عادت الاشتباكات المتقطعة إلى مدينة تعز، فيما أكدت المعلومات الواردة من السعودية سوء الاوضاع الصحية لعدد من المسؤولين اليمنيين. اما الولايات المتحدة فيبدو أنها تستعد لتوسيع عملياتها العسكرية في اليمنفيما يتواصل الهدوء في شوارع صنعاء بعد نجاح جهود التهدئة، عادت الاشتباكات المتقطعة بين القوات الموالية للرئيس اليمني ومسلحين قبليين في مدينة تعز جنوب صنعاء. وقال مصدر أمني يمني إن «الاشتباكات اندلعت في حي عصيفرة في مدينة تعز، وسُمع دوي انفجارات عدة في شارع الستين القريب من تقاطع منطقة شرعب»، وذلك بعد ساعات من اندلاع معارك دامية أدّت إلى مقتل 9 جنود وتدمير دبابتين فضلاً عن اعطاب عدد آخر من الآليات العسكرية. وعلى الاثر تدخل عدد من الشخصيات السياسية في المحافظة لاحتواء الأزمة، قبل أن ينجحوا في التوصل إلى وقف لاطلاق النار وسحب المسلحين من الشوارع، إلا ان الاتفاق تعثر مع تجدد الاشتباكات.
في غضون ذلك، استمر التضارب حول صحة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وبينما اكد كبير الاطباء المرافقين للرئيس، لوكالة الانباء اليمنية «سبأ» إن صحته«جيدة وفي تحسن مستمر»، نقلت وكالة «اسوشييتد برس» عن احد المسؤولين اليمنيين الموجودين في الرياض، ان صالح يعاني مشاكل في الحلق، مشيراً إلى انه لا يستطيع تحديد طبيعة المشكلة. اما عن الوضع الصحي لرئيس الوزراء، علي مجور، فأوضح المصدر أنه أصيب بحروق بالغة وحالته «مأسوية»، فيما يعاني رئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني وضعاً حرجاً بعدما فقد عينه اليسرى وسيتلقى المزيد من العلاج في لندن. اما نائبا رئيس الوزراء رشاد العليمي وصادق ابو راس، فكشف المصدر أن احدهما فقد رجله اليسرى فيما وضع الثاني مستقر، من دون ان يعطي المزيد من التفاصيل.
في هذه الأثناء، استبعد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن تؤدي الأحداث الحالية في اليمن إلى اندلاع حرب واسعة النطاق. ولفت في مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» إلى أن الوضع في اليمن تحسّن قليلاً بعد مغادرة الرئيس علي عبد الله صالح البلاد للعلاج في السعودية، مشيراً إلى أن «الوضع في هذا البلد أصبح منذ ذلك الحين أكثر هدوءاً». كذلك عبّر عن أمله أن تُستغلّ فرصة وجود صالح في السعودية للعلاج في التوصل إلى تسوية بين أقارب صالح والقبائل المعارضة وكبار العسكريين. وتوقعٍ مسؤولون أميركيون أن تبدأ وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» استخدام طائرات مسلحة من دون طيار فوق اليمن، موسّعةً بذلك نطاق عمليات البحث عن ناشطي تنظيم «القاعدة»، في بلد تعطلت فيه جهود مكافحة الإرهاب بسبب الفوضى السياسية. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن خطة نقل طائرة من دون طيار من طراز «بريداتور»، وطائرات تجسس أخرى إلى اليمن تعمل بتوجيه «سي آي إيه» تعكس قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بأن تهديد القاعدة في اليمن نما على نحو خطير إلى درجة أن طلعات الطائرات الأميركية من دون طيار ما عادت كافية. ونقلت عن مسؤولين أميركيين أن وكالة الاستخبارات الأميركية ستعمل جنباً إلى جنب وبتنسيق وثيق مع قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية، التي كانت تنظم طلعات لطائرات «بريداتور» وطائرات من دون طيار أخرى فوق اليمن خلال السنة الفائتة. وذكرت أن الـ«سي آي إيه» لكونها تعمل تحت إشراف سلطات قانونية مختلفة عدا العسكرية، فإن المجال أمامها قد يكون أكبر لتنفيذ ضربات جوية في اليمن، إذا تحوّل المناخ السياسي فيها وتناقص أو انقطع التعاون مع القوات الأميركية. وأوضح مسؤول أميركي مطّلع على الخطة الأميركية، أن توسيع هجمات الطائرات من دون طيار سيستخدم مزيجاً من الأصول الأميركية، وهي لن تكون بمثابة تغيير قيادة القوات العسكرية الأميركية لـ«السي آي إيه»، فيما أشارت الصحيفة إلى أن المهمة الجديدة لـ«السي آي إيه» تشير إلى تصاعد الحرب السرية الأميركية داخل اليمن، وإلى توسع كبير في حرب طائرات التجسس.
وقال مسؤول أميركي، إن قرار إرسال طائرات من دون طيار تابعة لـ«السي آي إيه» لتنفيذ طلعات في اليمن، يأتي مع انهيار التعاون بين قوات العمليات الخاصة الأميركية ووحدات مكافحة الإرهاب اليمنية، في ظل الاضطراب السياسي في البلاد، فيما رفضت ناطقة باسم وكالة الاستخبارات الأميركية، إلى جانب الناطق باسم مجلس الأمن القومي تومي فيتور، التعليق على الموضوع. إلى ذلك، نسب موقع «الوطن» القريب الصلة بالحكومة عن مصدر قوله إن التحقيقات في عملية اغتيال العقيد في الجيش مطيع السياني التي جرت اول من أمس في عدن، تدل على أن تنظيم القاعدة يقف وراء العملية.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)