سجّلت المبارزة الايرانية ــ الأميركية الحامية منذ 3 أيام، تصعيداً نوعياً أمس، بإعلان إيران رصد حاملة طائرات أميركية في المنطقة البحرية التي تجري فيها البحرية الايرانية مناوراتها منذ يوم السبت الماضي. وكشف الأمیرال محمود موسوي، المتحدث باسم مناورات «الولایة 90»، عن رصد حاملة طائرات أميركية وهي تعبر مضيق هرمز «من الخليج الفارسي للوصول إلى بحر عمان»، أي في المنطقة التي بدأت فيها طهران مناورات بحرية. وقال الاميرال محمود موسوي إن «طائرة مراقبة ايرانية تعرفت إلى حاملة طائرات أميركية في منطقة المناورات حيث تنتشر سفن ايرانية والتقطت صوراً وصورت أشرطة» لها. كذلك عرض التلفزيون الايراني هذه اللقطات التي تظهر عن قرب، حاملة طائرات اميركية تدخل من دون مواكبة «بحر عمان» من الخليج بعد عبورها مضيق هرمز. ورجحت الوكالات الدولية أن تكون حاملة الطائرات المذكورة أميركية من نوع «جون سي ستينس» التي تعد من أكبر القطع الحربية الاميركية. ورأى موسوي أن «هذا يثبت أن البحرية الايرانية تراقب كل تحركات القوات (الاجنبية) في المنطقة». وقال «ننصح القوات الاجنبية غير الاقليمية بأن تأخذ بجدية تحذيراتنا بعدم دخول منطقة المناورات وفقاً للقواعد الدولية». وحذّر من أنه «إذا لاحظنا أن سفن دول أجنبية لا تحترم المربع الامني للمناورات، فإننا سنتحرك ضدها بموجب القواعد الدولية». تطوّر سارعت الصين إلى التخفيف من حدته، وذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي، الذي أعرب عن أمل الصين «بإمكانية الحفاظ على السلام والاستقرار في المضيق (هرمز)» الذي يشكل ما بين ثلث و40 في المئة من حركة النقل البحري للنفط العالمي، والذي لا يتجاوز عرضه أكثر من 50 كيلومتراً وعمقه 60 متراً.
في غضون ذلك، رفضت إيران، أمس، على لسان نائب القائد العام للحرس الثوري الاسلامي، العمید حسین سلامي، التحذير الأميركي من مغبة إغلاقها مضيق هرمز، فأكد أن «الرد الايراني على أي تهديد (سيكون) بالتهديد». ورداً على تصريح قائد الأسطول البحري الأمیركي الذي قال إن واشنطن لن تسمح لإیران بغلق مضیق هرمز، أوضح سلامي أن «الأمیركیین لیسوا في مكانة ووضع یمكنهما بأن یسمحوا أو لا یسمحوا لنا، وهو أمر أثبته تاریخ النزاع بین ایران وأمیركا». وأشار سلامي إلى أنه فیما «لو تعرضت مصالح إیران الحیویة لأي تهدید، فإننا سنضع التهدید في مقابل التهدید ولن نتخلى عن تنفیذ استراتیجیتنا». وشدّد على أن الحرس الثوري سيعمل «بصورة أكثر عزماً واقتداراً في تنفیذ الاستراتیجیا الدفاعیة للدفاع عن القیم الحیویة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة». أكثر من ذلك، فقد جزم نائب القائد العام للحرس الثوري بأن بلاده «لن تستأذن أي دولة لتنفیذ استراتیجیاتها الدفاعیة»، مذكراً بأن بلاده، وعلى مدى الأعوام الـ33 الماضیة، أثبتت أنها نفذت اجراءاتها رغماً عن التدخلات الأمیركیة.
وكان نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي قد حذّر من أن إيران لن تسمح بمرور النفط عبر مضيق هرمز في حال فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على صادراتها النفطية، فرد الأسطول الأميركي الخامس بأنه لن يُسمح بتعطيل حركة الملاحة في المضيق.
(أ ف ب، إرنا، يو بي آي)