في أول ظهور علني له منذ الانشقاق وانضمامه إلى صفوف المعارضة، قال رئيس الوزراء السوري السابق، رياض حجاب، في مؤتمر صحافي عقده في الأردن، إن النظام منهار معنوياً، وإن الحكومة السورية تتصدع وتسيطر على 30 في المئة فقط من البلاد. وأضاف «أؤكد لكم بحكم خبرتي وموقعي الذي كنت أشغله بأن النظام بات منهاراً معنوياً ومادياً واقتصادياً ومتصدعاً عسكرياً، حيث لم يعد مسيطراً بالفعل على أكثر من 30 في المئة من أرض سوريا». كما نفى أن يكون قد أقيل من منصبه، موضحاً أنّه «خرجت من منصبي بإرادتي في رحلة استغرقت 3 أيام إلى الأردن، ولم تتم إقالتي كما ردد النظام». وتابع قوله «واجب عليّ أن أعلن براءتي من هذا النظام الفاسد. فلن أكون إلا في جانب ثورة الشعب جندياً مخلصاً». ولفت إلى أن «مساحة الأمل في تصحيح المسار في سوريا انعدمت». وطالب القوات المسلحة بـ«عدم توجيه سلاحها إلى الشعب السوري»، داعياً فصائل المعارضة الخارجية الى «توحيد جهودها»، و«المسؤولين والقادة الشرفاء إلى الانشقاق والانضمام إلى الثورة». ولفت إلى أن بلاده «تزخر بمسؤولين وقادة عسكريين شرفاء ينتظرون فرصة الانضمام إلى الثورة». وأبدى حجاب «عدم رغبته في تقلّد أي موقع أو منصب، سواء في الوقت الراهن أو في المستقبل، في سوريا المحررة، الذي أراه قريباً». وقال، أيضاً، «يا جحافل الجيش السوري الحر، دافعوا عن مقدساتكم وأعراضكم. وحّدوا صفوفكم، فالأمل معقود عليكم». وتابع قائلاً «أيها الثائرون الصامدون، لقد باتت ثورتكم نموذجاً للبذل والتضحية في سبيل نيل الحرية والكرامة». كما رفض حجاب الردّ على أسئلة الصحافيين، وختم بيانه بالقول «الى لقاء قريب على أرض سوريا».
وفي موازاة ذلك، أعلنت واشنطن، أمس، رفع العقوبات عن رئيس الوزراء السوري السابق رياض حجاب، ودعت قادة النظام السوري الى الاقتداء بحجاب والانشقاق. وقرّرت وزارة الخزانة الأميركية رفع التجميد عن أصول حجاب وأرصدته، وقالت الوزارة، في بيان، «لقد تمّ اتخاذ هذه الخطوة لأن حجاب لم يعد مسؤولاً كبيراً في حكومة الأسد». وأضاف نائب وزير الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، ديفيد كوهين، إنّ «الولايات المتحدة تشجّع المسؤولين الآخرين في الحكومة السورية، سواء في المناصب السياسية أو العسكرية، على اتخاذ خطوات شجاعة مماثلة للتخلي عن نظام الأسد والوقوف مع الشعب السوري». وقال كوهين «تشير الانشقاقات المدنية والعسكرية الأخيرة الطارئة على نظام الأسد إلى أن النظام السوري متزعزع وفاقد للسيطرة».
وفي سياق آخر، قالت وكالة الإعلام الروسية إن وزارة الخارجية الروسية نفت ما نشرته صحيفة سعودية عن تصريحات لنائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بشأن استعداد الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. ونقلت الوكالة عن مصدر لم تكشف عن هويته، في المكتب الصحافي بالخارجية الروسية، قوله «ميخائيل بوغدانوف لم يجرِ مقابلة مع صحيفة الوطن السعودية، سواء هاتفياً أو بشخصه. وأضاف المصدر «الأمر يبدو أشبه باستفزاز جديد في مجال الإعلام».
وكانت صحيفة «الوطن» قد ذكرت أنّها تحدثت مع بوغدانوف هاتفياً، وأنّه أبلغها أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على التنحي، لكنها لم تقدم أي تفاصيل. وذكرت، أيضاً، أن بوغدانوف قال إنّ «ماهر الأسد شقيق الرئيس السوري، وقائد الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري، والقائد الفعلي لخلية الأزمة أصيب في العملية (تفجير مكتب الأمن القومي في دمشق) وفقد ساقيه، ووصف حالته بأنه ينازع من أجل البقاء».
ولم تذكر الصحيفة السعودية متى أجرت الحديث مع بوغدانوف، وكانت المقتبسات الوحيدة التي نسبتها إليه متعلقة بموقف روسيا من الأزمة السورية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)