حطّ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في قصر المهاجرين، ليبدي دعمه، على مسمع الرئيس السوري بشار الأسد، «غير المحدود» لجهود النظام السوري لاستعادة الأمن، فيما قال الأسد إن المعركة التي تدور حالياً تستهدف منظومة المقاومة بأكلمها وليس سوريا فقط، مؤكداً أن بلاده أبدت انفتاحاً في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أنّ الأسد شدّد، خلال لقائه صالحي أمس، على أن «المعركة التي تدور حالياً تستهدف منظومة المقاومة بأكلمها وليس سوريا فقط». وأضاف أن بلاده «أبدت انفتاحاً في التعامل مع كل المبادرات التي طرحت لإيجاد حل للأزمة». وأشار إلى أن «مفتاح نجاح أي مبادرة هو النيّات الصادقة لمساعدة سوريا وبناء هذه المبادرات على أسس صحيحة تحترم السيادة السورية، وحرية قرار الشعب السوري، ورفض التدخل الخارجي».
بدوره، أكّد الوزير الإيراني دعم بلاده «غير المحدود للجهود التي تقوم بها الحكومة السورية لاستعادة الأمن والاستقرار بعد الإصلاحات المهمة التي أقرّتها سابقاً، وتجاوبت من خلالها مع المطالب الشعبية التي ظهرت في بداية الأزمة».
وقالت «سانا» إنه تمّ خلال اللقاء «بحث تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات بما يسهم في تمكين شعبي البلدين من التغلّب على الصعوبات والمعوقات التي تسببها العقوبات الجائرة الأحادية الجانب التي تفرض عليهما من أجل كسر إرادة البلدين».
ووصل صالحي إلى دمشق في زيارة ليوم واحد التقى خلالها مع الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، «لإطلاعهما على أجواء اجتماع لجنة الاتصال الرباعية الذي انعقد أخيراً في العاصمة المصرية». وقال صالحي، لدى وصوله إلى دمشق، «نحن بحاجة إلى مشاركة دول المنطقة التي يمكن أن تلعب دوراً وأن تكون قادرة على العمل كأسرة إقليمية واحدة كبيرة للتصدي للمشكلات المتعلقة بالمنطقة». وتوجّه صالحي والوفد المرافق له إلى دمشق بعد اجتماع في القاهرة مع الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي. وأضاف «ينبغي لنا التنسيق مع الدول التي يمكن أن تلعب دوراً في المنطقة والمنظمات الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً لمحاولة إيجاد حلّ صادق».
بالمقابل، دعا رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم الرئيس السوري بشار الأسد إلى تسليم سلطاته إلى «سلطة منظمة». وقال حمد بن جاسم، في مقابلة صحافية، «أنا أعتقد أنه بعد سيلان الدمّ لم يتبقَ للرئيس بشار (الأسد) إلا أن يتخذ قراراً شجاعاً، وهو التسليم المنظم لسلطة منظمة، شريطة ألا يكون هناك انتقام من طرف ضد طرف». وأضاف «الآن بشار الأسد يعتقد نفسه مختلفاً عن الآخرين، وكأنه يرى أن ما حصل في الدول الأخرى حصل منذ مئتي أو ثلاثمئة سنة. أنا أعتقد أن كل رئيس يجنّب بلده الدمار والقتل هو شجاع، وهناك مرحلة مهمة يمكن التوصل فيها إلى حلول بين هذا الرئيس وشعبه. وأنا على يقين أن الرئيس الذي لن يقوم بالإصلاح بشكل كامل سوف يعرّض بلده قبل أن يعرّض نفسه للخطر». وأضاف «نحن على ثقة تامة بالأخضر الإبراهيمي، لكننا في الوقت نفسه لا نثق بالطرف الآخر، ولذلك أخشى أن يكون هناك استخدام سيّئ لهذه العملية يخلّف مزيداً من القتل».
من جهته، رأى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أنّ الشعب السوري في وضع إنساني صادم مع دوامة العنف الذي يمارسه النظام. وقال هيغ للصحافيين، خلال زيارة لوارسو، إن «الوضع في سوريا أكثر ما يشغلنا في مجال السياسة الخارجية. نحن مع الشعب السوري الذي يواجه وضعاً انسانياً صادماً وعنف نظام الأسد».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، في تغريدة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أنه «إذا بدأ الغرب بالفعل بإمداد المعارضة السورية بالأسلحة بشكل مباشر، فسيتعارض ذلك مع روح ونصّ بيان جنيف».
في سياق آخر، يلتقي الوسيط العربي والدولي الأخضر الإبراهيمي يوم الاثنين سفراء الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الامن الدولي لتقديم تقرير عن محادثاته في دمشق، حسبما أعلن السفير الالماني في الأمم المتحدة بيتر ويتينغ. من ناحيته، سوف يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الابراهيمي قبل لقائه أعضاء مجلس الامن «خلال عطلة نهاية الاسبوع لدى وصوله (الإبراهيمي) إلى نيويورك»، حسبما أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسركي.
وأجرى بان والإبراهيمي محادثات هاتفية، يوم أمس، حول أول جولة له في المنطقة، والتي قادته إلى دمشق والقاهرة ومخيّمات اللاجئين السوريين في تركيا والأردن.
إلى ذلك، نقلت صحيفة سورية عن مصدر في وزارة الخارجية السورية أن الوزير وليد المعلم سيرأس وفد سوريا إلى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ الأسبوع المقبل. وقال المصدر لصحيفة «الوطن» السورية إن «وفداً سورياً رفيعاً سيرافق المعلم، الذي من المتوقع أن يلتقي بعدد من وزراء خارجية الدول الصديقة لسوريا على هامش جدول أعمال الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة». وأضافت «الوطن» أن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيرافق المعلم في زيارته، وكذلك الناطق الرسمي باسم الوزارة جهاد مقدسي، إضافة إلى عدد من كبار موظفي الوزارة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، سانا)