بعدما أعلنت الإدارة الأميركية موقفها الرسمي برفض تحديد خط أحمر لإيران في الموضوع النووي، أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقابلة طويلة مع شبكتي التلفزة الأميركيتين CNN وNBG، محاولاً إقناع الجمهور الأميركي بأن تحديد خطوط حمراء سيخفف من اندفاع إيران في المضي ببرنامجها النووي، ويقلل من احتمالات وقوع مواجهة عسكرية واسعة النطاق.
وشدد نتنياهو على ضرورة رسم خط أحمر لإيران، واصفاً ذلك بالأمر «الحيوي». ولفت الى أنه لم يطلب هذا الأمر «قبل ثلاث سنوات، سنتين أو سنة، وإنما نحن نقترب من نهاية اللعبة»، محذّراً من أن الإيرانيين سيتجاوزون الخط الأحمر في حال لم يعرفوه، أما إذا عرفوا الخط الذي من الممنوع عليهم تجاوزه وأنهم سيتحمّلون عندها النتائج، حينها لن يتجاوزوه، وهذا ما ثبت مراراً وتكراراً.
ورفض نتنياهو التهمة التي وُجّهت له بالتدخل في الانتخابات الأميركية، مؤكداً أن «ما يحرّكه ليس الجدول السياسي الداخلي في الولايات المتحدة، وإنما الجدول الزمني لتخصيب اليورانيوم»، مشيراً إلى أن الإيرانيين «لم يأخذوا مهلة (في التخصيب) بسبب الانتخابات الأميركية». وقال نتنياهو إنه في منتصف عام 2013، ستكون إيران قد قطعت 90 في المئة من الطريق صوب امتلاك يورانيوم مخصب بدرجة كافية لتصنيع قنبلة.
وفي محاولة للرد على المسؤولين الأميركيين بأن الولايات المتحدة ستعرف عندما تقرّر إيران السير نحو إنتاج القنبلة، لفت نتنياهو الى أنه بالرغم من إنجازات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، إلا أنها «واجهت حالات فشل قاسية، مثل توقع أحداث 11 أيلول، وأحداث أخرى».
في السياق نفسه، أعرب نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «إسرائيل اليوم» بمناسبة رأس السنة العبرية، عن ثقته بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما، والأوروبيين يقصدون ما يقولونه بأنهم لن يسمحوا بإيران نووية، لكنه أضاف بأن السؤال هو: «كيف نحقق هذا الهدف عملياً». واعتبر أنه ليس هناك فروقات كبيرة في التقديرات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول الموعد الذي تستكمل فيه إيران استعداداتها، وإنما السؤال «متى ينبغي أن نعمل، والمسألة لا ترتبط بتواريخ، بل بمسار».
وقد نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، تأكيده أن أوباما رفض اقتراح نتنياهو، تحديد حجم معين من اليورانيوم المخصب، في الطريق الى القنبلة النووية، كخط أحمر يُشكّل سبباً لهجوم أميركي إذا ما تم تجاوزه، مشيراً الى أن «لدينا خطوطاً حمراء، وهي السلاح النووي، ونحن ملتزمون بهذا الخط الأحمر».
وذكرت يديعوت أن الرئيس أوباما أوضح في حديث هاتفي مع 1200 حاخام أميركي بمناسبة رأس السنة، أنه لا فرق بين الولايات المتحدة وإسرائيل في الموضوع الإيراني، مؤكداً أنه لن يضع علناً خطاً أحمر يؤدي الى هجوم عسكري على إيران.
في السياق نفسه، انتقد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بطريقة مبطنة الضغط الذي يمارسه نتنياهو بالقول «ليس لدى رؤساء الولايات المتحدة ورؤساء وزراء إسرائيل ورؤساء أي دولة أخرى خطوط حمراء تحدد قراراتهم»، مشيراً الى أن «الخطوط الحمراء هي نوع من الادعاءات السياسية التي تستخدم في محاولة لدفع الناس الى الزاوية».