رام الله | رغم أن الفلسطينيين لم يتمكنوا من الوصول إلى تسعة أصوات في مجلس الأمن استعداداً للتصويت المرتقب على طلب فلسطين لنيل العضوية الكاملة، تواصل الإدارة الأميركية ضغوطها وتحاول استكشاف رد الفعل الفلسطيني على الفشل المتوقع في مجلس الأمن، وخصوصاً بعد تصريحات الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة عن «استعداد السلطة لخيارات ستغير وجه منطقة الشرق الأوسط».وكشفت مصادر فلسطينية عن اتصالات أميركية جرت مع القيادة الفلسطينية في اليومين الماضيين. وبحسب المصادر «فإن الرئيس عباس لم يبلغ الأميركيين بنواياه، واكتفى بالحديث معهم عن ضرورة وقف التعامل مع الملف الفلسطيني بهذه الطريقة»، ما استدعى اتصالاً من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعباس.
من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تيسير خالد لـ«الأخبار» الضغوط الأميركية على عباس وعلى القيادة الفلسطينية، مشيراً إلى أنها «ليست لمنعنا من التوجه إلى مجلس الأمن فقط، بل الأمم المتحدة، لأنهم يعتقدون بأن ذلك يمثل خطاً أحمر» بالنسبة إليهم، لكونهم لا يمتلكون الفيتو هناك، وإنما فقط في مجلس الأمن. لكنه شدد على أن «هذه الضغوط والرسائل سوف لن تجد آذاناً صاغية لدى القيادة الفلسطينية». وأقرّ بأن الضغط الأميركي ـــــ الإسرائيلي نجح إلى حد كبير في أوروبا، حيث إن بريطانيا وفرنسا والبرتغال ستمتنع عن التصويت.
بدوره، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، أن نقاش الطلب الفلسطيني في مجلس الأمن الجمعة ليس المسعى الأخير للقيادة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وذلك في معرض اشارته إلى أن اللجنة التي شكلها مجلس الأمن لطلب عضوية فلسطين ستسلم تقريرها رسمياً لمجلس الأمن خلال ساعات لافتتاح النقاش حوله الجمعة، فيما أظهرت التسريبات أن الطلب الفلسطيني سيواجهة هزيمة في مجلس الأمن وسط تزايد القلق من رد فعل الفلسطينيين.
وفي السياق، أكدت مصادر فلسطينية «أن السلطة بعثت برسائل واضحة وحاسمة للإدارة الأميركية وإسرائيل بأنها ستقوم بحل السلطة الفلسطينية فعلياً في حال عدم حدوث أي تقدم نوعي في عملية السلام ووقف إسرائيل الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، والإفراج عن أموال الضرائب التي جمدتها إسرائيل».
كذلك تشير المعلومات إلى عقد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى اجتماعاً مع مسؤولين إسرائيليين أمنيين وسياسيين، حيث نقل إليهم التهديدات، بينما نُقل عن عباس تأكيده في اجتماعه الأخير مع قادة الأجهزة الأمنية أن «الوضع خطير جداً وأنه لن يتراجع عن التوجه للأمم المتحدة مهما كلف من ثمن».
في هذه الأثناء، تستمر المحاولات الأميركية لإحياء عملية السلام المتعثرة، بعدما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية، فيكتوريا نولاند أن مبعوثي اللجنة الرباعية الدولية للوساطة في عملية السلام بالشرق الأوسط، الذين سيلتقون مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كل على حدة يوم الاثنين في القدس المحتلة، سيعملون «على تشجيع الطرفين على تقديم مقترحات محددة بشأن الارض والمخاوف الامنية».