غزّة ــ الأخبار على وقع أناشيد فرقة «الوعد» اللبنانية، احتفل أنصار «حماس» غزّة، أمس، بذكرى انطلاقة الحركة الـ24، وأكّد خلالها القيادي ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية، التمسك بخيار المقاومة لتحرير فلسطين من البحر الى النهر. وخطب هنية أمام الجماهير الغفيرة التي تجاوزت عشرات الآلاف، بينهم الأسرى المحررون من سجون الاحتلال، من على متن مسرح كان أشبه بمقدّمة سفينة حملت على ظهرها مجسماً للمسجد الأقصى، وارتصت على جوانبها مكعبات كبيرة، وحمل كل مكعب اسم أحد الأماكن التي ترمز للثورات العربية، كميدان التحرير وسيدي بوزيد، كما رُفعت أعلام الدول التي نجحت فيها الثورات في إسقاط الرئيس، فرُفعت أعلام تونس ومصر وليبيا، فيما لوحظ غياب أعلام سوريا واليمن والبحرين.
وقال هنية، في المهرجان الذي حمل شعار «وفاء الأحرار، يا قدس إنا قادمون»، إن «حماس وكياناتها تسير في مسارات متلازمة متزامنة الدعوة والجهاد والحكم والسياسة»، مضيفاً أنّ ذلك «أبلغ ردّ على من يظنون أو يتقولون أن «حماس» تراجعت عن خط المواجهة والمقاومة». وتابع «نقولها بوضوح، إن المقاومة المسلحة والكفاح المسلح هو الخيار الاستراتيجي لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وطرد الغزاة». واعتبر أن «حماس أضحت أحد المكونات الرئيسية للشعب الفلسطيني ولا يمكن تجاوزها».
وجدد هنية الالتزام بتحقيق المصالحة، لكنه شدد على أنها «لا يمكن أن تكون على حساب الثوابت والحقوق أو على حساب الانتخابات التي لا نخشاها».
وبما أن احتفال هذا العام يأتي في خضم الثورات العربية التي تعيد تشكيل المنطقة برمتها، أعلن هنية «تأييد «حماس» للثورات العربية وسعي الشعوب للتحرر من الأنظمة الاستبدادية». وقال «نحن نؤيد تحركات الشعوب العربية الثائرة لنيل حقوقها المسلوبة من أنظمة الاستبداد والقهر، ونرفض أي التفاف على الثورات وإرادة الشعوب العربية التي أخذت تختار الطريق وتقدم الأنسب لقيادة الأمة وتحريرها من التبعية».
من جهة ثانية، رفض هنية أي محاولة للعبث بالأمن المصري في سيناء، وقال «أمن مصر من أمن فلسطين، وإننا على استعداد للتعاون حتى نحفظ الأمن على الحدود بين فلسطين ومصر، وهذا ليس على حساب المقاومة»، محذراً من أن «يلعب الاحتلال على حبال العلاقات بيننا وبين أشقائنا لا سيما مصر».
وفي هذه المناسبة، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة «حماس»، أنها قتلت 1365 جندياً صهيونياً وجرحت 6411 آخرين منذ انطلاقها قبل نحو ربع قرن في مقابل 1848 شهيداً.