«لا أجراس إنذار قرعت» بعد إطاحة الرئيس المصري محمد مرسي المجلس العسكري مساء الأحد الماضي، أقلّه على مستوى المسؤولين الأميصركيين. هذا ما لاحظه عدد من الصحافيين الأميركيين في قراءتهم لتداعيات قرار الرئيس مرسي إحالة المجلس العسكري وقيادته الى التقاعد أول من أمس.
الصحافيون لاحظوا أن هناك «تفهّماً مطلقاً» لخطوة مرسي و«رضىً تاماً» عن وزير الدفاع الجديد عبد الفتاح السيسي، في ردود الفعل الرسمية الأميركية بدل إبداء خشية ما أو حذر من الخطوة.
الصحافي دايفد إغناتيوس في «ذي واشنطن بوست» توقّف في مقاله أمس عند «عدم التفات المسؤولين الأميركيين إلى الشائعات التي قالت إن السيسي هو إسلامي ويرتبط بعلاقات سرية مع الإخوان المسلمين». «على العكس» تابع إغناتيوس، «فإن الرسميين أشاروا إلى أن السيسي هو شخصية معروفة جداً لدى قيادات الجيش الأميركي بعدما أمضى سنة تدريبية في الولايات المتحدة، كما يعدّ مسؤولاً ناجحاً جداً في رئاسة الاستخبارات العسكرية المصرية». إغناتيوس، كما عدد من الصحافيين الأميركيين، تحدّثوا عن «الثقة» التي يوليها المسؤولون الأميركيون للسيسي نظراً إلى «اتصالاته المكثفة مع الولايات المتحدة خلال فترة ترؤسه جهاز الاستخبارات العسكرية».
الصحافي الأميركي اعترف بأن خطوة مرسي كانت «مفاجئة» للولايات المتحدة، «لكن المسؤولين لم يقرعوا أجراس الإنذار» بعد علمهم بها. إغناتيوس لفت إلى أن هؤلاء المسؤولين رأوا في خطوة مرسي «تغييراً للأجيال الحاكمة واستبدالاً لشخصيات باتت غير محبوبة مطلقاً بعد الثورة».
وشرح مقال «بوست» أن «وجهة النظر الأميركية تفيد بأن استبدال كبار القادة العسكريين المسنّين في حد ذاته لا يدعو إلى القلق. لكن الأميركيين سيقلقون في حال إجراء مرسي تغييرات في السلطة القضائية التي كانت مركز سلطة مهماً ومستقلاً منذ اندلاع الثورة وبعد إسقاط نظام حسني مبارك».
هذا القلق بشأن السلطة القضائية أثارته، حسب إغناتيوس، خطوة أخرى لمرسي «عندما عين القاضي البارز محمود مكي نائباً للرئيس، والخوف هو من إقدام مكي على رفض الأحكام التي صدرت عن المحاكم باعتباره فقيهاً قانونياً سابقاً».
وحول عملية الإطاحة، قال الصحافي الأميركي «لا يبدو أن المسؤولين الأميركيين لديهم دليل على أن التطهير خُطط له أو نوقش في القيادة العليا للإخوان. وبدلاً من ذلك، استغل مرسي الهجوم الإرهابي في سيناء الأسبوع الماضي، كمبرر لتنصيب قيادة جديدة في الجيش. وكان مفتاح التغيير الأول إقالة رئيس الاستخبارات اللواء مراد موافي الذي كان يحظى بثناء المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والأوروبيين».
وذكر إغناتيوس أن السيسي كان يعتبر شريكاًَ متعاوناً للموافي، رغم أنه كان أقل «مشاركة في مكافحة الإرهاب». ونقل إغناتيوس عن مسؤول أميركي وصفه السيسي بـ«الرجل الصلب الذي أظهر مستوى متيناً من التعاون». وكما موافي، يردف المقال، أجرى السيسي بعض الاتصالات بإسرائيل بصفته رئيس الاستخبارات الحربية المصرية.
الصحافي مات برادلي في «ذي وول ستريت جورنال» قال «إننا لا نعرف الكثير عن المسؤولين الجدد الذين حلّوا محل الضباط المحالين الى التقاعد»، لكنه ذكّر بأن «السيسي أغضب الناشطين المصريين العام الماضي عندما اعترف لمنظمة العفو الدولية بأن الجيش قام بفحوص عذرية لعدد من المتظاهرات».
وفي الإطار نفسه، وفي أول تعليق رسمي بعد خطوة مرسي، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، أنه «ننتظر من الرئيس مرسي أن ينسق مع الجيش لتعيين فريق جديد في وزارة الدفاع».