في مشهد هو الأول من نوعه منذ ظهور حركة «حماس»، دخل قياديو الحركة الإسلامية إلى قصر الرئاسة المصري للقاء الرئيس محمد مرسي، الذي بحث مع رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل، أمس، قضية المصالحة الفلسطينية وسبل إنجاحها، ومجمل الأوضاع على الساحة الفلسطينية، خاصة الأزمات الإنسانية والمعيشية التي يعانيها قطاع غزة لا سيّما أزمة نقص الوقود.
وعقب الاجتماع الأول منذ انتخاب مرسي، أشاد مشعل بانتخابه واعتبره بداية لعهد جديد لعلاقة فلسطين مع مصر الشقيقة الكبرى وهي زعيمة الأمة العربية. وقال مشعل إن الرئاسة والمخابرات العامة المصرية ستواصلان جهود المصالحة بين حماس وفتح التي بدأت العام الماضي، مشدداً على دور مصر الكبير في المصالحة، وأضاف «قرار المصالحة قرار استراتيجي وماضون فيه». وأكد أن كل الملفات تسمح بالمضي في المصالحة، وتمنى أن تستمر مصر في متابعة هذا الملف ونرتضيها حكماً ونلتزم بما تقرّه.
وأوضح مشعل أن الرئاسة المصرية اليوم على مسافة واحدة من كل الفرقاء الفلسطينيين، ونحن نسعى إلى ذلك. وأكد أن الرئاسة المصرية ستختار الوقت المناسب للقاء بيننا وبين حركة فتح، ونحن نرحب بذلك، والشعب الفلسطيني في الوقت الراهن يحتاج إلى قرارات لا لقاءات. وكشف عن أنه لم يطلب نقل الملف في العلاقة بين مصر وحماس من المخابرات المصرية إلى مؤسسة الرئاسة. وأوضح أن على الحركة ألا تحمل مصر مسؤولية ما يحدث في غزة كما لا تعفي العدو الإسرائيلي من المسؤولية.
وقال مشعل: «مصر على رأسنا في حماس، ونحافظ عليها، وهناك تعاون قائم مع جهاز المخابرات العامة المصرية للمحافظة على استقرار الأمن في سيناء»، مؤكدا أن معركتهم الوحيدة «مع الاحتلال الإسرائيلي». وعن اتفاقية كامب ديفيد، أكد مشعل أنها شأن مصري خالص ومصر قادرة الآن على معالجة كل المواقف، بما يحقق الحق المصري والعربي، ولا نتدخل في هذا الملف.
وكشف مشعل أنه بحث ومرسي سبل تأمين حصول غزة على احتياجاتها من الغاز الطبيعي والبترول في وجود الحصار الإسرائيلي، وأعرب عن سعادته بما سمعه من مرسي ورؤاه لعلاج هذه الأزمة. ولفت إلى أن من الطبيعي أن تقلق إسرائيل من فوز الإسلاميين في الانتخابات المختلفة بعد ثورات الربيع العربي، لأن ذلك سيقود الأمة للنهضة وسيصنع لمصر مكانة كبيرة، وستعمل لها إسرائيل ألف حساب.
من جهة أخرى، قدم مشعل العزاء للرئيس محمد مرسي بوفاة اللواء عمر سليمان، وقال «نترحم على سليمان، رغم اختلافنا معه في أشياء إلا أننا اتفقنا معه في أشياء، وهو رجل عزيز علينا وحماس لديها وفاء لمصر في كل مراحلها».
وعلى خطى مشعل، أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، أمس، أنه سيلتقي الرئيس المصري محمد مرسي في القاهرة الأسبوع المقبل بعد أن تبلغ أمس رسمياً موافقة الرئيس مرسي على هذا اللقاء الذي اعتبره «من النتائج المباشرة للربيع العربي والتحول».
وفيما أعلن مشعل أن مرسي قدم رؤية لحل أزمة الغاز، اتهمت الحكومة الفلسطينية المقالة، أمس، «جهات تنفيذية» في مصر بوضع عراقيل أمام نقل الوقود القطري إلى القطاع، ما يفاقم من أزمة الكهرباء. وشدد بيان مصدر مسؤول في الحكومة المقالة على أنه «لا يمكن القبول بالسياسة المفروضة من قبل الجهات التنفيذية والتي تتعمد عدم ايصال الوقود القطري الى القطاع». وأضاف أنه «في حال استمرت الأمور بهذه الطريقة، فإن الحكومة ربما تقرر وقف تسلم الوقود من الجانب المصري حتى تضمن وصوله بشكل مؤكد الى القطاع وبالكميات المطلوبة لتشغيل المحطة».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)




افرجت اسرائيل أمس، عن رئيس المجلس التشريعي القيادي في حركة حماس عزيز الدويك (الصورة)، بعدما احتجز في الاعتقال الاداري لمدة ستة أشهر.
واطلق سراح الدويك عند حاجز بيت سيرا جنوب مدينة رام الله في الضفة الغربية.
وكان من المفترض اطلاق سراح الدويك من امام سجن عوفر القريب من رام الله، الا ان مواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الاسرائيلي عند ذلك المدخل دفعت الامن الاسرائيلي إلى تغيير المكان.
وكان محامي الدويك فادي القواسمي قد ذكر أن النيابة العسكرية وافقت على عدم تمديد الاعتقال الاداري له.
وكانت اسرائيل قد اعتقلت الدويك في كانون الثاني الماضي، دون توجيه أي تهمة له «للاشتباه في تورطه في أنشطة منظمة إرهابية».
(أ ف ب)