في الذكرى الثالثة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، أصدر مسؤولون عسكريون إسرائيليون تصريحات، أمس، تؤكّد أنّه لا مهرب من حرب جديدة على القطاع، رغم إقرارهم بأن قوة المقاومة العسكرية والاستخبارية قد تضاعفت منذ عملية «الرصاص المصهور»، بينما حذّرت المقاومة من أنها ستتصدى لأي عدوان محتمل، مشيرةً إلى أن العدو قد اتخذ قرار الحرب بالفعل. وقال القائد العام للقوات المشتركة الإسرائيلية، بني غانتز، إنه «لن يكون هناك مهرب من شن عملية نوعية على قطاع غزة». وحذّر من أن «الجيش يعرف كيف يتصرف على نحو تصميمي وهجومي وحاسم ضد أي تهديد إرهابي يأتي من غزة»، مشيراً إلى أن «أي عمل عسكري سيكون مخططاً وسريعاً». من جهته، أكّد أحد أبرز الضباط خلال «الرصاص المصهور»، العميد تسفيكا فوغل، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن الأمور في غزة تتجه إلى الأسوأ ولا تبشر بخير بالنسبة إلى إسرائيل. وقال إن «حماس» عززت قدراتها العسكرية «وأصبح من الواضح أنها تمتلك صواريخ من شأنها أن تصل إلى تل أبيب ومطار بن غوريون الدولي. أما في ما يتعلق بالدفاعات الجوية، فأشار فوغل إلى أن «هناك وسائل لم تكن موجودة خلال عملية الرصاص المصهور، وكذلك هناك تطور كبير في الوسائل القتالية ضد الدروع كمّاً وكيفاً، لا سيما أن المنظومة الداخلية الفاعلة لديهم (حماس) تعتمد على اتصالات مشفرة لا تكشف أماكن العمل، وقدرة استخبارية تطورت تطوراً ملحوظاً، ويجب أن نتذكر أنهم يستغلون منطقة سيناء كمنطقة لا نظير لها للتدريبات وجلب الوسائل القتالية». ولفت الضابط الإسرائيلي إلى أن التغيّرات التي تشهدها مصر «أثّرت سلباً على نشاطات الجيش الإسرائيلي في غزّة»، بما أن المقاومين باتوا «يعملون من قلب سيناء ونحن لا نستطيع أن نواجه دولة لنا معها علاقات دبلوماسية واتفاق سلام، ويجب ألا ننسى أن حركة حماس هي جزء من الإخوان المسلمين، الأمر الذي من شأنه أن يدفعهم إلى تجاهل كل ما تقوم به حماس في سيناء». ورأى فوغل أن «حقيقة فوز الإخوان المسلمين في مصر تدل على حياة مستقبلية مزدهرة في غزة من خلال فتح المعابر، الأمر الذي سيدفع باتجاه حياة مدنية أفضل بلا شك، ونحن لا نستطيع أن نتجاهل أمراً كهذا، ثم لا أريد أن استبق الأحداث وأتحدث عن حروب، إلا إذا طغى الجانب الإرهابي على الجانب المدني في غزة».
وعن الموضوع نفسه، حذّر قائد اللواء العسكري الجنوبي المرابط في محاذاة غزّة، العقيد تال حرموني، من أنّه «إذا تبيّن للجيش أنّ قيادة حماس تسمح لعناصر مختلفة بإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه النقب الغربي، فقد تُتّخذ خطوات أكثر إيلاماً من عملية الرصاص المصهور». وأعرب عن اعتقاده بأنّ «حماس» ربما «لم تدفع الثمن نفسه الذي دفعه حزب الله خلال حرب لبنان الثانية، لذلك فهي تسمح لنفسها بالرد على نشاطات» جيش الاحتلال.
على الجانب الفلسطيني، أكّدت «حماس» أنّها ماضية في مشروع المقاومة والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية، جازمةً بأنّها لن تقبل المساومة عليها بأي حال من الأحوال. ورأى المتحدث سامي أبو زهري أن جرائم الاحتلال في القطاع «صورة من صور حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا منذ احتلال أرضه في عام 1948»، داعياً «الأطراف المعنية والشعوب في العالم إلى التعامل مع الاحتلال على أنه الكيان الإرهابي الأخطر في العالم». بدوره، رأى القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، أن «الاحتلال في مأزق حقيقي، وأن قرار حرب جديدة على غزة قد اتُّخذ، «والمسألة مسألة وقت، ويجب علينا التنبّه والاستعداد جيداً»، داعياً إلى «إنشاء وحدة عمليات مشتركة تجمع كافة الفصائل الفلسطينية للاستعداد لما هو آتٍ».
(الأخبار)