اعتمد مجلس النواب الأميركي قراراً يمنع «البنتاغون» من تزويد الثوار الليبيين بمعدات وتجهيزات عسكرية أو حتى تقديم استشارات لهم، فيما هاجمت مقاتلات حلف شماليّ الأطلسي أمس للمرة الأولى منشآت النفط في ليبيا لقطع إمدادات الوقود عن الجيش الليبي، وتمهيد الطريق أمام إطاحة العقيد معمر القذافي.وأفادت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانية أمس بأن حلف شماليّ الأطلسي رأى أن استهداف مجمع البريقة، أحد أكبر منشآت إنتاج البتروكيميائيات وموانئ التصدير في ليبيا، يرمي إلى منع قوات القذافي من شن الهجمات على المدنيين.
وقال القائد العسكري البريطاني المشارك في عمليات الحلف، الأميرال روس هاردينغ، للصحيفة: «قررنا أن المستفيد الوحيد من الوقود هو قوات القذافي، لا السكان المحليون في البريقة، وتستخدم هذا الوقود لشن هجمات على المدنيين».
وأضاف: «هناك جوانب تجارية لهذا التوجه أيضاً؛ فالبريقة ورأس لانوف يمكن أن توفّرا إيردات للمجلس الوطني الانتقالي، لكننا لم نضع ذلك في الحسبان واتخذنا قرار استهداف المنشآت النفطية لحماية المدنيين فقط».
في هذه الأثناء، قال مسعفون إن خمسة من المعارضة الليبية المسلحة قتلوا وأصيب 17 آخرون في اشتباكات مع قوات القذافي قرب مدينة مصراتة أمس.
من جهة ثانية، أقرّ النواب الأميركيون بغالبية 225 صوتاً مقابل 201، تعديلاً على مشروع الموازنة السنوية قلّص بموجبه قدرة الإدارة على مساعدة الثوار الليبيين الذين حملوا السلاح ضد نظام العقيد القذافي.
ويحظر هذا التعديل على البنتاغون «تقديم معدات تدريب عسكرية أو نصائح أو أي شكل من أشكال الدعم المتعلق بالأنشطة العسكرية، سواء لمجموعة أو لفرد، سواء أكان عنصراً أم لا في قوات مسلحة لبلد ما، بهدف مساعدة هذه المجموعة أو هذا الفرد على القيام بأعمال عسكرية ضد ليبيا أو فيها». كذلك رفض المجلس نصوصاً أخرى تنص على وقف دعم الحملة بقيادة الأطلسي، إلاّ أنه أقرّ تعديلاً رمزياً إلى حد كبير يشكّك في طريقة تعامل الرئيس باراك أوباما مع النزاع.
في غضون ذلك، بحث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، مع رئيس الحكومة الليبية، البغدادي المحمودي، هاتفياً، في الحاجة «الملحة» لإنهاء القتال في ليبيا وضمان مرحلة انتقالية تجلب السلام إليها. كذلك ناقشت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، مع نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو، هاتفياً، اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا المنوي عقده في تركيا منتصف تموز الحالي. إلى ذلك، قالت بولندا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إنها بدأت علاقات دبلوماسية مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وإنها عينت سفيراً لها لدى بنغازي (شرق)، معقل الثوار.
(أ ف ب، يو بي آي)