انسحبت قوات الجيش السوري من مدينة دير الزور من مدخليها الجنوبي والشمالي الشرقي، فيما أدّت الحملة العسكرية المستمرة في مدينة اللاذقية إلى مقتل ما لا يقل عن 34 شخصاً. وذكرت مراسلة وكالة «فرانس برس» التي شاركت في جولة نظمتها وزارة الاعلام السورية على مدينة دير الزور، أمس، ان قوات تتألف من 12 مدرعة كتب عليها «جنود الاسد» وست ناقلات جند تحمل عشرات الجنود، خرجت من المدخل الجنوبي، فيما غادرت وحدات اضافية المدينة من مدخلها الشمالي الشرقي من امام مستشفى الفرات.
من جهته، أوضح مسؤول عسكري للصحافيين في المدينة أن الجيش السوري دخل دير الزور «استجابة لنداء اهالي الدير ونتيجة حصار المدينة بنحو مرعب من قبل المجموعات المسلحة التي اقامت الحواجز والمتاريس»، مشيراً إلى أن «القوات خرجت بعد اتمام العملية مباشرة». واضاف «قمنا بعملية نوعية وسريعة ودقيقة بالتعاون مع الاهالي لاعادة الامن والاستقرار، وتمكنا من القبض على مسلحين وضبط متفجرات وعبوات ناسفة وألغام»، مؤكداً أن «هذا الخروج نهائي ولا عودة للجيش أبداً»
أما بعض سكان المدينة، فأشاروا في شهادات لـ«رويترز» إلى أن حاملات جند مدرعة وقوات وأفراداً من الاستخبارات لا يزالون منتشرين في ساحات المدينة. وقال أبو بكر حاج، وهو ناشط محلي، «لا يزال القناصة على أسطح المنازل والجيش يقتحم منازل النشطاء في دير الزور ويحيط بالقرى التي فر منها السكان».
وفي اللاذقية، عززت قوات الامن من انتشارها مستخدمةً الرشاشات الثقيلة في بعض احياء هذه المدينة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد السوري لحقوق الانسان قوله «سمعت اصوات رشاشات ثقيلة واطلاق رصاص كثيف في أحياء الرمل الجنوبي ومسبح الشعب وعين التمرة» في اللاذقية. واضاف ان اطلاق النار استمر من الساعة الخامسة فجراً حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً، مشيراً إلى انه «لم ترد اي انباء حتى الآن عن سقوط شهداء».
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان، قد أكد أن «أحياء بستان السمكة وعين التمرة وبستان الحمامي في اللاذقية تعرضت أول من أمس لقصف بالرشاشات الثقيلة من آليات عسكرية مدرعة». كذلك، تحدث عن حملة اعتقالات واسعة في المدينة، مشيراً إلى أن أحياء عديدة في اللاذقية تنفذ إضراباً عاماً احتجاجاً على العمليات العسكرية الجارية فيها، فيما نفى مصدر سوري رسمي مسؤول حصول الإضراب. ونفى اعتقال 300 شخص في اللاذقية، مشيراً الى ان قوات حفظ النظام تلاحق «العصابات المسلّحة» التي قال إنها «روّعت السكان»، عبر عملية أمنية وصفها بالـ«دقيقة».
كذلك نفت الوكالة العربية السورية للانباء تعرض المدينة للقصف من البحر، مشيرةً إلى أن «ما يجري هو ملاحقة قوات حفظ النظام للمسلحين. أما المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند فأشارت إلى أنها لا تستطيع تأكيد ما ورد في تقارير منشورة من أن السفن الحربية السورية قصفت مدينة اللاذقية الساحلية.
في هذه الأثناء، أثارت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في اللاذقية امتثالاً لأوامر من السلطات السورية، ردود فعل متفاوتة، أشدها من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه الذي رأى «أن الهجوم الذي شنته قوات الأمن السورية على مخيم للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية الساحلية السورية يمثل جريمة ضد الإنسانية». وقال «القصف يجري من خلال البوارج البحرية والدبابات على بيوت من الصفيح وعلى أناس لا مكان لهم يلجأون إليه ولا حتى أي ملجأ يستطيعون الاحتماء فيه من هذه الاعمال». وأضاف «هذه جريمة ضد الانسانية». أما المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «أونروا»، كريستوفر جانيس، فتحدث عن فرار «ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف شخص»، مبدياً قلقه على مصيرهم. وفي المقابل، استنكرت فصائل تحالف القوى الفلسطينية تصريحات «الأونروا»، داعيةً إلى عدم زج الفلسطينيين في الأحداث الجارية في سوريا. وأكد أمين سر الفصائل الفلسطينية في دمشق خالد عبد المجيد «أن حي الرمل الفلسطيني لم يقصف على الاطلاق وأن العمليات العسكرية والامنية تجري في حي السكنتوري وقنينيص المجاورين لحي الرمل الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «حي الرمل الفلسطيني هو جزء صغير من المنطقة التي تشهد عمليات امنية».
في غضون ذلك، أشار المرصد السوري لحقوق الانسان إلى أن عدد قتلى تظاهرات اللاذقية وحمص ودير الزور ارتفعت إلى 19 قتيلاً، بعد وفاة شخصين فجر أمس متأثرين بجراح أُصيبا بها برصاص اطلقته قوات الأمن لتفريق تظاهرة خرجت بعد صلاة التراويح في مدينة حمص. واشار المرصد إلى «أن هناك شهداء في مدينتي حمص واللاذقية لم يتسن له توثيق اسمائهم، بالإضافة إلى عشرات الجرحى في حمص»، فيما تحدث عن اعتقال نحو 700 شخص في حمص وريفها منذ بداية شهر رمضان، الأمر الذي نفاه مصدر سوري.
من جهةٍ ثانية، أعلن المرصد أن نحو مئة محام نظموا اعتصاماً صامتاً داخل قاعة المحامين في قصر العدل في الرقة (شرق) ورفعوا لافتات طالبوا فيها بخروج الجيش من المدن. من جهته، ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن القوات السورية هاجمت قرى في سهل الحولة شمالي مدينة حمص أول من أمس وقتلت ثمانية أشخاص بعدما دهمت منازل وقامت باعتقالات. وأضاف أن أربعة قتلوا في حمص في هجمات مماثلة. أما منظمة العفو الدولية فأشارت إلى أن ما لا يقل عن ثلاثة شبان من نشطاء حقوق الإنسان في سوريا ساعدوا في تنظيم احتجاجات سلمية في دمشق وجوارها، يُحتجزون بمعزل عن العالم الخارجي في أماكن مجهولة بعد إلقاء القبض عليهم أخيراً.
من جهةٍ ثانية، أصدر الرئيس السوري بشار الاسد أول من أمس مرسوماً يقضي بتعيين موفق ابراهيم خلوف محافظاً لحلب (شمال) خلفاً لعلي منصورة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

إحباط الشارع وترقّب سيناريو «النهاية»



تسود حال من الإحباط في الشارع السوري. إحباط يعود لأسباب متعددة، لكنها كلها في النهاية تصب في خانة القلق من المستقبل، وترقّب النهاية، التي يريدها كل على هواه


دمشق ــ وسام كنعان، محمد الشلبي
الإحباط والخوف والقلق هي السمات الملازمة للشارع السوري هذه الأيام، ولم يتمكن شهر رمضان وطقوسه وموسم الدراما وعشرات المسلسلات من حرف انتباه المشاهد السوري عن متابعة نشرات الأخبار ومراقبة الأحداث عن كثب، من دون أن يفلت هذا المشاهد من حالة الضجر التي باتت تسيطر عليه نتيجة ما تشهده البلاد من أحداث.
السيناريست ريما فليحان ترى، في حديث مع «الأخبار»، أن سبب الإحباط هو «عدد الضحايا التي تسقط يومياً. فمناظر الدماء وتزايد عدد المعتقلين يخلقان حالة الإحباط لدى الشارع السوري». وتشرح «بأن الظرف العام يلغي خصوصيات المواطن السوري هذه الأيام؛ فأنا مثلاً كاتبة دراما، ومن الضروري أن أتابع ما يعرض في شهر رمضان، إلا أنني لا أتمكن من ذلك وسط بحر الدم الذي تنام عليه سوريا». وترى أن «من يتذمر من الأوضاع نتيجة عدم قدرته على ممارسة حياته بشكلها الطبيعي، فهو ينأى بنفسه عما يدور حوله من أحداث ولا يعنيه الهم العام». كذلك تؤكد أن الإحباط حالة لا بد أن تحصل، لكنها ستمر مع تعطش غالبية الشعب السوري ليعيد المرحلة الذهبية التي عاشتها سوريا في الخمسينيات من انفتاح اقتصادي وحرية إعلام وتعددية سياسية. وتحمّل الكاتبة المجتمع الدولي الجزء الأكبر مما يحصل في سوريا نتيجة للتقلبات الواضحة وعدم الجدية في اتخاذ موقف حاسم حيال العنف «رغم أن الشعب السوري أحرج المجتمع الدولي من خلال إصراره على كتابة التاريخ بدمه».
وعلى خلاف الكاتبة المعارضة، ينفي المخرج أحمد إبراهيم أحمد أن «يكون المواطن السوري معنياً بالإصلاح أو الأوضاع الاقتصادية أكثر مما هو معني بالحالة الأمنية التي تأتي في رأس أولوية اهتماماته». ويعزي سبب الإحباط لدى الشارع السوري إلى «طغيان هذه الحالة وسواد الفوضى، ما منع الطقوس الرمضانية من أن تجري على طبيعتها».
وفيما يتقاطع رأي الأستاذ الجامعي، أحمد جاسم الحسين، مع المخرج السوري، إلا أنه يؤكد أن «الخوف يسيطر على الشارع نتيجة فقدان الثقة بين أفراد هذا الشارع حتى في العائلة الواحدة نتيجة للأزمة، ثم لوجود هوة واضحة بين المواطن والسلطة، وغياب أي شكل حقيقي من الحوار الفعلي لوضع حلول عملية للأزمة».
أما عمران، المتخرج الجامعي، فيشرح سبب إحباطه وتخوفه من المستقبل، بالقول: «على سبيل المثال، أنا عضو نصير مفصول منذ سنوات من حزب البعث، بسبب تحدثي في الجامعة عن ضرورة انتقال السلطة إلى أكثر من فكر سياسي، وإلا فستنتج الدولة لاحقاً قطعاناً من الأغنام لهم نفس الجينات الفكرية والثقافية والاجتماعية، لا يمكن أن يتطور شيء فيهم ليصبحوا بشراً عقلاء وأحرار، بينما أخوتي ووالدي في منزلنا يجزمون بقوة بأن كل ما يحدث هو من تخطيط خارجي استعماري، وكل من ينزل إلى الشارع للتظاهر قد قبض 2000 ليرة سورية». وما يزيد إحباط عمران ورفاقه من أبناء جيله «هو تبني نحو 40 بالمئة من الشعب وجهات نظر الإعلام الرسمي الذي كرس أساساً للدفاع عن النظام».
لكن الحالة ذاتها لا تندرج على شرائح مختلفة؛ فأبو عدنان، الذي يعمل بائع خضروات متجولاً في شوارع دمشق، أبدى تفاؤلاً كبيراً بتطورات الحراك الاحتجاجي، على عكس الكثيرين من جيرانه ورفاقه في المهنة، ويقول: «هذه أجمل أيام حياتي؛ لأنّي أشاهد ما لم أكن أفكر فيه في أحلى أحلامي، ولا أشعر بالإحباط مما يحدث في سوريا؛ لأنني متفائل بأن الشباب في البلد سيحققون ما يريدون أخيراً». وعن رأيه في ما يجري، يضيف: «تحاول السلطة قمع الشباب الذين ينزلون إلى الشوارع، لكنها لا تنجح في ذلك، تحاول أن تحبطهم بممارساتها القمعية التعسفية، لكنهم يصرون على التفاؤل». ويتابع: «الناس تغيروا، هذا ما يجعلني أتفاءل بمستقبل البلد، على أيدي هؤلاء الشباب، وأقول لك هناك إرادتان لا تقهران: إرادة الله وإرادة الشعب».
لكن ماذا عن معنويات بعض السوريين المقيمين في الخارج، يقول طالب الدراسات العليا سامر سعيد، الذي غادر دمشق قبل نحو شهر ونصف الشهر إلى باريس، «يعيش الشارع السوري اليوم، حالة من التفاؤل التي تبدو للوهلة الأولى شبه حتمية، لدى مختلف فئاته، وخاصة لدى الفئات التي تواجه عسفاً وقمعاً مباشراً من النظام، كما هي الحال في المناطق التي تتعرض لحملات أمنية أمثال حمص ودير الزور وحماة». وعن وجهة نظر السوريين المقيمين في أوروبا، يضيف: «في الخارج يبدو السوريون أكثر تفاؤلاً من أبناء جلدتهم في الداخل السوري، يختلط تفاؤلهم برغبة عارمة في العودة إلى الوطن من دون اشتراطات أو تنازلات، وخاصة أن كثيرين منهم مبعدون أو منفيون، أو ممنوعون من دخول الوطن». ويتابع: «هؤلاء يتفاءلون بكل خبر يأتي من سوريا، يترجمونه على مقاساتهم، فإن كان خيراً هللوا له، وإن كان شراً، رأوا فيه تعجيلاً جديداً في سقوط النظام. هؤلاء لا يمتلكون سوى التفاؤل سلاحاً».
ويربط سعيد الأزمة السورية الأخيرة، وحراك الشارع والتظاهرات التي خرجت في مدن ومناطق سورية مختلفة، بواقع سوريا السياسي منذ وصول حزب البعث إلى السلطة، ويقول: «لقد أثبت الشارع السوري قدرة خارقة في سباق التحمل هذا الذي يعيشه مع السلطة؛ فعندما بدأت الأحداث في آذار وضع السوريون التجربة المصرية نصب أعينهم كمثال يحتذى به، وعندما امتدت لشهرين لاحقين، برروا لأنفسهم بأن النظام السوري يختلف عن المصري، وهو أكثر قوة وصبروا، وقبل رمضان بشهر، وعدوا أنفسهم برمضان ليكون خاتمة الحراك الاحتجاجي». ويضيف: «لكن السوريين أعادوا حساباتهم بعد أيامه الأولى، فوجدوا أن شهراً واحداً لا يكفي لإنهاء نظام يرد بالعنف، لذلك يجري الحديث اليوم في الشارع السوري عن مهلة عام أو ربما أكثر، تستمر فيها التظاهرات والضغوط المفضية حتماً إلى رحيل النظام». ويتابع: «الجميع في سوريا متفائلون بحل مفاجئ، له نكهة الأسطورة، لكنهم في الوقت ذاته راضون عن غياب هذا الحل الأسطوري، متذرعين بصبر متين يزيدهم يوماً بعد يوم إصراراً على التظاهر السلمي».
باختصار، يمكن القول إن السوريين صاروا يرغبون في نهاية قريبة لما تشهده بلادهم من أحداث. أي نهاية يمكنها أن تنهي ما يسيطر عليهم من قلق وإحباط.

طهران تحذّر من التدخل الأجنبي




جددت ايران أمس تحذيرها من أي تدخل في الشأن الداخلي السوري، فيما تمسكت الحكومتان المصرية والأردنية بموقفهما الداعي إلى وقف العنف والمضي قدماً في الاصلاحات

شهد اليومان الماضيان سلسلة جديدة من المواقف تجاه مجريات الأحداث في سوريا، تخللهما تأكيد اقليمي وعربي على ضرورة اعادة الاستقرار إلى سوريا، وتهديد أوروربي بمزيد من العقوبات. الموقف الأكثر وضوحاً لجهة دعم الحكم السوري عبّر عنه أمس المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، مشدداً على أن ما يحدث في سوريا شأن داخلي، ومحذراً من أن أي تدخل أجنبي سيفاقم الأوضاع ولا مبرر له.
وأضاف مهمانبرست «أن الإخلال بالأمن الداخلي السوري يحصل من جهات خارجية وبأهداف خاصة» مشيراً إلى أن إسرائيل هي «المستفيد الوحيد من حالة عدم الاستقرار في سوريا». ودعا بلدان المنطقة الى المساعدة على إعادة الهدوء والاستقرار في سوريا ، لافتاً إلى أن تل أبيب تشعر بالخطر الدائم من الصحوة التي تشهدها المنطقة.
من جهته، لخص رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي السياسة الايرانية تجاه سوريا بالقول «في ما يتعلق بسوريا فإننا نواجه خيارين؛ الأول هو أن نضع سوريا في فم الذئب الذي يدعى أميركا ونغير الظروف بطريقة تجعل حلف شمالي الأطلسي يهاجم سوريا، وهذا يعني إضافة مأساة أخرى إلى مآسينا في العالم الإسلامي». وأضاف «الخيار الثاني هو أن نساهم في إنهاء الاشتباكات في سوريا، مصلحة المسلمين تقتضي أن نحشد أنفسنا لدعم سوريا بوصفها مركزا للمقاومة الفلسطينية».
أما عربياً، فذكرت وكالة الانباء الاردنية «بترا» أن رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت شدد خلال اتصال هاتفي أجراه أول من أمس مع رئيس الوزراء السوري عادل سفر على «ضرورة وقف العنف فوراً والبدء بتنفيذ الاصلاحات والاحتكام الى منطق الحوار». وقالت الوكالة الاردنية إن البخيت لفت إلى تنامي الغضب العالمي «وتبلور حالة من شبه الإجماع الدولي في رفض استمرار هذه المشاهد وضرورة وقفها فورا».
من جهته، جدد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، إعلان موقف بلاده من ضرورة قيام النظام السوري بوقف القتل وسفك الدماء، وتطبيق ما وضعه بنفسه على الطاولة من إلغاء لقانون الطوارئ ووضع دستور جديد وإشراك كافة الأطراف في الحوار وإجراء انتخابات وفقاً لإطار وجدول زمني محدَّد.
وأضاف عمرو، في حديث لصحيفة الأهرام المصرية، «اننا نريد تجنّب تدويل المشكلة السورية ويكفي المنطقة ما حدث حتى الآن ولا نريد تدويلاً جديداً».
وحول ما إذا كان يتعين على «مصر الثورة» أن تتخذ قرارات محدَّدة لدعم الشعب السوري مثل سحب السفير، أشار عمرو إلى أن موقف مصر واضح تماماً بكونها أول دولة عربية أصدرت بياناً عن الشأن السوري، «ونحن لدينا مواقفنا الخاصة النابعة من قناعتنا ووضعنا بالمنطقة ولسنا متحالفين مع الغير».
في هذه الأثناء، دعت المانيا الى فرض مزيد من العقوبات على سوريا في اطار الاتحاد الأوروبي وحثت مجلس الأمن الدولي، الذي من المتوقع أن يعقد جلسة غداً على مناقشة الحملة الأمنية في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية اندرياس بيشكه، إن أنباء قصف القوات السورية لمدينة اللاذقية بنيران الدبابات والسفن الحربية تمثل سبباً جديداً لإرسال رسالة أقوى وزيادة عقوبات الاتحاد الأوروبي. وأضاف «هذا الاستخدام الحالي للعنف لا يمكن تبريره أخلاقياً أو في إطار القانون الدولي بأي حال من الأحوال. نحن ندعو الى أن يتصدى مجلس الأمن الدولي لقضية سوريا من جديد هذا الأسبوع».
إلى ذلك، نصحت الفيليبين رعاياها بمغادرة سوريا بعد تصاعد العنف فيها، مشيرة الى أنها ستنفذ ترحيلاً طوعياً للفيليبينيين الراغبين في ترك البلاد.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

أنقرة توجّه «الكلمات الأخيرة» لدمشق



بعد مضي أسبوع على زيارته سوريا ولقائه الرئيس، بشار الأسد، لحث السلطات السورية على وضع حد للعنف وإجراء إصلاحات، وجه وزير الخارجية التركي، احمد داوود أوغلو، أول من أمس رسالة تحذيرية إلى السلطات السورية، داعياً اياها إلى وقف عملياتها العسكرية فوراً ومن دون شروط، ومحذراً الرئيس السوري بشار الأسد من أن هذه هي «الكلمات الاخيرة» لتركيا، في وقتٍ عادت الأنباء عن احتمال اقدام تركيا على اقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا. مستخدماً اشد لهجة للتصريحات التركية بشأن سوريا حتى الآن، قال داوود أوغلو في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس «هذه كلمتنا الأخيرة للسلطات السورية، أول ما نتوقعه هو أن تتوقف هذه العمليات على الفور وبلا شروط». واضاف«إذا لم تتوقف هذه العمليات فلن يبقى ما نقوله بخصوص الخطوات التي ستتخذ». وفي تأكيد أن الحكومة التركية لا تزال تتواصل مع السلطات السورية، قال داوود أوغلو «أجرينا اتصالات وكررنا مطالبنا وشددنا على توقعاتنا»، لكنه نفى بشدة الادعاءات القائلة بأن تركيا أعطت سوريا مهلة لوقف العمليات العسكرية. من جهةٍ ثانية، أشار وزير الخارجية التركي، إلى أن «الجيش السوري انسحب بالفعل من بعض المناطق بعد المحادثات التي أجراها مع الرئيس بشار الأسد في دمشق يوم الثلاثاء الماضي»، «لكنه للأسف استأنف العمليات العسكرية التي أدت إلى مقتل كثير من المدنيين، ولا يمكن اعتبار كل ذلك معذوراً»، ومؤكداً أن «من منظور حقوق الإنسان لا يمكن النظر إلى ذلك على أنه شأن داخلي». وقال ان رسالته للحكومة السورية هي أن تتوقف جميع العمليات في المدن الكبيرة فوراً وأن يسحب الجيش من المدن وإعادة الحياة إلى وضعها الطبيعي، مشدداً على أن بلاده تريد الإسراع في تنفيذ ما اتفق عليه مع الأسد في دمشق أخيراً بشأن الأوضاع الراهنة في سوريا. في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية التركي اتصالاً هاتفياً بنظيره الايراني، علي أكبر صالحي تخللته مناقشة للتطورات في المنطقة عموماً وسوريا خصوصاً، بالاضافة إلى تواصله مع كل من وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو والأردني ناصر جودة، للغاية نفسها.
من جهةٍ ثانية، عاد الحديث عن امكانية اقامة تركيا منطقة عازلة على حدودها مع سوريا، بعدما أشارت شبكة الاذاعة التركية «سي أن ان» إلى الموضوع، من دون أن تحدد المصدر الذي افادها بهذه المعلومات، او تقدم تفاصيل حول شكل المنطقة العازلة وما اذا كانت ستتضمن دخولاً إلى الأراضي السورية. إلا أن مصادر في الخارجية التركية اكدت أن لا خطط لإقامة منطقة عازلة على الحدود.
(الأخبار)



إسبانيا عرضت استقبال الأسد وعائلته!

أفادت صحيفة «ال باييس» الإسبانية، أول من أمس، بأن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو (الصورة) أرسل في تموز الماضي «سراً» مستشاره الخاص بيرناردينو ليون ليقترح على الرئيس السوري بشار الأسد «خطة انتقالية لحل سلمي للثورة». واشتمل اقتراح ليون على ثلاث نقاط، هي: الوقف الفوري لعمليات القمع، عقد مؤتمر وطني في مدريد تحضره جميع أطراف النزاع السورية، وتحديد جدول زمني للانتقال وتأليف حكومة جديدة تضم أعضاءً من المعارضة. وبحسب الصحيفة، قوبل الاقتراح برفض سوري. كذلك، نقل عن ليون قوله عند عودته: «أشعر بأن الأسد لن يتنازل عن أي شيء أساسي»، مضيفاً: «إن الأشخاص الذين حاورتهم كانوا بعيدين عن الواقع». وأوضحت أن الحكومة أبدت «استعدادها لتقديم ملجأ للأسد وعائلته في إسبانيا».
(أ ف ب)

المعلم: انكشفت «أبعاد التآمر»

شدد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم على انكشاف أبعاد وخلفيات عملية التآمر التي تستهدف سوريا. وأشار خلال إطلاعه مجلس الوزراء السوري على عرض سياسي لتطورات الأوضاع الجارية في سوريا، إلى أن أعمال التحريض والتشويه للحقائق التي تقوم بها بعض الدول لاتخاذ مواقف ضغط على سوريا تحت ذريعة وقف العنف، متجاهلةً أن جرائم المجموعات المسلحة هي سبب العنف.
(الأخبار)

عاة سعوديون يطالبون بتأييد مطالب الشعب السوري

أصدر نحو 50 داعية سعودياً بياناً هو الثالث من نوعه، دعوا فيه إلى تأييد المطالب الساعية إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ودعوا الحكومات العربية والإسلامية إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية معه والعمل على محاصرته وعزله سياسياً واقتصادياً. ووجه البيان نداءً إلى أفراد القوات المسلحة السورية، وأجهزة الأمن في سوريا لـ«الانحياز إلى شعبهم»
(يو بي آي)