فيما لم تتوقف اعتداءات القوات الأمنية على المعتصمين في مدينة تعز لليوم الثالث على التوالي، موقعةً أمس عشرات الجرحى، اندلعت اشتباكات بين قوات من الجيش اليمني تابعة للواء علي محسن صالح الأحمر ومسلّحين مدنيين في العاصمة صنعاء، أدت إلى مقتل وجرح العشرات.وتعدّدت الروايات بشأن هذه الاشتباكات، فقال مصدر عسكري إن «جنديين من الفرقة الأولى المدرعة التابعة للواء المنشق علي محسن الأحمر قد قُتلا، وأُصيب 15 جندياً آخرين بجروح في اشتباك بين جنود الفرقة ومجاميع قبلية من قبائل سنحان وبني بهلول وبلاد الروس».
وأكد مصدر مقرّب من رئاسة الجمهورية أنّ العناصر القبليين أتوا «في مهمة وساطة مع الأحمر».
وفي وقت لاحق، قال مصدر أمني مسؤول إن «ثلاثة شهداء سقطوا وجُرح 15 شخصاً من أبناء قبائل مديريات سنحان وبلاد الروس وبني بهلول شاركوا في مسيرة سلمية مؤيّدة للشرعية الدستورية عند توجههم إلى مقرّ الفرقة الأولى المدرعة في العاصمة لمراجعة اللواء علي محسن صالح (الأحمر) بالعدول عن قراره في مساندة أحزاب اللقاء المشترك والعودة إلى الشرعية الدستورية». لكن اللواء محسن اتهم الرئيس اليمني بأنه سعى إلى قتله في كمين سقط خلاله عدد من الأشخاص، بحسب بيان صدر عنه.
وتابع المصدر قائلاً إن «جنود الفرقة الأولى المدرعة مع ميليشيات تابعة لجامعة الإيمان وبلطجية من أحزاب اللقاء المشترك أطلقوا النار عليهم من مختلف الأعيرة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى».
وأشار إلى أن وفد الوساطة القبلية يضم الشيخ محمد محسن الحاج، الشقيق الأكبر للواء علي محسن الأحمر، مع عدد آخر من المشايخ ووجهاء من قبائل سنحان التي ينتمي إليها الرئيس اليمني وبلاد الروس وبني بهلول. لكن الشيخ القبلي أحمد أبو حورية رجّح أن يكون مدنيون وصفهم بالمندسين هم من أطلقوا النار.
وفي تعز جنوبي صنعاء، أُصيب عشرات المحتجين بالرصاص مع إطلاق مناصرين للنظام النار على المتظاهرين. وقال شهود إن مروحية حامت فوق المدينة وربما ألقت قنابل مسيلة للدموع.
من جهة ثانية، سارت عدّة تظاهرات حاشدة باتجاه مبنى المحافظة حيث يتحصن مناصرون للحزب الحاكم وللمحافظ. وأكد متظاهرون أن مسلحين تابعين للحزب الحاكم تمركزوا في مبنى المحافظة وأطلقوا الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة على المحتجين.
وفي الحديدة غرب البلاد، قال محتجون إن شخصين قُتلا مساء أول من أمس عند تفريق قوات الأمن اليمنية لتظاهرة في المدينة الساحلية على البحر الأحمر.
من جهة ثانية، قُتل جنديان يمنيان على يد مسلّحين قبليين بعد خمسة أيام من اختطافهما من وسط مدينة لودر بمحافظة أبين الجنوبية. وقال مصدر أمني محلي إن «مسلحين قبليين خطفوا الخميس جنديين في سوق لودر»، المدينة التي شهدت في السابق مواجهات عنيفة بين السلطات وتنظيم «القاعدة». وأضاف أن عملية الخطف «أتت احتجاجاً على مقتل ستة من أبناء لودر برصاص الجيش». في هذه الأثناء، اتهمت السلطات اليمنية جماعة الإخوان المسلمين بنشر فتاوى التحريض على القتل ونشر الفتنة وتهييج الشباب. وقال مصدر عسكري: «نعبّر عن أسفنا البالغ لتقديم اليمن مزيداً من الدماء نتيجة المواقف المتشددة لإعلام حميد الأحمر والإخوان المسلمين».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)