غداة التظاهرة التي شهدتها مدينة بنغازي الليبية احتجاجاً على سياسة السلطات الليبية الحالية، أكد مصدر موثوق في المجلس الوطني الانتقالي، عزم المستشار مصطفى عبدالجليل تقديم استقالته خلال الأسبوع الجاري، حسبما ذكرت صحيفة «برنيق» الليبية. وبحسب موقع «إيراسا» الالكتروني الليبي، فإن عبد الجليل اتخذ هذا القرار في رد فعل على التظاهرات التي نقلتها إحدى القنوات الليبية ووجهت عبرها إساءة لشخصه مباشرة. وأشار المصدر إلى أن أعضاء من المجلس الانتقالي ومسؤولين في الحكومة يبذلون جهوداً حثيثة لثني رئيس المجلس عن قراره. من جهته، أكد المكلف الشؤون السياسية في المجلس الانتقالي فتحي باجا، أن «المجلس نفسه هو الذي دفع الشارع الى هذا الوضع»، معتبراً أن العديد من القادة الجدد منعزلون عن الشعب ومنتقداً عدم وجود شباب ونساء في الهيئات القيادية.
وفي محاولات ترطيب الأجواء مع عاصمة الثورة، أعلن عضو المجلس الانتقالي عبد الرزاق العرادي، في مؤتمر صحافي، ان «بنغازي ستكون العاصمة الاقتصادية لليبيا»، مضيفاً أنه سيتم نقل الوزارات المرتبطة بالنشاط الاقتصادي الى هذه المدينة الواقعة على بعد الف كيلومتر شرقي طرابلس.
في هذه الأثناء، التقى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه المستشار عبد الجليل أمس في طرابلس، التي زارها بدوره الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين احسان أوغلو، حيث التقى بعض المسؤولين الليبيين.
في هذا الوقت، يزور رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي اليوم روما، حيث من المتوقع ان يناقش معاهدة الصداقة بين روما وطرابلس الموقعة إبان حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في شهر آب من العام 2008. وسيلتقي عبد الجليل خلال زيارته روما كلاً من الرئيس الإيطالي جورجو نابوليتانو ورئيس الوزراء ماريو مونتي، ومن المزمع أن يزور الأخير العاصمة الليبية في منتصف كانون الثاني المقبل.
وكانت طرابلس قد أعلنت أمس «تحفظات» على «بعض النقاط» في معاهدة الصداقة، وقال وكيل وزارة الخارجية محمد عبد العزيز، إن «هناك عدداً من المسائل مضمنة بتلك الاتفاقية يتحفظ عليها الجانب الليبي وتحتاج إلى إعادة مناقشتها بين البلدين».
يشار إلى أن معاهدة الصداقة تتضمن التزام إيطاليا بتوفير الأرصدة المالية اللازمة لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية التي يتم الاتفاق عليها بين البلدين في حدود مبلغ 5 مليارات دولار، بمعدل ربع مليار دولار سنوياً على مدى عشرين عاماً.
الى ذلك، دعا عضو المجلس الانتقالي الليبي أحمد الزبير السنوسي الفائز بجائزة ساخاروف الاوروبية هذه السنة، العالم الغربي الى تغيير نظرته للشعوب العربية ومحاولة «تفهم» خياراتهم الإسلامية.
وقال السنوسي في ستراسبورغ، حيث تسلم الجائزة في مقر البرلمان الأوروبي، إن «صعود التيارات الاسلامية في العالم العربي هو نتيجة طبيعية للكبت المتراكم منذ سنوات طويلة. ان نظرتكم للاسلام وللمسلمين تقول انهم متطرفون. لكن هناك متطرفين في كل برلمانات العالم. هذه النظرة لشعوب بلداننا يجب ان تتغير. نطلب من اشقائنا في العالم الغربي ان يتفهموا».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)