في 17 حزيران 2011، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن رجل الأعمال رامي مخلوف قرر التخلي عن أعمال التجارة وتكريس ثروته وحياته للمشاريع الخيرية ومشاريع التنمية، في تنازل واضح يتماشى مع أحد المطالب الأساسية للمحتجين في سوريا. حينها، خرج رامي مخلوف متعهداً بترك الأعمال وبيع أسهمه في «سيرياتل» البالغة 40 في المئة، وتخصيص عائداتها فقط إلى العمل الإنساني والتعويضات لعائلات الذين قتلوا، لكن عدداً قليلاً فقط من المتابعين أخذ كلامه على محمل الجدفي ظل وجود اعتقاد على نطاق واسع بأن مخلوف سيطر على جزء كبير من الاقتصاد السوري مستخدماً نفوذه في القطاع المالي، السياحي المطاعم، العقارات والكثير غير ذلك.
«ملفات سوريا» المسربة، التي ينشرها موقع «ويكيليكس»، والتي حصلت عليها «الأخبار» تشير إلى أن شكوك البعض في تحول مخلوف المفاجئ إلى «رجل خير» مبررة.
رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة، تشمل موظفين رفيعي المستوى في شركة «شام كابيتال» وهي واحدة من كبرى الشركات السورية، المملوكة بشكل رئيسي من قبل مخلوف. وتشير الرسائل إلى أنه كان يشتري حصصاً كبيرة، وبنحو تدريجي، في عدد من المصارف أبرزها «بنك قطر الوطني - سوريا» (QNBS)، قبل وبعد اعلانه التخلي عن الأعمال التجارية.
في الخامس من شهر أيار 2011، أرسل باسل شعبان، وسيط مالي يدير فرع «شام كابيتال» في حلب، ملف «بي دي أف» إلى المدير التنفيذي لشركة «شام كابيتال»، سفيان هيكل، وعنوانه «التقرير اليومي: 5/5/ 2011 (عملية السيد مخلوف).
ويتضمن الملف، تفصيلاً لعمليات بيع وشراء أسهم رامي مخلوف من خلال «شام كابيتال»، بمبلغ مقدر بـ50 مليون ليرة سورية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة استثمار كبير في «بنك قطر الوطني - سوريا» (doc-id 1110515).
بعد عشرة أيام، تلقى هيكل رسالة بريد الكتروني اضافية من الوسيط المالي المساعد زين البيلاني، تتعلق بالمعلومات التي استحصل عليها في ما يتعلق بالأسهم السورية، من منتدى مناقشة عن السوق السورية وحالة الاقتصاد، بالتزامن مع دخول الاحتجاجات شهرها الثالث.
ويشير بيلاني إلى أن بعض المعلقين يتساءلون حول ما اذا كان مخلوف سيبقى من المشاركين في السوق بشكل من الأشكال.
وكتب يقول: «بعد التكهنات، حول ما اذا كان السيد مخلوف سيدخل السوق أم لا، رامي عطار، أشار إلى أن مشتري أسهم «بنك قطر الوطني - سوريا» من «شام كابيتال» هو الأرجح رامي مخلوف، مستنداً في ذلك إلى كمية الأسهم الكبيرة التي يتم شراؤها وأن شركة الوساطة هي «شام كابيتال».
وتطرق بيلاني إلى طرفة سمعها حول أن شركة «شام كابيتال تتبع بابا نويل وليس العكس»، مضيفاً بتهكم «بس بابا نويل ما لو قد سهم بنك قطر، هذا البنك يللي بقرب عليه بيحرق أصابيعه»، قبل أن يوضح أن بابا نويل في هذه الحالة هو نفسه رامي مخلوف. (doc-id 1793670).
أما في 28 حزيران 2011، أي بعد 11 يوماً من اعلان مخلوف تركه مجال تجارة الأعمال، أرسل باسل شعبان رسالة بريد الكتروني إلى سفيان، تطرق فيها إلى المحفظة الاستثمارية لمخلوف وشخص آخر، وأوضح فيها حجم عمليات الشراء التي وقعت في الفترة الممتدة من 4 أيار حتى اليوم الذي تم فيه إرسال البريد الإلكتروني. ضمن محفظة مخلوف، يتبين أن «بنك قطر الوطني - سوريا» يتقدم على جميع البنوك الأخرى بـ33.343 ألف سهم (doc-id 1793541).
أما في الأشهر اللاحقة، بينما كان مخلوف يشتري كميات كبيرة من أسهم «بنك قطر الوطني - سوريا»، فبدأ الأخير بشراء كمية كبيرة من الأسهم في بنك سوريا الدولي الاسلامي (doc-id 997874, doc-id 934059).
استثمارات مخلوف لم تتوقف عند هذه النقطة. في بداية العام الحالي، تظهر المحفظة الاستثمارية للأسبوعين الثاني والثالث من شهر كانون الثاني، أن الأخير اشترى أسهماً تقدر قيمتها بما مجموعه 126,576,155 ليرة سورية (تقريباً 2 مليون دولار)، في مقابل بيع أسهم تقدر قيمتها بـ8,666,251 ليرة سورية (تقريباً 135,093 دولاراً)، حيث احتل «بنك قطر الوطني - سوريا» و«بنك سوريا الدولي الاسلامي» هذه العمليات (doc-id 972444, doc-id 882125)



قطريون يهرّبون اموالهم قبل رمضان

تظهر ملفات «وكيليكس» أن الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، مؤسس بنك قطر الدولي الإسلامي (QIIB)، بادر إلى بيع أسهمه في «بنك سوريا الدولي الاسلامي» (SIIB)، بسرعة قرابة الأسبوع الأخير من شهر تموز 2011.
فبعد أربعة أشهر من الاحتجاجات السورية، وقبيل أسابيع محدودة من بداية شهر رمضان، تُظهر رسائل إلكترونية متبادلة بين كرم دباغ، وهو وسيط أسهم لشركة «شام كابيتال»، وبين المدير الأول في بنك قطر الدولي الإسلامي، محمد غياث والمدير التنفيذي لشركة «شام كابيتال»،سفيان هيكل، وجود طلب لبيع الأسهم والعمليات التي جرت.
ويتبين أنه تم بيع ما لا يقل عن 100 ألف سهم لآل ثاني، كما تبين أن الأرباح وضعت في حسابه في «بنك سوريا الدولي الاسلامي» (doc-id 1791179).
وتكشف رسالتان الكترونيتان، أرسلتا في العشرين والرابع والعشرين من شهر تموز، وتتضمنان ملفات «بي دي أف»، تفاصيل حساب الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني.
وفي التفاصيل، أنه تم بيع 25 ألف سهم من «بنك سوريا الدولي الاسلامي» في الثامن عشر من شهر اتموز، أعقبها بيع 21,145 ألف سهم في العشرين من تموز، وأخيراً بيع 103,850 ألف سهم في 21 من الشهر نفسه.
وتم تحويل مردود عمليات البيع هذه إلى حساب آل ثاني في «بنك سوريا الدولي الاسلامي» (doc-id 878210, doc-id 931161).
الجدير ذكره، انه في الواحد والثلاثين من شهر أيار الماضي، أعلن «بنك قطر الدولي الإسلامي» تخليه عن مقعده في مجلس إدارة «بنك سوريا الإسلامي الدولي» وسحب ممثله من المجلس بعد القرار الذي اتخذته وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات ضد البنك السوري.
وتظهر احدى الرسائل المتبادلة بين هيكل وأحد الزبائن، قيام المدير التنفيذي للشركة، بالشرح أن «شام كابيتال» مملوكة من «مجموعة راماك»، التي يعد مخلوف رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها، فضلاً عن «شركة الرمز للأوراق المالية»، وهي شركة ذات مسؤولية محدودة تأسست في أبوظبي خلال العام 1998. ووفقاً لهيكل، يعد مرتضى الدندشي الشريك والمدير المنتدب من قبل «الرمز للأوراق المالية» doc-id 981633.