واشنطن | يصبّ المرشحون الجمهوريون لنيل ترشيح حزبهم لانتخابات الرئاسة الأميركية هجومهم على السياسة الخارجية للرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي يتهمونه بالتخاذل عن تقديم الدعم اللازم لاسرائيل، كما انه لم يتعامل بحزم مع اعداء واشنطن مثل ايران وجماعة حزب الله والفلسطينيين، وهو ما أدى، حسب رأيهم، الى اتساع نطاق تأثير هذه الأطراف في مناطق اخرى من العالم. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أن الجلسة الاخيرة من سلسلة النقاشات التي اجراها الحزب الجمهوري حول الانتخابات الرئاسية المقبلة بلورت مخاوف الجمهوريين من مغبة «مد اسلامي متشدد» في قارتي أميركا الوسطى والجنوبية، حيث زعم المرشح الجمهوري ريك سانتروم أن حزب الله اللبناني يعمل مكثفاً في المكسيك وفنزويلا ودول اميركا اللاتينية، ما يشكل «تهديداً وشيكاً».
ويسعى المرشحون الجمهوريون إلى الإعلان أن اوباما غير جدير بالثقة لكي يتعامل مع قادة اسرائيل، مستدلين في ذلك بالحديث الخاص الذي كشف عنه الشهر الماضي بين الرئيس ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث ابدى اوباما تعاطفاً مع ساركوزي حين وصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «بالكذاب».
وقد سبق لرئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون باينر أن هاجم الشهر الماضي تأكيدات الرئيس اوباما بأنه فعل لأمن اسرائيل «اكثر من اي ادارة سابقة». وقال باينر، على صفحته الرسمية على فايسبوك، «هل تمزح؟». واضاف: «هذا البيت الابيض هو نفسه الذي يريد من اسرائيل الانسحاب الى حدود 1967 التي لا يمكن الدفاع عنها. لقد علمني اصلي ان اقف الى جانب اصدقائي، خاصة من يقفون الى جانبنا دائماً».
كذلك يشكو الجمهوريون من ان اوباما حابى الفلسطينيين على حساب اسرائيل. كما أغضب الاسرائيليين في أيار الماضي عندما أيد في خطاب له هدف الفلسطينيين في ان تكون حدود الدولة التي يسعون إلى إقامتها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة هي الحدود التي كانت قائمة قبل حرب 1967 مع تعديلات على حدودها تشمل تبادل اراض متفق عليها كنقطة البداية في طريق حل الصراع العربي- الاسرائيلي. وقال مسؤول أميركي سابق «هناك الكثير من الوقائع تحرك فيها الاسرائيليون دون ابلاغ الولايات المتحدة مسبقاً، لهذا يجب الا نفترض دائماً درجة من التنسيق بين واشنطن واسرائيل مقدما، في ما يتعلق بكافة القضايا».
وفي السياق، قال المرشح الجمهوري ميت رومني انه سيتبع سياسة مناقضة لسياسة الرئيس اوباما في الشرق الاوسط. ووعد بتعزيز الروابط مع اسرائيل اذا انتخب رئيساً العام المقبل.