لا تزال ارتدادات الثورات العربية مستمرة. ففيما انطلقت مسيرات في الهند ضد الحكومة، وأطلقت رام الله اسمين لشهيدين من مصر وتونس على أحيائها، رأى النائب الأردني يحيى السعود، خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس النواب، أن «الخروج في المسيرات التي تشهدها المملكة بلطجة، لأن هذه المسيرات مخالفة للقانون». وقال إن «البلطجي هو من يخرج عن القانون ويتجاوز حرية الآخرين. نحن في بلد القانون والمؤسسات»، متسائلاً: «من سمح لهذه المسيرة بأن تخرج من دون ترخيص، وهي تضم حركات وتجمعات غير مرخصة قانوناً ويطالبون بتطبيق القانون».
وأضاف السعود: «أليست البلطجة هي تجاوز النظام والقانون»، وذلك في إشارة الى المسيرة التي خرجت يوم الجمعة الماضي وسط عمان، وتعرضت لهجوم من مجموعة أشخاص يحملون الهراوات، ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين في المسيرة. ونفى السعود الاتهامات التي وجهت إليه بأنه هو من دفع «بلطجية» إلى الاعتداء على مسيرة الجمعة. وقال إن «اتهامهم لي مردود عليهم، وهو الضعف بعينه من مواجهة الحقيقة».
وكانت الحكومة الأردنية قد ألفت لجنة تحقيق للوقوف على حقيقة ما جرى من اعتداء على مسيرة يوم الجمعة، وقد أدانت الاعتداء على المسيرة.
في هذا الوقت، قررت بلدية رام اللّه في الضفة الغربية إطلاق اسم الشاب التونسي الذي فجر ثورة تونس بإحراق نفسه على أحد شوارعها، وتسمية شارع آخر باسم فتاة مصرية لقيت حتفها خلال الاحتجاجات التي شهدها ميدان التحرير وسط القاهرة. وقالت البلدية في بيان: «اتخذت بلدية رام الله خلال اجتماع المجلس البلدي قراراً ينص على تسمية أحد شوارع المدينة بشارع طارق الطيب محمد بوعزيزي، وهو الشاب التونسي الذي أضرم النار في نفسه احتجاجاً على مصادرة السلطات لعربة كان يبيع عليها الخضر والفواكه».
وأضاف البيان أن البلدية قررت أيضاً «إطلاق اسم الشابة سالي زهران التي استشهدت في تظاهرات المصريين في ميدان التحرير وسط العاصمة». وأوضح أن «تسمية هذين الشارعين باسم بوعزيزي وسالي زهران هي بمثابة توثيق للأحداث الجارية على الصعيد العربي حالياً، وهي تأريخ لهؤلاء الشهداء والظروف والأحداث التي واكبت عصرهم والثورات التي مرت بها الدول العربية».
وإلى الهند، نظم عشرات الآلاف من أعضاء النقابات، بينهم مجموعة مرتبطة بالحزب الحاكم، مسيرة في شوارع العاصمة احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، الأمر الذي يزيد الضغوط على حكومة تتعرض لانتقادات بسبب الفساد. وفي واحد من أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في نيودلهي منذ سنوات، نظم 50 ألف شخص على الأقل ممن يمثلون النقابات من الأحزاب السياسية في البلاد، مسيرة في وسط العاصمة نحو مبنى البرلمان. وردد المتظاهرون هتافات وحملوا لافتات وطالبوا الحكومة بأن تكفل الأمن الغذائي. وكتب على إحدى اللافتات «الأسعار ستقتل الآن رجل الشارع».
وقال المواطن كيلاش سين، الذي توجه إلى العاصمة من ولاية راجاستان في غرب البلاد: «نكسب ما بين 100 و125 روبية (2 ـــــ 3 دولارات) يومياً. كيف نعيش هكذا إذا كانت الأسعار بهذا الارتفاع؟».
وقال متظاهر آخر يدعى اكيل سامامتراي من ولاية أوريسا: «أتينا إلى هنا حتى يلمس البرلمان المعاناة التي يمر بها رجل الشارع».
(رويترز، يو بي آي)