غزة ــ الأخبار مرة أخرى يقرّر العدو الإسرائيلي أن يعصف حقده وغيظه على غزة، بعدما نجح أطفالها الرجال في تغيير القواعد الحربية، وخلق قوة ردع في مقابل قوته العاتية. قرّر أن ينتقم منها. بعد سيل من التهديدات، بشنّ غارات واسعة واغتيال لقادة المقاومة واجتياح برّي، بدأت دولة الاحتلال تنفيذ تهديداتها أمس، باغتيال القيادي العسكري في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أحمد الجعبري، لتُعلنها حرباً على القطاع. لكن حربها هذه لن تكون نزهة.

ولأنها غزّة، توعّدت المقاومة بالانتقام وفتح أبواب جهنم في وجه الاحتلال؛ فجاء ردّ فصائل المقاومة في الساعات الأولى موجعاً للاحتلال، بعدما طالت صواريخها منطقة ديمونا للمرّة الأولى، إضافة الى عسقلان ونيتيفوت ومجمع أشكول، قبل أن تصل صواريخ القسام المحلية الصنع الى تل أبيب، وفق ما أعلنت كتائب عز الدين القسام. رغم أن دولة الاحتلال نفت قصف تل أبيب.
وكانت الكتائب قد ذكرت في بيان مقتضب عقب العملية إن «الاحتلال فتح على نفسه أبواب جهنم». وأضافت أنها «تزف أبرز قادتها أحمد الجعبري، وتتعهد بمواصلة طريق المقاومة». واستُشهد مع الجعبري أيضاً مرافقه محمد الهمص.
ونعت «حماس» عبر مكبرات الصوت في مساجد غزة «الشهيد قائد القسام أحمد الجعبري». وقال المتحدث باسم حكومة «حماس»، طاهر النونو، إن «إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائمها وعواقبها الخطيرة». وأضاف «نطالب المجتمع الدولي بوقف المجزرة بحق شعبنا الذي يحق له الدفاع عن نفسه».
أما المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، فقال إن «الاحتلال ارتكب جريمة خطيرة وتجاوز كل الخطوط الحمراء والتي تعتبر بمثابة إعلان حرب بكل معانيها، وسيدفع الاحتلال ثمنها غالياً، وسنجعله يندم على اللحظة التي فكر فيها بارتكابها». من جهته، قال القيادي الحمساوي خليل الحية إن «ردود القسام سترى، ويجب ألا يتحدث عنها، والاحتلال ولغ بدماء شعبنا وآن الأوان لوضع حد له».
وبعد اغتيال الجعبري، أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، نجاة عدد من القادة الكبار في كتائب القسام من محاولات اغتيال إسرائيلية. وكتب على صفحته على «فايسبوك»: «تم استهداف عدد من قادة القسام، منهم القائد الكبير مروان عيسى والقائد الكبير رائد العطار، وكتب الله لهم السلامة ولله الحمد... ولن يتوقف العدو، وقد أخذ قراره السياسي لهذه الموجة من الاستهدافات، وقبل قليل أعلن الحرب على غزة».
وبالنسبة لضحايا العدوان، أعلن وزير الصحة في الحكومة المقالة استشهاد ثمانية فلسطينين، بينهم أحمد الجعبري، إضافة إلى 65 إصابة. وأشار إلى أن وزارته تعاني من «أزمة حادة في الادوية والمعدات»، داعياً الدول العربية الى المساعدة على هذا الصعيد.
وقالت لجنة الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة المقالة إن الشهداء هم قائد القسام أحمد الجعبري (52 عاماً) ومرافقه محمد الهمص (28 عاماً) اللذان استشهدا في أولى الغارات الاسرائيلية. كذلك استشهد محمد الكسيح (18 عاماً) وعصام أبو المعزة (19 عاماً) في غارة أخرى شمال قطاع غزة، وهبة المشهراوي (19 عاماً) والرضيع عمر المشهراوي (11 شهراً،) إضافة الى الطفلة رنان عرفات (3 أعوام) في غارات جوية اسرائيلية شرق مدينة غزة، ومحمود أبو صواوين (65 عاماً) في غارة على أرض زراعية شرق مخيم النصيرات.
وشنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية سلسلة من الغارات على القطاع. وقال جيش الاحتلال إنّه استهدف عدداً كبيراً من مواقع الصواريخ الطويلة المدى التابعة لحركة «حماس». وأضاف أن «الهدف من استهداف هذه المواقع هو عرقلة قدراتهم على إطلاق الصواريخ».
من جهة ثانية، أكدت وزارة الداخلية أن «أجهزتنا الأمنية ستلاحق العملاء وتضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن الداخلي، وسنلاحقهم في كل مكان، كما أكدت على يقظة أجهزتنا الأمنية في حماية الجبهة الداخلية وتأمين ظهر المقاومة وخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني».
بدوره، دعا رئيس حكومة «حماس»، إسماعيل هنية، الدول العربية وخاصة مصر إلى وقف العدوان الإسرائيلي على القطاع. وقال «أدعو الأشقاء العرب خاصة مصر والرئاسة المصرية الجديدة لوضع حد للحملة الوحشية دفاعاًَ عن غزة وأهلها». كذلك دعا إلى عقد قمة عاجلة للجامعة العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي.



عباس «يدين»! نطق الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، معلقاً على العدوان الاسرائيلي على قطاع غزّة بخطاب تنديد روتيني، وكأنه يتوجه الى دولة عربية شقيقة.
وجاء في بيان صدر عن الرئاسة الفلسطينية، نشرته وكالة «وفا» الرسمية، أن «الرئيس محمود عباس دان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي أدى حتى اللحظة إلى سقوط ستة شهداء و28 جريحاً بينهم ثمانية أطفال وأربع نساء». وحذر «من خطورة هذا التصعيد الإسرائيلي، مطالباً بوقف العدوان فوراً، لإنقاذ أبناء شعبنا في القطاع من ويلات الحرب». وأوضح البيان أن عباس «طلب من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث التصعيد الإسرائيلي الخطير والعدوان الوحشي على أبناء شعبنا في قطاع غزة». بدوره، ندد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات بالعدوان، وقال «إننا ندين بشدة التصعيد الاسرائيلي»، مضيفاً «يبدو أن إسرائيل كان لديها نية مبيتة لعدوان شامل تجاه قطاع غزة. فبالرغم من الجهود المصرية لتحقيق التهدئة، إلا ان الاجندة الاسرائيلية واضحة باغتيال الجعبري والقصف الواسع على القطاع». وحمّل عريقات «الاحتلال مسؤولية ما يحصل في قطاع غزة، ونخشى أن يأخذ القصف أبعاداً أخرى»، موضحاً أن «الرئيس محمود عباس يبذل جهوداً كبيرة بالاتصال بالعديد من المؤسسات الدولية والزعماء لإنهاء التصعيد الاسرائيلي ضد شعبنا في قطاع غزة».