تسريع وتيرة الاستيطان وتجميد مؤقّت للأموال الفلسطينيّة

اتخذت اسرائيل أمس قراراً بتسريع وتيرة الاستيطان والتجميد المؤقت لتحويل الأموال الى السلطة الفلسطينية، في رد فعل أولي على قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) قبول فلسطين دولة كاملة العضوية. ووصفت السلطة الفلسطينية الموقف الاسرائيلي بأنه مدمر لمسار السلام وغير إنساني
لجأت الدولة العبرية أمس إلى إعلان تسريع وتيرة الاستيطان والتجميد المؤقت لتحويل الاموال العائدة الى السلطة الفلسطينية، تعبيراً عن استيائها من قرار قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو). وأفاد مصدر رسمي اسرائيلي بأن دولة الاحتلال ستبني ألفي وحدة سكنية استيطانية، بينها 1650 مسكناً في القدس والباقي في مستوطنتي معاليه ادوميم وعفرات (جنوب بيت لحم في الضفة الغربية). كذلك تحدث عن اتخاذ قرار بأن «يتم بصورة مؤقتة، وبانتظار اتخاذ قرار نهائي، تجميد نقل الاموال المخصصة للسلطة الفلسطينية». ولفت إلى أن «هذه الاجراءات اتخذتها الحكومة المصغرة التي تضم الوزراء الثمانية الرئيسيين برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وهي بمثابة رد بعد تصويت اليونيسكو»، وذلك بعدما وصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار بأنه «مناورة فلسطينية آحادية، لن تقود الى أي تغيير في الواقع، بل ستبعد فرص التوصل الى اتفاق سلام». وأكدت اسرائيل عبر بيان صادر عن وزارة الخارجية ان قرار اليونيسكو «لن يؤدي الى تحويل الكيان الفلسطيني الى دولة فعلية، بل سيراكم صعوبات زائدة على طريق المفاوضات».
من جهتها، علقت الرئاسة الفلسطينية على القرار الاسرائيلي بتسريع وتيرة الاستيطان، واصفةً اياه بأنه «يعجل بتدمير عملية السلام»، فيما وصفت الوقف الاسرائيلي المؤقت لنقل الاموال للفلسطينيين بأنه «غير انساني».
وجاءت خطوات دولة الاحتلال بالتزامن مع بروز تقارير اسرائيلية أشارت الى وجود خشية في تل أبيب من أن يُشكِّل القرار سابقة تؤدي الى موجة اعترافات إضافية بالدولة الفلسطينية، قبل جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، لمواصلة المناقشات حول الموضوع خلال الشهر المقبل.
وفيما يبدو أن اسرائيل تحمّل الاتحاد الاوروبي مسؤولية قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في اليونيسكو، لأنها لم تحل دون الوصول الى ذلك، فإن ما عزز الخيبة في تل ابيب هو أن 14 دولة فقط في العالم تعارض هذا المسار شكرتها الدولة العبرية على اساس أنها «اظهرت حس المسؤولية وعارضت القرار ضمن اطار الجمعية العامة لليونيسكو».
ووصف مصدر سياسي اسرائيلي ما جرى بأنه «أمر غير بسيط، وينبغي التعامل معه بجدية ». ورأى مصدر آخر أن «هذا الأمر خطر على اسرائيل لأنه يمكن ان يؤدي الى تغيير ديناميكا الحديث الداخلي، سواء في الدولة العبرية او في السلطة الفلسطينية، ويقود الى تغيير الحديث من دولتين الى الحديث عن دولة ثنائية القومية».
في غضون ذلك، رأى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أن تجميد الولايات المتحدة مساهماتها المالية في منظمة اليونيسكو بعد قبول عضوية فلسطين فيها «مؤشر سلبي على امكانية نجاح جهود السلام» بين الفلسطينيين واسرائيل، فيما أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أن «تصويت 107 دول، بينها دول أوروبية مهمة، يعكس حجم تأييد المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وعلى رأسها حقه في إقامة دولته الحرة المستقلة ذات السيادة».
وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست إن «انضمام فلسطين خطوة رمزية للدعم العالمي لحقوق الشعب الفلسطيني»، معتبراً ان قرار واشنطن بوقف التمويل يقلل من «شرفها».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)




أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن تجميد واشنطن تمويلها لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونيسكو) «مؤسف». وقال للصحافيين في العاصمة الاماراتية «انه لمن المؤسف للغاية ان تحرم الولايات المتحدة اليونيسكو من مساهمتها» بعد حصول فلسطين على عضوية كاملة في المنظمة. واضاف «اعتقد ان طلب العضوية في اليونيسكو طلب مشروع من» السلطة الفلسطينية.
ولم تنتظر واشنطن طويلاً لمعاقبة «اليونيسكو» بعد الموافقة على منح فلسطين عضوية كاملة فيها، فأعلنت التعليق الفوري لتمويلها للمنظمة.
وأكدت ادارة الرئيس باراك اوباما انها ملتزمة بقانونين اقرهما الكونغرس في 1990 و1994، يحظران تمويل اي وكالة تابعة للامم المتحدة تمنح فلسطين العضوية الكاملة، ما لم يتم التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط.
(أ ف ب)