تطرق تقرير لصحيفة «تايم»، أمس، إلى دور المقاتلين الإسلاميين في النزاع الدائر في سوريا. وقالت مراسلة الصحيفة، رانيا أبو زيد، إنها وجدت صعوبات جمّة في مقابلة عناصر من المجموعات الإسلامية المشاركة في القتال، مشيرةً إلى وجود عناصر أجانب بينهم. وبدأت الكاتبة تقريرها بالإشارة إلى علم لـ«القاعدة» مرفوع على برميل رُسم عليه علم الثورة السورية، وذلك على نقطة تفتيش بين قريتي بينيش وتاتاناز في محافظة إدلب الشمالية. وقالت إن المفاجأة كانت في علنية رفع العلم بهذا الشكل، وهو ما يدل على قوة التنظيم في هذا الجزء من سوريا. مع ذلك، تلفت إلى أن وجود جهاديين، أجانب ومحليين، في سوريا، لا يستدعي تضخيم وجودهم، لكن دوامة الصراع قد تدفع باتجاه نمو دورهم بصورة مطّردة. وتنقل «تايم» عن جندي في «جبهة النصرة لأهل الشام»، التي يرأسها أبو محمد الجولاني، ويدعى إبراهيم قوله: «نحن مجموعة من الناس نتبع ونطيع ديننا. أنا مجاهد، لكنني لست من «القاعدة». الجهاد ليس «القاعدة»». وتشير إلى أن إجراء مقابلة مع أحد عناصر الحركة أخذ أسبوعين من المفاوضات، وأن عناصر رفيعي المستوى في الجبهة رفضوا أن يتحدثوا للصحيفة، لكنهم سمحوا للسوري إبراهيم (21 عاماً) بذلك. وبحسب مصادر الصحيفة، فإن الجبهة لديها معاقل في 6 قرى في إدلب على الأقل، فضلاً عن مناطق أخرى في البلاد، بينها دمشق وحماة. وتنقل عن إبراهيم أنه تجنّد في المجموعة قبل 8 أشهر من قبل قريبه عمار، قائد العمليات الميدانية في وحدتهم في سوريا، الذي كان مقاتلاً في العراق ضدّ الاحتلال الأميركي، مشيراً إلى أنّ «اختصاصنا المتفجرات، والأجهزة الناسفة. ومعظم عملياتنا تعتمد على التفجيرات، وزرعها في الطرقات، وتفجير السيارات من خلال آلات تحكم عن بعد».
ويذكر تقرير الصحيفة أن هناك نحو 60 عنصراً في وحدة إبراهيم، يتخذون من أحد المباني مقرّاً لهم، حيث يرفعون علمين أبيضي اللون كتب عليهما «لا إله الا الله. محمد رسول الله». ونادراً ما يتجول عناصر الجبهة في العلن. وبحسب إبراهيم «الشباب يفضلون البقاء في الظل، غير مرئيين». بعدهم عن الأضواء هذا يجعلهم «غير معروفين لدى القوات الأمنية، ويسهل مرورهم على نقاط التفتيش، ولا سيما التنقل من دمشق وحلب وإليهما». وبحسب إبراهيم، هم «لا يحتاجون إلى أجانب» معهم، على الرغم من إقراره بوجود مقاتلين أجانب من الكويت وليبيا وكازاخستان.
ويقول إبراهيم لمراسلة الصحيفة إنه يقاتل لأنه يريد «أن يعيش بحرية». ومع ذلك، فإن فكرته عن الحرية مرتبطة بفكرة الدولة الإسلامية المتحررة من قمع مذهب عناصر الأسد، أي العلويين، بحسب الصحيفة، التي تنقل عن إبراهيم قوله إن «العلويين يمكنهم أن يفعلوا ما يريدون، ونحن لا نستطيع أن نقول لا. ولهذا السبب نقاتل، لأننا مقموعون من قبلهم. نحن لا شيء بالنسبة إليهم. هم الرأس، ونحن لا شيء».
وتلتقي مراسلة الـ«تايم» مع «مجاهد» آخر في قرية أخرى من إدلب، ينتمي إلى مجموعة أخرى، لكنه يشارك إبراهيم أفكاره حول الدولة الإسلامية، ويدعى أبو زيد (25 عاماً)، طالب الشريعة الذي يرأس أحد ألوية مجموعة «أحرار الشام» السلفية. أبو زيد يقول للصحيفة إنه «لا داعي لأن تقلق الأقليات على مستقبلها في الدولة الإسلامية»، مضيفاً: «لنفترض أن سوريا أصبحت دولة مدنية، ماذا سيكون دور العلويين؟ المسيحيين؟ المسلمين فيها؟ سيكونون جميعاً تحت القانون، وهذا ما سيكون الحال عليه في الدولة الإسلامية. نحن فقط نغير قانوناً بآخر». لكن أبو زيد ينفي وجود مقاتلين أجانب مع «أحرار الشام»، ويقول: «نحن غير مقصرين عن الرجل كي نحتاج إلى أجانب».
لكن الصحيفة تؤكّد أن المقاتلين الأجانب يتوافدون إلى سوريا. وتنقل عن أحد المهربين السوريين على الحدود التركية قوله إن أكثر من 17 مقاتلاً تونسياً دخلوا إلى البلاد أخيراً. لكنه يضيف أنه لم ير أي أجانب بعد شهر من دخول التونسيين.
4 تعليق
التعليقات
-
المزور والجاهل!يبلغ مدى جهل الجماعات المسلحة أن تقوم إحداها بتسمية نفسها: كتيبة ‘الخرساء‘ من ‘لواء عمر المختار‘، في حرصها على إلتماس ‘البركة‘ من أي صنم. لا يدرك المرء إن كان المقصود ‘بعمر‘ هنا، القائد الليبي أو عمر بن الخطاب، ذلك الخليفة الذي أمر أبوعبيدة برفض مطلب خالد بجباية مسيحيي سورية الجزية، وذلك لمشاركتهم في الفتح الى جانب جيش أبو عبيدة وبالأخص: في معركتي اليرموك ومعركة دمشق. تلى ذلك حسب ما لا يعلمه هؤلاء المسلحين قيام الفيلق المسيحي بقتال البيزنطيين في فلسطين منفردا، بأمر من أبو عبيدة! لابل يحار المرء في إدعاء الجماعات المسلحة تسلسلا أمويا، خاصة وأن الأمويين والعصر الأموي برمته هو محط مذمة من قبل شيوخهم، مستثنين عمر بن عبد العزيز - الذي تولى الخلافة وقضاها شيخا شبه ناسك متعبد، وناسين عبد الملك بن مروان الذي سبب إنحرافا للدولة الإسلامية عن مسار علماني نسبي. هل يعلم هؤلاء أن قرابة 60% من سكان سورية (الطبيعية) كانوا مسيحيين تحت ظلال الأمويين والعباسيين، وظلوا كذلك حتى دخول ملوك وأمراء الفرنجة لإحتلال الساحل السوري تحت ستار ديني شفاف في مطلع القرن الحادي عشر! كلا لا يعلمون! وكيف وإن من بينهم من يكني الخنساء ‘بالخرساء‘! في النهاية، يعتمد الدارس على مؤرخي الفترات المختلفة، وعلى أبحاث الأجانب إنتقائيا وبالمقارنة. ذلك لأن تاريخ الدولة الإسلامية الذي كتب في القرنين الماضيين، كان في معظم الحالات مشوبا بمنطلق ديني ضيق، عني بالتكبير والتصغير والإقصاء والتزوير لإيصال الرسالة السياسية والإجتماعية! ذلك ليس أنحطاطا فكريا فحسب، بل إقلالا من الدولة الإسلامية التي فاقت بإتساعها وإستتبابها كافة من سبقها، والتي أسست القاعدة الثقافية للنهضة الأوروبية - وخاصة من أمويي الأندلس.
-
إلا الحماقة أعيت من يداويهامنذ الأيام الأولى لهذه "الثورة" المصطنعة وأنا أشعر بثقل الكراهية التي تُضَخّ في العقل السوري لتغذية النعرات الطائفية. هم لا يعرفون ما يريدون، يريدون حرية، ومعها خلافة إسلامية في دمشق، خلافة أموية جديدة، إبادة الكفار من الملل الأخرى أو إعادتهم للجبال التي عاش فيها أجدادهم عبر تقسيم البلاد، يريدون سحل الرئيس في شوارع الشام وتعليق جثته في المرجة... وعندما تسألهم: وعلى فرض تحقق كل ذلك، ماذا بعد؟ يأتيك الجواب صمتٌ مطبق! لا أحد يعلم شيء، "من المبكر التفكير فيما تسأل عنه، بحلها ألف حلال، المهم يروح النظام هلأ" ! .. أنا لم أر في حياتي مثل هذا التفكير السطحي الذي يحيى على النعرات الطائفية وعلى خيال ووهم وعودة منتقاة للتاريخ وكأن دمشق لم تكن إلا أموية. هذا يذكرني بالدعوى الإسرائيلية عن أن القدس هي فقط وفقط يهودية، وكأن لا شيء كان قبلها ولا بعدها، وكأن الزمان توقف عند ملك داود وسليمان. هؤلاء لا يقرؤون التاريخ ولا يفقهون الدين ولا يعلمون المنطق ... فقط يجيدون التكفير والهدم والتفجير، والتكبير أمام شاشات التلفاز بعد كل عملية إرهابية يقومون بها وبكل فخر وحماس.