عمان | انطلقت في مدينة إربد أول من أمس أولى المسيرات التي من المقرر أن تشهدها المدينة بعد صلاة العشاء طيلة أيام شهر رمضان، للمطالبة بإصلاح النظام وإسقاط الحكومة وحل مجلس النواب، وإقرار قانون انتخابات عادل. وإلى جانب المطالب والهتافات الإصلاحية، رفع المشاركون شعارات للتعبير عن وقوفهم إلى جانب الشعب السوري في مختلف المدن، وخاصة في مدينة حماه.وانتقد المشاركون، من خلال هتافاتهم، الوفد الأردني الذي زار دمشق أخيراً لتأييد النظام السوري، فيما شارك في المسيرة التي انتهت لدى ميدان «الشهيد» وصفي التل، وعدد من القوى الحزبية والفعاليات المطالبة بالإصلاح، إضافة إلى أهالي الشرطي أحمد عماد أحمد، الذي قتل في ظروف غامضة في شهر رمضان من العام الماضي من دون أن تظهر التحقيقات ظروف وفاته حتى الآن. ونفذت تنسيقية الحراكات الشبابية والشعبية اعتصاماً في الساحة المقابلة لمستشفى الحياة في حي نزال مساء الخميس الماضي، في أولى الفعاليات التي أعلنت تنفيذها خلال شهر رمضان، وكانت التنسيقية قد أكدت مضيها في تنفيذ الاعتصام رغم ما عُدّ محاولة للتضييق على الفعالية من خلال تجمع للشاحنات في مكان الاعتصام، إلا أن المشاركين استمروا بالتجمهر والهتاف، وسط وجود أمني ملحوظ. ورفع المشاركون خلال الاعتصام شعارات مطالبة بالإصلاح الشامل ومحاربة الفساد ورفع اليد الأمنية عن الحياة المدنية. من ناحيتها، أكدت تنسيقية الحركات الشبابية والشعبية رفع وتيرة عملها الميداني في شهر رمضان، مبينة أن هنالك فعالية مركزية كل يوم اثنين وخميس وقت صلاة العشاء على الساحات العامة في عمان والمحافظات. وطالبت التنسيقية بإصلاح النظام، وإرساء قواعد الديموقراطية والمواطنة، وترسيخ الحقوق المدنية، واستحقاق عزّة العيش الكريم، مؤكدة النهج السلمي لتحقيق هذه الغايات. وتحولت صلاة التراويح موعداً لانطلاق المسيرات الحاشدة كل يوم سبت، بينما تسعى الحركات الشبابية الى تتويج فعالياتها بإقامة صلاة «عيد الوفية» التي تهدف الى حشد 100 ألف مواطن لتكريس المطالب الإصلاحية السلمية وستقام في إحدى الساحات العامة في وسط عمان.
يُذكر أن الساحة الاردنية شهدت قرابة ٢٥٠٠ مسيرة وتظاهرة وتفاعل في شتى أنحاء المملكة، خلال الفترة الماضية، أما الأمن العام فقد كشف أن التكلفة المالية المترتبة على تأمين حماية المشاركين في المسيرات والاعتصامات الأردنية التي نادت بالإصلاحات السياسية ومحاربة الفساد بلغت نحو (21) مليون دينار خلال السبعة شهور الماضية، وأن التكلفة المالية للجمعة الواحدة في تلك المسيرات قدرت بـ (750) ألف دينار توزعت ما بين محروقات لمركبات الأمن العام وصيانة الآليات وتوزيع «أرزاق» على القوة المشاركة المعنية بتوفير المظلة الأمنية للمعتصمين وأدوات أخرى تستخدم في عمل الشرطة.