمل مع روسيا على خطة لرحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة على نموذج الخطة اليمنية، حسب ما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» امس. وقالت الصحيفة إن الخطة تدعو الى تسوية سياسية ترضي المعارضة السورية، وهدفها تطبيق عملية انتقالية على نموذج تلك الجارية في اليمن.
وسيعرض اوباما هذا الاقتراح على الرئيس فلاديمير بوتين الشهر المقبل خلال اول اجتماع لهما منذ عودة بوتين الى الكرملين في السابع من ايار بحسب الصحيفة. وبحث توماس دونيلون، مستشار الامن القومي الاميركي، الخطة مع بوتين في موسكو قبل ثلاثة اسابيع بحسب الصحيفة.
وعندما اقترحها اوباما مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف خلال قمة مجموعة الثماني في كامب ديفيد الأسبوع الماضي، كان موقف الاخير ايجابياً، مؤكداً ان موسكو تفضل هذا السيناريو على غيره، بحسب «نيويورك تايمز».
(أ ف ب)

أحزاب سورية جديدة تطعن في نتائج الانتخابات

أعلنت رئيسة حزب «الشباب الوطني للعدالة والتنمية» في سوريا، بروين إبراهيم، اول من امس، أنها قدمت إلى المحكمة الدستورية العليا حوالى 50 الف وثيقة تثبت تزوير الانتخابات البرلمانية التي جرت في السابع من الشهر الجاري.
ودعت إبراهيم، في مؤتمر صحافي عقدته في دمشق بمشاركة رؤساء عدد من الأحزاب السياسية الجديدة في سوريا، «الرئيس السوري بشار الأسد الى حل مجلس الشعب فوراً لأن هذا المجلس باطل».
(يو بي آي)

منع مسؤولين سوريين من حضور أولمبياد لندن

اعلن نائب رئيس الوزراء البريطاني، نك كليغ، أمس أن حكومته ستمنع أعضاءً من النظام السوري من حضور دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن صيف العام الحالي.
(يو بي آي)