ة انتخابات البطريرك، تحضر الصورة التقليدية للانتخابات التي تُجرى داخل الأحزاب أو المؤسسات المدنية والسياسية، لكن انتخابات بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية المصرية تختلف عن ذلك اختلافاً كبيراً؛ فهي لا تضم دعاية انتخابية، بل يُسمح لكل مرشح بالظهور لمدة 45 دقيقة مع الأنبا بولا، رئيس لجنة الترشيحات، على قناة الكنيسة. ويحضر المرشحون النهائيون قداسات جماعية، يتحدث فيها مرشح واحد كل مرّة، ويعتكفون في الأديرة من موعد الانتخابات حتى موعد القرعة الهيكلية. ولا يقوم المرشح بترشيح نفسه، بل يجري تزكيته من خلال أعضاء المجمع المقدس أو المجلس الملّي فقط، قبل أن يُفتح باب الطعون على المرشحين، يعقب ذلك القرعة الهيكلية، التي تنتهي بإجلاس البابا الجديد على كرسي مار مرقص الرسول، أول من أدخل المسيحية إلى مصر، وخلال كل ذلك يكون هناك مدد من الصيام والصلوات تحددها الكنيسة. وقد مرّت مراحل اختيار البطريرك الجديد بعدة محطات منذ وفاة البابا شنودة الثالث البطريرك 117 للكنيسة الأرثوذكسية، في 17 آذار من العام الحالي، يمكن تلخيصها في الآتي، تشكيل لجنة تلقي الترشيحات، تشكلت من 9 أساقفة و9 من أعضاء المجلس الملّي العام، بحيث وصل عدد المتقدمين للترشح 17 مرشحاً، من بينهم 10 رهبان و7 أساقفة.
أعقب ذلك تشكيل لجنة لقيد ناخبي البابا الـ118 برئاسة الأنبا مرقص أسقف شبرا الخيمة، بحيث جرى قيد من يحق لهم الانتخاب، وهم المطارنة والأساقفة، ووكلاء الشريعة ووكلاء المطرانيات و24 كاهناً من القاهرة و7 كهنة من الإسكندرية وأعضاء المجالس الملية والوزراء المسيحيين الحاليين والسابقين و12 من آراخنة كل أبرشية، وهم ذوو الشأن أو المميزون لدى الكنيسة والدولة، اضافة الى أصحاب الصحف ورؤساء تحريرها ومحرري الصحف اليومية المسجلين في نقابة الصحافيين من المسيحيين.
بعدها فُتح باب الطعون في أسماء الناخبين، قبل أن تعلن أسماء من يحق لهم الانتخاب وعددهم2411 ناخباً. أعقب ذلك فتح باب الطعون في المرشحين الـ17 لتصفيتهم إلى 7 أو 5 مرشحين وفق اللائحة. بقي بعدها خمسة مرشحين فقط، وأعلن القائم مقام الأنبا باخوميوس أسماء المرشحين من دير الأنبا بيشوي في 13 تشرين الأول الماضي.
تجري اليوم الانتخابات، بينما تُجرى قرعة الهيكلية الأحد المقبل 4 تشرين الثاني، فيما يظل موعد تنصيب البابا مجهولاً، وإن كانت مصادر كنسية قد سربت أنّه سيكون موافقاً ليوم 18 تشرين الثاني، وهو عيد جلوس البابا شنودة الثالث، تكريماً له.