في مقابلة أولى مع الإعلام الإسرائيلي، شدد المتحدث باسم حزب النور السلفي المصري، يسري حمّاد، على التزام حزبه، الذي فاز بالمرتبة الثانية في الجولة الأولى من الانتخابات المصرية، اتفاقية كامب ديفيد بين القاهرة وتل أبيب، معرباً عن قبول الحزب بالتفاوض مع إسرائيل إن كانت هناك حاجة إلى تعديل بعض البنود فيها. وقال حماد، في مقابلة حصرية مع إذاعة الجيش الإسرائيلي أذيعت صباح أمس: «نحن لا نعارض الاتفاقيات التي وقّعتها الحكومات السابقة، وإذا كانت هناك بنود يرغب الشعب المصري في تغييرها، فإن المكان لذلك هو طاولة المفاوضات». أضاف: «نحن نحترم كل الاتفاقيات الموقعة مع كل الدول، بما في ذلك دولة إسرائيل».
ورداً على سؤال عن موقف حزبه من استقبال مصر لسائحين إسرائيليين، قال حماد: «لا شك، أي سائح يأتي إلى مصر مرحب به، ولا مانع لدينا من قدومهم (السياح الإسرائيليين) إلى بلادنا». وبدا حماد مهتماً بالدفاع عن صورة حزبه، فاتهم وسائل الإعلام ونظام حسني مبارك بتشويه صورة التيار الإسلامي وصورة الحزب الذي قال إنه لا يزال في طور التكوين ولا يزال خارج السلطة. وقال: «نحن لم ننتخب من أجل الحرب، فمصر بحاجة إلى إعادة البناء والسلام، وليس لدينا رغبة في إيجاد نزاعات إقليمية». وتوقع حماد أن يحصل حزبه على مقاعد أكثر في الجولة الانتخابية المقبلة بحيث تمثّل مفاجأة للمراقبين، مشيراً إلى أن نسبة التأييد للحزب في الوسط الشعبي تتجاوز النسبة التي كشفت عنها نتائج الانتخابات حتى الآن.
وكان يسري حماد قد قال لصحيفة «اليوم السابع» المصرية إن الحزب لديه استعداد لدراسة البدء في حوار مع الخارجية الإسرائيلية إذا تلقى دعوة رسمية بالحوار من طريق وزارة الخارجية المصرية، مشيراً إلى أن الحزب لم يتلقّ أي دعوة رسمية حتى الآن للحوار مع أي طرف خارجي. وفي مقابلة مع الصحيفة، أوضح حماد أن «هناك من يظن أننا إذا وصلنا إلى السلطة فسنعلن الحرب على إسرائيل، ونلغي اتفاقية كامب ديفيد، ونحن نؤكد أن هذا الكلام غير صحيح؛ لأننا إذا تسلمنا الدولة فسنحافظ على جميع الاتفاقيات الدولية، وإذا كان هناك من يشكو وجود نصوص مجحفة في هذه الاتفاقيات فسنبحث تعديلها من طريق المفاوضات»، مشيراً إلى أن المواطن المصري يرغب في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن حزب النور سيسعى فقط إلى ما يحقق المصلحة العليا للبلاد، وما يحافظ على حقوق الأخوة فى فلسطين».
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن حماد «خلافاً لشخصيات مصرية أخرى في عصر حسني مبارك، لا يخجل أبداً من الاتصال مع وسائل الإعلام الإسرائيلية ويرى في ذلك وسيلة لإيصال الرسائل إلى إسرائيل». ولفتت الإذاعة إلى أن حماد «بعد وقت قصير من تسجيل المقابلة مساء أول من أمس، كشف عن إجرائها في مقابلة مع صحيفة المصري اليوم وتحدث طويلاً عن الأمور التي قالها خلالها».
بدوره، رحب رئيس جهاز الموساد السابق، داني ياتوم، بالدعوات الصادرة من مصر، و«من كل الجهات»، للحوار مع إسرائيل، مشيراً إلى أن «كل صوت يدعو إلى الحوار معنا، فسنقول له نعم، وبالتأكيد يجب أن ندخل في حوار مع كل جهات القوة في مصر، من دون أي استثناء».
وأضاف ياتوم، في حديث للإذاعة الإسرائيلية أمس، إنه «بغية محاولة التأثير، ولو قليلاً، سنوافق على التحاور، لكن في الوقت نفسه، فإن الإيديولوجيا السلفيّة هي متطرّفة جدّاً، وهي في الواقع أكثر تطرّفاً من إيديولوجية الإخوان المسلمين، وأساسها في ما يتعلّق بدولة إسرائيل، هو أنّهم لا يريدون أن يروها موجودة على الخريطة وفي المنطقة. أما إذا غيّروا رأيهم، فعلى العكس تماماً، سنكون مسرورين جداً في التحدث معهم».