لا مصلحة وطنية من دون وطن
السيد الرئيس، مباركة لك السلطة، مباركة لك عبارة «السيد الرئيس» كلقب احترام لسُدة الرئاسة الفلسطينية. ومباركة لإسرائيل القدس، ومباركة لها أيضاً الأراضي المُحتلة، التي لا أعرف إن كان لا يزال بالإمكان تسميتها كذلك بعد هذه «التوأمة» بين أفكار السلطة الفلسطينية وسلطة الاحتلال. ومبارك لها اعترافك أنت وجوقتك بكيانها ودولتها. لكن السيد الرئيس، ماذا عن اللاجئين؟ ماذا عن عرب 48؟ وماذا عن الذين يعيشون اللجوء حتى داخل «دولتك» الموقّرة؟
أيها الرئيس، لا نتوقع منك اليوم التخلي عن كرسيك، مع العلم بأن ولايتك رئيساً للسلطة منتهية الصلاحية. ولتكن واثقاً أن الوثائق ليست تآمراً مع إسرائيل للتخلّص منك! بالمناسبة، متى تنتهي مهماتك ويُدعى إلى انتخاب رئيس جديد؟ أليس من الأجدر بك الدعوة إلى انتخابات جديدة تتألف فيها حكومة تكون جديرة بالحُكم بدلاً من تراشق التُّهم والطعن في الظهر؟! أليس الأجدر بشعبنا المقيم في الضفّة الانتفاض على زعمائه بدلاً من الانتفاضة على وسائل الإعلام التي فضحت هؤلاء الزعماء؟ كيف يمكن التخلي عن القدس؟ أوليست هي محور قضية فلسطين بأكملها؟ أيها الرئيس، فلتعلم أنت ومن معك أننا لن نتخلى عن القدس ولا عن شبر واحد من أرض فلسطين، ولا عن شعبنا ومقاومتنا أينما كانت، حتى لو كنتَ أنتَ ومن معك تريدون التخلي عنها تحت حجة «المصلحة الوطنية»، فلا مصلحة وطنية من دون وطن! مفاوضاتكم أيها الرئيس، ليست إلا اغتيالاً للقضية الفلسطينية، فكفاكم ادعاءات أن 1600 وثيقة سرية هي ليست إلا لغطاً كبيراً وتحريفاً للحقائق؛ لأن هذا ليس إلا احتيالاً وتلاعباً بعقول الناس! أيها الرئيس، في مقابلة مع نظيرك الإسرائيلي، قُلت إنك لن تدع مناوئيك في الضفة الغربية «يقتلون» عملية السلام. أي سلامٍ هذا حين تتآمر على المقاومة؟ أي سلامٍ هذا الذي تُسفك فيه دماء أكثر من ألف شهيد من شعبك بمعرفتك؟ أي سلام هذا الذي تدعو فيه إلى الحرب والقتل؟ أيها الرئيس، هناك مَثَلٌ تستخدمه أمي دائماً لمن هم مثلك، يقول: «سألوا فرعون: مين فرعنك؟ فقال لهم: ما لقيت حدا يردني!».
السيد الرئيس، صديقتي أرادت أن تضيف رسالتها أيضاً، تقول: قضيتنا نحن اللاجئين الفلسطينيين في المهجر عادت إلى الوراء بسببكم. كيف يمكننا أن نطالب بعودتنا إن كنتم أنتم ترفضونها؟ تمسكنا بفلسطين ونحن في الخارج أشد من تمسككم أنتم بها وأنتم داخلها. تموت أفكاركم الناقصة ونبقى نحن بسببكم من دون وطن.
إيمان بشير - قدامى القاسمية

■ ■ ■

استنتاجات منطقية

عزيزتي إيمان
حقيقةٌ أدركتها فجأة بدون أي جهد يُذكر سوى متابعة للفضائح المنشورة أخيراً، والمواقف التي أخذها سيادة اليأس «الخالصة مدته» منذ بداية عهده. أذكر أنه، في أول زيارة للبنان، أعلن بكل ثقة، موافقة «السَّلَطَة» على توطين الفلسطينيين في أماكن لجوئهم! يعني أول دخوله شمعة على طوله. و ما تلاحق من بعده من مواقف وفضائح حتى الموقف من تقرير غولدستون. حينها، كان لا بد لي من أن أدرك هذه الحقيقة الواضحة. يا جماعة: لا يمكن لوم محمود عباس على مواقفه ببساطة؛ لأنه ليس فلسطينياً! حتى لو حمل كل الوثائق التي تؤكد ذلك، إنه لضرب من المستحيل أن تكون فلسطين التي أنجبت عبد القادر الحسيني أن تنجب أمثال محمود عباس! لا يمكن شعباً أعطى العالم دروساً في الشجاعة والصمود والتحدي أن يُخرج أمثلة كهذه على التخاذل والتواطؤ. لا يمكن الأرحام التي أنجبت فارس عودة ودلال المغربي أن تحمل الهوية ذاتها التي يحملها سيادة الرئيس وطاقمه الفاسد.
لا يا صديقتي، هو ليس بفلسطيني، لأن الفلسطينيين لا يتسولون حقوقهم وحريتهم، لا يتآمرون على حق دمائهم لمكسب سياسي. لا يطلبون أن يقتل الفلسطينيون ليحققوا استمراريتهم في «السَّلَطَة» الوطنية.
وبناءً على ما تقدم وما أُثبت من انتحال عباس للهوية الفلسطينية، فأنا أطالب أولاً بلجنة تحقيق دولية لإثبات هذا التزوير المخيف الذي بموجبه لم يصبح محمود عباس فلسطينياً فقط، بل ممثلاً للشعب الفلسطيني. ثانياً، أطالب باستقالة المدعو محمود عباس من مركزه وسحب الأوراق الثبوتية المزورة منه. ثالثاً، أطالب بتسهيل طلب عباس لنيل الجنسية الإسرائيلية؛ لأنهم لن يجدوا أفضل منه للسهر على مصالحهم. وشكراً!
أبو غسان - بيروت