كشفت صحيفة «هآرتس» العبريّة، أمس، أن المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، زار سراً العاصمة الإماراتية في إطار المشاركة في اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «IRENA» التابعة للأمم المتحدة، ومقرها أبو ظبي. ومكث غولد، بحسب الصحيفة، ثلاثة أيام في العاصمة، التقى خلالها المدير العام لـ«IRENA»، عدنان أمين، وناقش معه فتح ممثلية إسرائيلية لدى المنظمة.
أما الهدف الحقيقي للزيارة، والأساسي، على ما يبدو، فهو اتفاق نهائي على فتح ممثلية دبلوماسية إسرائيلية في العاصمة الإماراتية، والإنتقال إلى مرحلة التطبيع العلني مع تل أبيب بعدما كان الأمر حكراً على مجالي الإقتصاد والرياضة. خطوة تتوافق مع توجهات رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أشار، في وقت سابق، إلى تقارب مع دول خليجية، رابطاً بين «المصالح الخليجية والإسرائيلية في مواجهة الخطر الايراني».
من جهتها، عادت وزارة الخارجية الإسرائيلية وأكّدت الخبر، معلنةً نيتها «إفتتاح مكتب لها في أبو ظبي»، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية «علنية» بين البلدين. وقال المتحدث باسم الوزارة الإسرائيلية، إيمانويل ناشون، أمس، ان «المكتب سيسجل ضمن IRENA ».
عُيّن الدبلوماسي
رامي حتّان رئيساً للممثلية الجديدة


وخيّم الصمت على الجانب العربي عموماً، والإماراتي خصوصاً، حيث لم يصدر عن السلطات الاماراتية أي تعليق على «إفتتاح الممثلية». غير أن رئيس مجلس الوزارء اللبناني الأسبق، سليم الحص، خرق هذا الصمت الثقيل، مستنكراً «الفعل» الإماراتي، ومعتبراً إيّاه «مفصلاَ سلبياً خطيراً في منطق التوجهات العربية... وتحديا للمصلحة العربية العليا وطعنا لقضية العرب الأولى ... القضية الفلسطينية».
ونقلت «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي رفيع، إعلانه إن «تعيين الدبلوماسي، رامي حتّان، رئيساً للممثلية الجديدة». وأضاف أنه «من المتوقع أن يتوجه قريباً إلى أبوظبي... وعُثر على مكاتب للممثلية، يجرى إعدادها للإفتتاح الرسمي». وأوضح المسؤول أنه لكون إسرائيل عضواً في «IRENA»، فإن ذلك يجعلها «الدولة الوحيدة التي سيكون لديها ممثلية دبلوماسية في أبوظبي من خلال العضوية»، الأمر الذي «يتيح لها أن تحضر على نحو رسمي ومكشوف في الإمارات».
وأشارت «هآرتس» إلى أن الاتصالات بشأن فتح الممثلية كانت قد بدأت على نحو سرّي منذ سنوات، وهو ما يفسر تأييد إسرائيل لفكرة دعم إقامة مقر «IRENA» في أبوظبي، وليس في ألمانيا، عام 2009.
وأدت «IRENA» دوراً في التقريب بين إسرائيل والإمارات. فبعد سنة من إقامة الوكالة الدولية، وتحديداً في كانون الثاني2010، زار وزير البنى التحتية الإسرائيلية في حينه، عوزي لانداو، أبوظبي للمشاركة في مؤتمر الوكالة، وهو ما عُدّ الزيارة الرسميّة الأولى لوزير إسرائيلي.
ووفقاً لـ «هآرتس»، فإنه بعد مضي وقت قليل على زيارة لانداو، اغتيل القيادي في حركة «حماس»، محمود المبحوح، في الإمارات، وأشارت تحقيقات إماراتية إلى تورط جهاز الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» في جريمة الاغتيال. وتسبب هذا الحدث في حالة من التوتر بين أبوظبي وتل ابيب، على الرغم من أنه لم تكن هناك «علاقات دبلوماسية» بين الطرفين، في حينه.
وبعد سنوات، انخفض مستوى التوتر، إذ زار وزير البنى التحتية الإسرائيلي، سلفان شالوم، أبوظبي في كانون الثاني2014 للمشاركة في اجتماع «IRENA». وخلال هذه الزيارة، التقى شالوم عدداً من الوزراء العرب. وبعد عودته إلى إسرائيل، دعا إلى إقامة ممثلية دائمة لتل أبيب هناك.
(الأخبار)