أثارت تصريحات الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، والتي أكد فيها أن إسرائيل لا تملك القدرة على مهاجمة إيران من دون الولايات المتحدة، جدلاً ترددت أصداؤه في الساحتين السياسية والإعلامية، رغم ان نتنياهو لم يبادر إلى الرد المباشر على بيريز، حتى الآن. لكن رئيس الحكومة أوكل المهمة إلى مقربين منه، انتقدوا بيريز بشدة، مشيرين إلى أن موقفه يتعارض مع الخط السياسي لنتنياهو، فضلاً عن أنه يتجاوز صلاحياته كرئيس لدولة إسرائيل الذي يفرض عليه منصبه أن لا يتخذ مواقف سياسية في القضايا الداخلية والخارجية التي من صلاحية الحكومة.
وحمّلت المصادر المُقرّبة من رئيس الحكومة، بيريز مسؤولية «أخطاء مسّت بالأمن القومي الإسرائيلي»، لجهة تأييده اتفاقات اوسلو، خاصة حينما قدَّر أنها «ستسمح بإقامة شرق اوسط جديد»، وعندما اعتقد ان «الانسحاب الإسرائيلي من غزة، سيؤدي إلى سلام». ووصف مقربون من نتنياهو معارضة الرئيس الاسرائيلي تدمير المفاعل النووي العراقي في العام 1981، بـ«الخطأ الأكبر. لكن لحسن الحظ لم يأخذ رئيس الوزراء مناحيم بيغن رأيه في الاعتبار».
ورداً على الهجوم الذي تعرض له بيريز، رأت رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش، أن «تلطّي نتنياهو وراء مستشاريه لا يقلل أبداً من خطورة تعليقاته»، واصفة التعرض لبيريز بأنه «عدواني»، ومعتبرة أن الرئيس أدلى بموقفه من منطلق حرصه على أمن إسرائيل ومكانتها الدولية.
من جهة أخرى، حذَّر رئيس الاستخبارات الإسرائيلية السابق، أوري ساغي، من «الهستيريا» المُدبّرة التي أدخلت القلق والتوتر في صفوف الإسرائيليين، بسبب خطاب ومواقف كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع أيهود باراك، من توجيه ضربة عسكرية ضد المفاعل النووية الإيرانية خلال المرحلة المقبلة.
وأكد ساغي أن الجمهور الإسرائيلي، وفقاً لصحيفة «هآرتس»، لن يكون بمقدوره الاعتماد على نتنياهو وباراك، خاصة وأن الأول لم يتخذ أي قرار خلال فترتي توليه رئاسة الحكومة، (1996 و 2009)، ولا خلال تولي باراك منصب وزير الدفاع.
في السياق نفسه، رأى المعلّق السياسي في صحيفة «يديعوت احرونوت»، شمعون شيفر، أن «وقوف رئيس الدولة إلى جانب قادة المؤسسة الأمنية والأجهزة الاستخبارية، هو على ما يبدو النغمة الأخيرة، التي كسرت التوازن، في النقاش بين مؤيدي الهجوم الإسرائيلي ومعارضيه». ولفت إلى أن ما دفع بيريز إلى الحديث هو اعتقاده بأن نتنياهو وباراك «قد يقودان الدولة إلى واقع مُرعب في اليوم الذي يلي الهجوم، الذي يعترف الإثنان بأنه سيؤدي إلى إرجاء قدرة إيران على حيازة سلاح نووي لسنة أو لسنة ونصف السنة».
أيضاً، رأى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن إسرائيل صعّدت تهديداتها ضد ايران في صيف العام الماضي، وان الإدارة الأميركية سعت إلى خفض هذه التهديدات بعدما نجحت إسرائيل في دفع الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على طهران. وأضاف أن إسرائيل تسعى، من خلال التهديدات الحالية، إلى «ممارسة ضغوط على الولايات المتحدة لكي تشدد الخط العلني الذي تتبعه تجاه إيران، وإسرائيل مهتمة بتعهد معلن من جانب أوباما بعدم السماح لإيران بالوصول إلى النووي، وبإنذار أميركي بوقف المحادثات بين الدول العظمى وإيران في حال عدم حدوث تقدم وتعزيز القوات الأميركية في الخليج الفارسي لاحقاً».