تتأهّب الشرطة الإسرائيلية اليوم لوصول «الأسطول الجوّي» ونشطاء السلام إلى مطار «بن غوريون» الدولي في تل أبيب. وتصمّم أجهزتها الأمنية على نشر أكثر من 500 عنصر تحسباً من «صور قد تنخرط في الوعي الدولي».وبعد سيل من الوعيد والتهديد على لسان المسؤولين الاسرائيليين، أكّدت الشرطة الإسرائيلية أنّها ستتعامل مع الأسطول الجوي بـ«تصميم». وقد بيّنت مصادر أمنية أنَّ الحديث يجري عن «متظاهرين يحاولون القيام باستفزاز إعلامي، لا مخربين ينوون إلحاق الضرر». وقال مصدر في الشرطة الإسرائيلية «نحن نريد منع وضع فيه صور سلبية في مطار بن غوريون الدولي تنخرط في الوعي الدولي. لذا فإن الجهد سيكون عملانياً وإعلامياً».
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أنَّ الشرطة الإسرائيلية، وفقاً لـ«تحليل استخباري»، قدّرت بأنَّ المتضامنين، في حال دخولهم، ينوون الوصول إلى الكثير من الأماكن منها قرية العراقيب في النقب التي يتعرّض أهلها إلى حرب مستمرة من قبل الشرطة، وفي كل فترة وجيزة تُهدم منازل فيها. كذلك ينوون الوصول أيضاً إلى مدينة اللد المختلطة، التي يتعرض سكانها الفلسطينيون الى حملة هدم بيوت، اضافة الى حي الشيخ جرّاح في مدينة القدس المحتلة، وهو حي آخر يتعرّض الى التهويد المتواصل.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد إن الضباط الذين جلبوا الى مطار «بن غوريون» مستعدون للتعامل مع سيناريوهات متعددة.
ومعروف أن دولة الاحتلال تعتمد اجراءات أمنية صارمة داخل المطارات عادة، ولديها اجراءات استخبارية معقدة لتحديد مثير الشغب. وقالت السلطات الاسرائيلية إنها لن توقف أشخاصاً بسبب أفكارهم السياسية، لكنها ستوقف كل من يخطط للقيام بإجراءات غير قانونية أو عنفية. وأضاف روزنفلد أنه يمكن اعتقال ما يقارب 80 شخصاً في المطار، وإذا اعتقل أكثر من هذا العدد فسيرسلون الى السجن في جنوب الأراضي المحتلة.
الاجراءات الاسرائيلية تبدأ بعد أن تقوم الدول الأوروبية باجراءات استباقية لمنع النشطاء من الوصول الى تل أبيب. وقد استطاعت السلطات الفرنسية منع 8 ناشطين من ركوب الطائرة الى تل أبيب، فيما ذكرت الشرطة الألمانية الفدرالية أنه ما دام لدى الركاب تذاكر للطائرة وجواز سفر، فإنها لا تملك أي حق بمنعهم من السفر. وقالت شركتان جويتان ألمانيتان إنهما تلقّتا لائحة بأسماء أشخاص ممنوعين من السفر الى فلسطين المحتلة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن وزارة المواصلات الاسرائيلية نقلت الى شركات الطيران قائمة بأسماء ركاب سيمنعون من الدخول الى إسرائيل. ويجري الحديث عن أسماء ركاب طلب من الشركات فحصها وإبلاغ السلطات الاسرائيلية بوجود هذه الاسماء في الرحلات الجوية. وقد أبلغت اسرائيل الشركات الجوّية أن هؤلاء الركاب ممنوعون من الدخول الى اسرائيل، ما يعني أن شركة الطيران لن تسمح لهم بالسفر، كي لا تجبر على اعادتهم على متن الطائرة في حال منعهم.
من جهة ثانية، تعمل وزارة السياحة الإسرائيلية على تقليص الضرر الذي قد ينجم في أعقاب وصول نشطاء السلام. إذ ستستقبل آلاف السياح القادمين الى إسرائيل نهاية الأسبوع بالزهور، بالإضافة إلى مواد حول الدولة العبرية. وقال وزير السياحة سنيس مسيجينكوف إنه «يجب الحفاظ على وضع عادي في المطار. وزارة السياحة ستستقبل السائحين بطريقة محترمة، لنقل صورة أن إسرائيل دولة آمنة، متقدّمة ومغرية للزيارة، وعلى الترتيبات الأمنية ألا تخرق الوضع العادي في المطار».