أعلنت الامم المتحدة، يوم أمس، أنها سترسل الى دمشق مسؤولاً عسكرياً رفيعاً ليتولى قيادة بعثة مراقبيها في سوريا، بعد مغادرة الجنرال روبرت مود في انتظار قرار سياسي حول مصيرها. وتوجه كبير مستشاري الامم المتحدة العسكريين، باباكار غاي، الى دمشق على ما اعلن مساعد الامين العام يان ايلياسون. كما يتجه مسؤول عمليات حفظ السلام ايرفيه لادسو الى دمشق في الايام المقبلة. وتنتهي، مساء اليوم مهمة 300 مراقب غير مسلحين يرافقهم مئة خبير مدني، ويغادر قائد البعثة الجنرال روبرت مود منصبه في اليوم نفسه. وقال ايلياسون إن الوضع الميداني «مأسوي وخطير» بسبب تصاعد المعارك في العاصمة السورية، موضحاً أنه بانتظار قرار مجلس الامن الدولي ينبغي اتخاذ بعض الاجراءات. وأضاف «نريد التأكد من وجود قيادة صلبة، ثم سنتابع ما يقرره مجلس الامن». وقال ايلياسون «اذا كنا نستطيع أداء دور مؤثر عبر تمديد مهمة المراقبين في سوريا فسنفعل، لكن علينا ان نراقب الظروف الامنية عن كثب». وتابع «شهدنا في السابق تجارب مروعة» مع بعثات أخرى للامم المتحدة.
ميدانياً، سقطت المنافذ الحدودية الواقعة بين العراق وسوريا في ايدي «الجيش السوري الحر»، بحسب ما أكد مسؤول رفيع في وزارة الداخلية العراقية لوكالة «فرانس برس»، فيما تحدث «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن سيطرة مقاتلين معارضين على معبر حدودي مع تركيا.
وقال الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية العراقية، عدنان الاسدي، وهو المسؤول الاعلى في الوزارة، إن «جميع المعابر والمخافر الحدودية بين العراق وسوريا سقطت بيد الجيش السوري الحر، وبينها القائم والتنف، فيما لا تزال هناك معارك في سنجار»، وهي نقطة حدودية صغيرة في الشمال. وأضاف «هذا وضع طبيعي لان سكان هذه المناطق مناوئون للحكومة، والجيش السوري النظامي يركز على العاصمة وهذه المنطقة بعيدة عن العاصمة». وتابع الاسدي «أمام احدى النقاط الحدودية، هاجم الجيش الحر قرية حجيجين، وقام بقتل اثنين من أهالي المنطقة وتقطيع ايدي ضابط برتبة مقدم» في الجيش السوري النظامي «امام اعين الجنود العراقيين». كما ذكر أن عناصر الجيش الحر «قتلوا 22 شرطياً من الهجانة في المخفر القريب من قرية خزاعي وسلامة السورية».
واعلن الاسدي ان السلطات العراقية اغلقت «الحدود بالكامل في منطقة البوكمال، وستغلق كل الحدود اذا استمر الوضع على هذه الحال، لأن الجيش الحر سلطة غير معترف بها».
وفي السياق نفسه، اعلن محافظ الانبار قاسم محمد عبد أن «آلاف العائلات العراقية وصلت الى الحدود اليوم واجتازتها باتجاه العراق»، مضيفا «شكلنا خلية ازمة وسنوفر باصات لنقل العراقيين الفارين».
من ناحيته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» بأن مقاتلين سوريين معارضين سيطروا على معبر حدودي مع تركيا. وقال المرصد إن «مقاتلين سيطروا على معبر باب الهوى على الحدود السورية التركية في محافظة ادلب، بعد انسحاب القوات النظامية من هذا المعبر». فيما أعلن ناشطون معارضون أن «مقاتلي المعارضة يسيطرون على المعبر الحدودي مع تركيا في بلدة جرابلس بعد انسحاب قوات النظام».
إلى ذلك، اعلن المرصد أن اعمال العنف والاشتباكات، التي شهدتها مناطق مختلفة من سوريا، أمس، حصدت اكثر من 193 قتيلاً، بينهم 77 مدنياً، و36 جندياً منشقاً ومقاتلاً معارضاً، و68 جندياً نظامياً. وبحسب المرصد، فإن اعمال العنف تركزت في دمشق وريفها، حيث سقط 39 قتيلاً مدنياً، وفي دير الزور، حيث قتل 14 مدنياً، وحمص حيث قتل 11 مدنياً.
وفي سياق آخر، وصل الانقسام إلى حدود رمضان، بعدما اعلن «المجلس الوطني السوري» أن اليوم الجمعة يصادف الاول من شهر رمضان. بينما أعلنت السلطات السورية أن يوم السبت هو بداية شهر الصوم.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)