في يومها السابع على التوالي، استمرت الاشتباكات، أمس، في بعض أحياء مدينة حلب سوريا بين مجموعات معارضة والقوات النظامية، فيما أفاد مصدر أمني بأنّ هذه القوات تستعد لشن هجوم مضاد وشيك على حلب لاستعادة الاحياء، التي يسيطر عليها المعارضون. وأفاد المصدر الأمني بأنّه «انتشرت يومي الاربعاء والخميس تعزيزات من القوات الخاصة من الجهة الشرقية للمدينة، بالاضافة الى وصول قوات أخرى ستشارك في هجوم مضاد شامل يوم الجمعة أو السبت» على حلب. وأوضح المصدر أنّ «1500 الى الفي مقاتل وصلوا أيضاً من خارج المدينة لدعم حوالي الفيْ مقاتل من المتمردين الموجودين في المدينة»، مشيراً الى أن هؤلاء ينتشرون في الاحياء الجنوبية والشرقية على اطراف حلب، ولا سيما مناطق صلاح الدين والجوار.بدوره، توقّع رئيس المجلس العسكري لمحافظة حلب، التابع للجيش السوري الحر، العقيد عبد الجبار العكيدي، «هجوماً كبيراً في أي لحظة، ولا سيما في المناطق الجنوبية والشرقية والغربية الواقعة على الاطراف». وأشار الى أنّ نحو مئة دبابة، وعدداً كبيراً من الآليات التابعة لقوات النظام وصلت الى حلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن اشتباكات في حيّي صلاح الدين والحمدانية، وغيرها من الاحياء الواقعة في جنوب المدينة.
وقالت وكالة «فرانس برس»، في حلب، إن المقاتلين المعارضين يستعدون «للمعركة الكبرى»، وقد أعدوا مراكز لتقديم العلاج للجرحى في أقبية المدارس والجامعات. وأفادت الوكالة بأنّ آثار الفجوات الناتجة من القذائف تظهر بوضوح في مركز الشرطة في حيّ الشعار في شرق المدينة، الذي استولى عليه عناصر «الجيش السوري الحر»، فيما أفاد «المرصد السوري» عن اشتباكات في محيط مدينة الباب، أسفرت عن مقتل مقاتليْن معارضيْن.
في السياق، كتبت صحيفة «الوطن» السورية أنّ «حلب ستكون المعركة الاخيرة التي يخوضها الجيش العربي السوري. وبعد القضاء على الارهابيين فيها ستخرج سوريا من أزمتها، وسيتمّ الاعلان رسمياً عن اخفاق المشروع الاسلامي التركي القطري للسيطرة على الشرق الأوسط». وأشارت الصحيفة الى أن حلب «تعيش حرباً حقيقية في عدة أحياء، ويقوم الجيش العربي السوري بعمليات نوعية من الصعب الكشف عنها حالياً، الا أنّ الاخبار الواردة من هناك، ونقلاً عن السكان تؤكد أنّ المئات من المقاتلين سقطوا ويسقطون كل ساعة، في حين يتم القبض على آخرين».
أما في دمشق، التي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها بشكل شبه كامل، فسجّل اشتباكات متقطعة في جيوب وحارات لجأ اليها المقاتلون المعارضون. ووقعت اشتباكات في «شارع 30» في مخيم اليرموك في جنوب العاصمة صباح أمس، ما تسبب في مقتل شخصين واصابة اكثر من عشرة آخرين بجروح. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» حدوث «اشتباكات عنيفة في حيّ الحجر الاسود بعد محاصرة الحي من القوات النظامية من محاور عدة»، فيما شهدت مدينة داريا، في ضاحية دمشق الجنوبية، اشتباكات اسفرت عن مقتل أربعة اشخاص، بحسب المرصد.
في محافظة دير الزور، قتل مواطنان، بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، احدهم برصاص قناص عند دوار التموين، وآخر في مدينة الميادين. وفي محافظة ادلب، قتل ثلاثة مقاتلين معارضين في اشتباكات وقعت في بلدة كورين صباح أمس.
وتدور في مدينة حمص اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط احياء الخالدية، وجورة الشياح، والقرابيص «تترافق مع قصف متقطع لهذه الاحياء»، بحسب المرصد.
وفي محافظة درعا، قال المرصد إنه تمّ، يوم أمس، العثور على جثامين اثني عشر مقاتلاً معارضاً في منطقة العجمي على الحدود السورية الاردنية، فيما فقد عشرة آخرون، مشيراً الى أن المنطقة «تعرضت للقصف من القوات النظامية السورية» بينما كان هؤلاء المقاتلون «يساعدون الاهالي الذين يحاولون النزوح الى الاردن». وتسببت اعمال العنف في مناطق مختلفة من سوريا، أمس، بمقتل خمسين شخصاً، بينهم 36 مدنياً و14 مقاتلاً معارضاً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)