فيما أقرّت الحكومة الليبية بالتفاوض مع المعارضة، في بعض الدول، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية حصول أي اجتماع في روما أو مشاركة أي مسؤول إيطالي في هذه المفاوضات. بيد أن وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، لم يحسم هذا الجدل، مكتفياً بالقول إن الأنباء عن حوار بين المجلس الانتقالي الليبي والزعيم الليبي معمر القذافي «متناقضة».في هذا الوقت، دعا رئيس جنوب أفريقيا، جاكوب زوما، إلى بدء الأطراف الليبية مفاوضات سلام على نحو عاجل، وذلك بعد محادثات أجراها ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف، على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي. وقال زوما «نؤكد أهمية البدء على نحو عاجل بمفاوضات ونطلب من الحلف الأطلسي المساعدة على إقناع المجلس الوطني الانتقالي بالتخلي عن بعض شروطه المسبقة التي تجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، البدء في العملية التفاوضية».
وفي ما يتعلق بالجدل بشأن المفاوضات بين السلطة والمعارضة في إيطاليا، أعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية، موسى إبراهيم، أن الحكومة لا تتفاوض بشأن تخلي الزعيم الليبي عن السلطة، مشيراً إلى أن المعلومات بشأن التفاوض على تنحي القذافي أو سعيه إلى الحصول على ملاذ آمن داخل أو خارج البلاد عارية من الصحة، مشدداً على أن القذافي «رمز تاريخي»، وعلى أن الليبيين سيموتون دفاعاً عنه. وكان إبراهيم قد أقرّ أول من أمس في بيان له، بأن المفاوضات بين حكومة القذافي والمعارضة أجريت في ايطاليا ومصر والنروج بحضور ممثلين لحكومات تلك الدول.
وفيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية، إنه «لم يحدث أيّ اجتماع ولم نشارك في أي اجتماع»، أكد إبراهيم أن نفي إيطاليا «غير صحيح».
لكن وزير الخارجية الإيطالي، اكتفى بالقول إن «إن شيئاً واحداً يبقى واضحاً، وهو أنّ على القذافي ترك السلطة، تماماً كما أن هناك مذكرة توقيف دولية باسمه».
ورأى فراتيني أن «الحل الوحيد الممكن هو تخلي القذافي فوراً عن السلطة، والشروع في مفاوضات جادة مع ممثلين عن طرابلس من دون مشاركة القذافي».
وأضاف «ضمن هذه الشروط، لم يفكر أحد في الانتقام الشخصي من القذافي، ولا في استهدافه ولا في قتله».
وكانت صحيفة «ديلي تليغراف» قد ذكرت أمس أن محادثات سرية غير رسمية بين مسؤولين ليبيين وشخصيات معارضة جرت في عدد من الدول الأجنبية، بينها إيطاليا والنروج، على مدى الشهرين الماضيين.
ونسبت الصحيفة إلى نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، قوله «أُحرز تقدم في بعض المجالات، لكن العراقيل التي يضعها حلف شمال الأطلسي بددت الآمال في تحقيق انفراج».
في هذه الأثناء، نقلت صحيفة «كومرسانت» عن مسؤول روسي رفيع المستوى قوله إن الزعيم الليبي «يرسل إشارات على أنه مستعد للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية».
وأضاف المصدر الروسي إن فرنسا تبدو الدولة الأكثر رغبة في أداء دور عبر رفع التجميد عن بعض حسابات عائلة القذافي، والتعهد بمساعدته على تجنب المحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
إلى ذلك، أكد النظام الليبي الاثنين أنه اعترض في جنزور على بعد 30 كيلومتراً غربي طرابلس مركبين كانا يقلّان أسلحة قطرية للثوار الليبيين.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي، خالد الكعيم، في طرابلس «بعد إلقاء الفرنسيين بواسطة مظلات أسلحة للمتمردين، نشهد شكلاً جديداً من أشكال نقل السلاح، عبر البحر».
وفي مصراتة، قُتل 16 مقاتلاً معارضاً على الأقل حينما قصفت قوات موالية للزعيم الليبي مواقع المعارضة غربي المدينة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)