شهدت العاصمة الصومالية مقديشو أمس حدثاً مأساوياً راح ضحيته نحو مئة قتيل، بعدما شنّ مقاتلون من حركة الشباب الإسلامية هجوماً بشاحنة ملغومة على مجمع حكومي وسط المدينة، في أعنف هجوم تنفذه الحركة منذ بدء حملتها عام 2007.وذكرت إذاعة «شابيل» الصومالية أن انفجاراً ضخماً استهدف مجمعاً يضم أربع وزارات في منطقة يطلق عليها اسم «كيلومتر 4» من العاصمة مقديشو، وأدى إلى مقتل أكثر من مئة شخص معظمهم من الطلاب الذين كانوا استدعوا للخضوع لامتحانات. ونقلت الإذاعة عن شهود أنهم شاهدوا جثث أكثر من مئة شخص، إضافة إلى عشرات المصابين.
لكن منسّق خدمات الإسعاف علي موسى أبلغ وكالة رويترز قائلاً «نقلنا 65 جثة و50 مصاباً»، مشيراً إلى أنه «ما زال البعض في المكان، ومعظم المصابين يعانون من حروق».
بدوره أعلن المتحدث باسم قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال بادي أنكوندا أن بين القتلى طلبة وجنوداً من القوات الحكومية.
في المقابل، أعلن متحدث باسم حركة الشباب لـ«رويترز» أن «حركة الشباب هي التي نفذت الهجوم. كان هدفنا الوزارات»، فيما قال مسؤول في الحركة، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس»، «استشهد أحد مجاهدينا لقتل مسؤولين من الحكومة الفدرالية الانتقالية وجنود من قوات الاتحاد الأفريقي ومخبرين كانوا داخل» المبنى الحكومي حيث وقع الهجوم.
وسحبت حركة الشباب، التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير أمس، غالبية مقاتليها من مقديشو في آب الماضي، ما أتاح للقوات الحكومية وجنود الاتحاد الأفريقي السيطرة على أغلب أجزاء العاصمة، لكنّ المقاتلين توعدوا بمهاجمة منشآت حكومية. وقال مسؤول في الأمم المتحدة «منذ انسحاب الشباب من مقديشو أصبحنا قلقين على نحو متزايد من التحول نحو هجمات أقوى وممارسات على غرار الممارسات الإرهابية».
وأضاف «نحذّر منذ زمن طويل من أن الوضع هناك ما زال هشاً.. القطاع الأمني لم يصل بعد إلى درجة تمكنه من الحماية من الهجمات. قوات الاتحاد الأفريقي في الصومال تعاني ضغطاً شديداً، وهي في حاجة ماسة إلى موارد إضافية».
(أ ف ب، يو بي آي)