بالتزامن مع غارات الطائرات الحربية السورية على حلب، تابعت القوات النظامية عمليات الدهم في دمشق، فيما أفادت صحيفة بريطانية بأنّ مجموعات شعبية مسلّحة موالية للنظام بدأت تنتشر في المناطق ذات الكثافة السكانية من الأقليات الدينية في العاصمة دمشق. وشنّت الطائرات الحربية السورية غارات جوية على حيّ يسيطر عليه المقاتلون المعارضون في مدينة حلب، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، «تعرّض حيّ القطارجي للقصف من قبل الطائرات الحربية، واستهدف مناطق في الحيّ»، مشيراً إلى أنّ الطائرات الحربية شوهدت أيضاً في «سماء حيّ الميسر وأحياء حلب الشرقية»، مضيفاً أنّ مقاتلاً معارضاً قتل في معارك في حلب. وفي دمشق، أفاد المرصد بأن القوات النظامية نفذت حملات دهم «في منطقة الزاهرة ترافقت مع إطلاق رشقات من الرصاص». وأشار إلى مقتل رجل في انفجار «عبوة ناسفة في منطقة جسر كشكول، عند مدخل منطقة الدويلعة»، في إحدى ضواحي جنوب العاصمة.
وفي دير الزور، دارت اشتباكات فجر أمس في حيّ الجبيل وبالقرب من فرع الأمن السياسي، بحسب المرصد الذي أشار أيضاً إلى تعرّض مبنى في مدينة البوكمال قرب المفرزة القديمة للأمن السياسي، للقصف.
كذلك شهدت مدينة حرستا في ريف العاصمة اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض «المزارع المحيطة بمدينة حرستا للقصف من قبل القوات النظامية السورية».
وفي محافظة إدلب، تعرضت مدينة معرة النعمان وقرية معرشمشة للقصف بالطائرات الحربية، بحسب المرصد الذي أفاد عن وقوع اشتباكات في محيط معسكر وادي الضيف، الذي يحاصره المقاتلون المعارضون منذ أيام.
بالتزامن مع ذلك، سقطت قذيفة مضادة للطائرات أطلقت من سوريا، يوم أمس، على مركز صحي في بلدة تركية حدودية، إلا أنّها لم توقع إصابات، بحسب ما أفاد تلفزيون «سي أن أن _ ترك» على موقعه.
من جهة أخرى، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» إنّ مجموعات شعبية مسلّحة موالية للنظام في سوريا بدأت تنتشر في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية من الأقليات الدينية أو غيرها في العاصمة دمشق، لحمايتها ومنع الصراع من الانتقال إليها. وقالت الصحيفة إن هذا التحرك بدأ بعد التفجير في حيّ باب توما الذي تقيم فيه أغلبية مسيحية، والذي أودى بحياة 13 شخصاً، حيث أكّد سكان محليون أن مسلحين يعملون الآن جنباً إلى جنب مع قوات النظام. ونسبت إلى زعيم جماعة شعبية مسلحة في المدينة القديمة بدمشق، سمّى نفسه أبو ناصيف، قوله «نحن نحافظ على الأمن لعدم وجود جيش هنا. ونريد أن نعيش هنا ونموت في هذا المكان أيضاً».
في سياق آخر، قالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنّ لبنان أصبح ثالث دولة مجاورة لسوريا، بعد تركيا والأردن، يسجل فيها أكثر من 100 ألف لاجئ نتيجة للحرب في سوريا. وذكرت المفوضية أنّه هرب عدد يزيد على 358 ألف سوري من الصراع المستمر منذ 19 شهراً إلى أربع دول مجاورة، منها العراق، كما فرّ عشرات الألوف الآخرين لكنّهم لم يسعوا للحصول على مساعدة دولية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة العدل العراقية أنّ دمشق وافقت على تسليم بغداد المعتقلين العراقيين في سوريا «دون قيد أو شرط»، مؤكدةً أنّها تعمل على توقيع مذكرة تفاهم مع الجانب السوري «في أسرع وقت». وقال وزير العدل، حسن الشمري، بحسب ما نقل عنه بيان نشر على موقع الوزارة، «إنّ الحكومة فاتحت الجانب السوري، ووافق على تسليم المعتقلين العراقيين دون قيد أو شرط». وأضاف أنّ «رئاسة مجلس الوزراء وافقت على اتفاقية تسلم المعتقلين العراقيين، وتخويل اللجنة الوطنية للمعاهدات الدولية إبرام مذكرة التفاهم مع الجانب السوري».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)