ذكرت وسائل الإعلام الكويتية، أمس، أن نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح قدّم استقالته على خلفية قضية الإيداعات المليونية التي يشتبه في أن مسؤولين متورطين فيها، فيما يتوقع أن يكشف اليوم عن مستندات بهذا الشأن في تجمع ساحة الإرادة اذا لم يردّ الوزير على أسئلة الاستجواب.ووفقاً لمصادر صحيفة «الأنباء»، فإنّ محمد الصباح «لم يحضر اجتماع مجلس الوزراء أمس وأنه تقدم باستقالته من الحكومة، واستقبله ولي العهد الشيخ نواف الأحمد». وعللت المصادر نفسها عدم حضوره الاجتماع بأن «هناك أنباء عن تفضيله خيار الاستقالة إذا لم تقم الحكومة بإصلاحات حقيقية إزاء قضية الإيداعات المليونية والشبهات التي تدور حولها».
وكان الشيخ محمد الصباح قد اعتذر عن عدم حضور الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة لبحث الوضع في سوريا قبل أيام وترأس وفد الكويت وكيل وزارة الخارجية خالد الجار الله.
واذا ما قبلت الاستقالة، يكون الشيخ محمد ثاني عضو بارز في الاسرة الحاكمة يغادر الحكومة منذ حزيران بعد نائب رئيس الوزراء الشيخ احمد الفهد الذي استقال على خلفية نزاع مع رئيس الوزراء. وذكرت مصادر نيابية كويتية قريبة من وزير الخارجية أن الاستقالة جاءت على خلفية التوتر السياسي في الكويت، والذي أقحمت وزارة الخارجية فيه، وقد كانت تاريخياً في منأى عن التجاذبات الداخلية.
وأثنى النائب سعدون حمادي على خطوة وزيرالخارجية، وقال إنّ الشيخ محمد الصباح من الوزراء المشهود لهم بالكفاءة، والعمل على تدعيم السياسة الخارجية، فيما وصفه النائب سعد زنيفر بأنه قائد الدبلوماسية الكويتية واستطاع خلال عمله أن يحافظ على سياسة الكويت المتوازنة ويقوي علاقاتها بالدول الصديقة والشقيقة، ويتميز بالشفافية والوضوح.
وتأتي هذه الاستقالة بعد ساعات على مؤتمر صحافي عقده النائب مسلم البراك من «التكتل الشعبي» وقال فيه إنه سيعرض في ندوة اليوم في تجمع «السيادة للأمة» في ساحة الإرادة صوراً من تحويلات مالية قال إن رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد قد قام بها عبر نائبه محمد الصباح. ودعا الأخير الى عدم التأخر في الإجابة عن أسئلته بهذا الخصوص قبل الساعة الثانية بعد ظهر اليوم. وحذّر من أنه إذا كشف ما لديه من مستندات فستكون الحكومة مسؤولة عن كشفها وليس هو. وقال «واذا لم يجاوبني أو جاءت إجابته مبتورة فسأعرض ما لدي من مستندات غداً في ساحة الإرادة أمام الشعب والأمة التي هي مصدر السلطات، وهو يعلم أن الإجابة تحت يده»، بحسب ما أوردت صحيفة «القبس».
وأشار البراك الى أن الشعب الكويتي وصل إلى أقصى مراحل الغضب والمرارة، ولا بد من محاسبة من أوصل الشعب إلى هذه الأمور، وأن الفساد تحول إلى مؤسسة لها وزراؤها وإعلامها وأطراف تستفيد من مقدرات الشعب الكويتي. وقال إن تجمع ساحة الارادة اليوم يتضمن رسالة للأمير ولكل الأطراف بأن الشعب غاضب من الأوضاع التي تعصف بالبلاد، وإن «هناك من يحاول أن يوصل لمركز القرار أن الحاضرين بساحة الإرادة سكرتارية النواب وبعض الأشخاص الذين يقبضون 15 ديناراً». وأضاف أن «الأربعاء هو موعد مع الثائرين ونقول لناصر المحمد ارحل، الكويت تستحق الأفضل والشعب كفيل بإقصائك، وأقول لوزير الخارجية: العلم بين ضلوعك». ووحد نواب المعارضة، الليبراليون والقوميون والاسلاميون، صفوفهم في مواجهة الحكومة على خلفية فضيحة الفساد التي تتعلق باتهامات لنواب موالين للحكومة بقبول رشى تناهز 350 مليون دولار، فيما توجه أصابع الاتهام الى الحكومة نفسها بما هي مصدر لهذه الأموال. وفتح القضاء تحقيقاً يشمل الحسابات المصرفية لـ14 نائباً على الأقل من أصل 50 نائباً في البرلمان، وقد يكون هذا العدد مرشحاً للارتفاع.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)