غاب حديث الحوار الذي أعلن يوم الجمعة أنه سيجمع يوم السبت (أول من أمس) بين الرئيس السوري بشار الأسد وممثلين عن 12 حزباً كردياً سورياً محظوراً، لتخلو الساحة للعنف، مع وصول عدد قتلى يوم الجمعة إلى 70 شخصاً بحسب أرقام المعارضة السورية، التي أكدت أن اليومين الماضيين شهدا أيضاً مقتل 25 آخرين على الأقل، بينما ظلت معلومات أخرى تتحدث عن اقتتال في مناطق سورية تشارك فيه مجموعات مسلحة. أما جديد المعارضات السورية، فهو بيان ختامي جديد صدر عن اجتماع بروكسل الذي جمع نحو 200 معارض، بعضهم من وجوه جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت تقارير إعلامية إن القوات السورية قتلت 70 مدنياً على الأقل في قمع حركة التظاهرات التي خرجت في عدة مدن سورية يوم الجمعة الماضي، وخصوصاً في مدينة حماة، بينما تحدثت الصحف الرسمية السورية عن مقتل 20 شخصاً الجمعة في سوريا من عناصر شرطة وأمن ومدنيين «برصاص مجموعات مسلحة». وبحسب أرقام المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية)، قُتل 53 في مدينة حماة وواحد في دمشق واثنان في محافظة إدلب وسبعة في بلدة الرستن. وبحسب بعض التقارير، فإنّ كثافة المشاركة الشعبية في تظاهرات يوم الجمعة، وخصوصاً في مدينتي حماة وإدلب، هي رسالة من جماعة «الإخوان المسلمين» للنظام مفادها أن «الإخوان يشاركون في الثورة بكل ثقلهم».
ووسط إصرار السلطة على أن سقوط القتلى هو نتيجة وجود فرق مسلحة إرهابية تستهدف قوى الأمن والمتظاهرين السلميين، اعترف معارضون بأنه «كانت هناك بعض الحالات التي حاول فيها المواطنون مقاومة قوات الأمن باستخدام الأسلحة الشخصية، بالإضافة إلى حالات أطلقت فيها قوات الشرطة النار على جنود من الجيش رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين». وقال أحد النشطاء في حماة إنه قبل بدء إطلاق النار في المدينة يوم الجمعة، «أحرق المتظاهرون مكتب حزب البعث في المدينة».
وشهد يوم أمس تشييعاً حاشداً لقتلى «جمعة أطفال الحرية»، في ظل معلومات عن تمركز وحدات من الجيش معززة بالدبابات في المدخل الشرقي للمدينة. ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، وصل عدد المشاركين في مراسم التشييع إلى أكثر من 100 ألف شخص في حماة، وسط غياب قوى الأمن. وشمالاً، وتحديداً في مدينة جسر الشغور قرب إدلب، اندلعت مواجهات اختلفت الروايات في أسبابها؛ ففيما أعاد عبد الرحمن أسبابها إلى محاولة قوى الأمن تفريق متظاهرين، أوضحت وكالة الأنباء السورية الحكومية، «سانا»، أنّ «مجموعات إرهابية مسلحة تهاجم عدداً من الدوائر الحكومية ومراكز الشرطة ومجمع المخافر في مدينة جسر الشغور، ما أدى إلى استشهاد أربعة من عناصر الشرطة والقوى الأمنية المكلفة حماية المواطنين، وإصابة أكثر من 20 آخرين بينهم مدير المنطقة وضابط، إضافة إلى إصابة عدد من المواطنين». وأفاد مندوب «سانا» بأن المجموعات المسلحة «استخدمت في هجومها الإرهابي مختلف أنواع الأسلحة واستولت على الأسلحة الموجودة في مراكز الشرطة والمخافر وفجرت مبنى البريد في المدينة باستخدام أنابيب الغاز، وحرقت وخربت عدداً من المباني العامة والخاصة وقطعت الطرقات». وتطوّرت أحداث جسر الشغور أمس، حيث أكّد رامي عبد الرحمن مقتل 28 شخصاً، عرف منهم 19 مدنياً و6 من عناصر الأمن يومي السبت والأحد.
في هذا الوقت، عاودت شبكة الإنترنت عملها بعد انقطاع استمر أكثر من 24 ساعة في عدد من المدن السورية، على وقع إضراب عام يدوم 3 أيام في حماة حداداً على قتلاها. أما في دير الزور، فقد أوضح مواطنون أن عشرات الأشخاص أُصيبوا برصاص القوات السورية التي تصدت لسبعة آلاف محتج قاموا بمسيرة خلال الليل محاولين إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد يبلغ ارتفاعه ستة أمتار.
سياسياً، كانت مجموعة من المعارضين تجتمع في بروكسل تحت إطار «الائتلاف الوطني لدعم الثورة السورية»، متعهدة بـ«العمل الفوري على نقل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية»، وفق بيان ختامي أعقب اجتماعها الذي دام يومي السبت والأحد. وقال الائتلاف إنه «سيعمل على تنظيم الاعتصامات والتظاهرات ومختلف الفعاليات لتحشيد الرأي العام العالمي ضد الانتهاكات الخطيرة التي يمارسها النظام السوري»، مشدداً على «الابتعاد عن كل ما يثير الخلافات والتشنج أو التحريض الطائفي»، ومكرراً ضرورة «فرض عزلة دبلوماسية على النظام السوري وعدم السماح له بأن يكون ممثلاً في المحافل الدولية».
وقال أحد المشاركين في المؤتمر، وزير الإعلام السوري الأسبق محمد الزعبي، إن «النظام لم يعد بإمكانه البقاء على قيد الحياة والحصول على أي شرعية من الشارع السوري، لكن أخشى أن يتطلب سقوطه نهراً من الدماء بعدما سفك دماء أكثر من 1300 قتيل وآلاف الجرحى، ما يعني أنه مستعد لقتل آلاف الناس».
ومن الوجوه المشاركة الشيخ أحمد الأسعد الملحم الذي مثّل عشيرة الجبور والذي طمأن إلى أن تحرُّك بعض العشائر في سوريا «لم يجرِ بموجب توجيهات من دول في المنطقة». ولفت إلى أن «قسماً من عشائر منطقة الجزيرة السورية يتحرك ضد النظام في إطار الحراك السلمي، لكن لجوء هذه العشائر إلى السلاح غير وارد في الوقت الراهن، رغم توافره بين أيديها»، معرباً عن أمله «ألا نصل إلى ذلك على غرار العشائر في اليمن وليبيا، ونحن نرفضه ونعدّه خطاً أحمر».
(أ ف ب، سانا، رويترز، يو بي آي)



غول: لا مكان للأنظمة الاستبداديّة

رأى الرئيس التركي عبد الله غول، أول من أمس، أن على قادة الدول العربية المسلمة أن يدركوا أنه «لا مكان للأنظمة الاستبدادية في العالم الإسلامي». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الحكومية عن غول قوله، خلال لقاء في إسطنبول مع وفد من ممثلي شباب ثورة 25 كانون الثاني المصرية، إنّ أنقرة تراقب عن كثب التطورات في مصر، مطمئناً إلى أن العلاقات التركية ـــــ السورية ستبقى قوية.
(يو بي آي)

كلينتون قلبها على الإنترنت

أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن «قلقها الكبير» لانقطاع قسم من شبكة الإنترنت في سوريا يوم الجمعة. وقالت كلينتون، في بيان، «نحن قلقون بشدة للمعلومات عن قطع شبكة الإنترنت في قسم كبير من سوريا، إضافة إلى بعض شبكات الهاتف المحمول. إننا ندين أي محاولة تستهدف حرمان السوريين من حقهم في التعبير الحر وحقهم في التجمع».
(أ ف ب)

المعلم ينال تأييد الإمارات

استكمل وزير الخارجية السوري جولته العربية، فحطّ في دولة الإمارات حيث نال تأييد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان «لخروج سوريا من الأزمة الحالية أقوى وذلك من خلال تنفيذ برامج الإصلاحات». بدوره أكد المعلم ضرورة التضامن العربي في هذه الظروف «لصد المحاولات الرامية إلى بث الفوضى وزرع الفتنة».
(سانا)

القاهرة: الإصلاح هو الحل

سجّل المسؤولون المصريّون أول موقف للقاهرة من أحداث سوريا؛ فقد شدد وزير الخارجية المصري نبيل العربي، أمس، على أهمية بدء برنامج الإصلاح السياسي في سوريا، وعلى رأسه الحوار الوطني الشامل الذي يضم كل مكونات المجتمع السوري. وقال العربي إن برنامج الإصلاح السياسي هو «المدخل الوحيد السليم لتجاوز الأزمة في سوريا بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري».
(يو بي آي)