نيفين حمادةبعد حبّ كبير وعلاقة زوجية وغرامية تستمر لسنوات، يأتي قرار انفصال زوجين مفاجئاً للمحيطين بهما. القرار باستئناف التجربة مفاجئ أيضاً، وعادة ما يسأل المنفصلان كيف يمكن البدء من الصفر مجدداً، كيف ننسى الماضي؟
عن هذه الأسئلة أصدرت مجلة Psychologies ملفّاً في عددها الأخير، قالت فيه مستشارة الزواج والأسرة فرنسواز ساند أن استئناف علاقة قديمة بعد مدة طويلة من الانفصال، لا يعني أن قرار الانفصال كان خاطئاً، «في أيامنا يتخذ الأزواج بسرعة قرار الانفصال، لأنهم عندما يتعرّضون للمعاناة والمشاكل لا يبحثون عن حلول، ولا يدركون أن بعض المشاكل الزوجية لا بدّ منها في كل علاقة»، وأضافت «بعض المشاكل الزوجية لا تُحل إلا بابتعاد الزوجين، أحدهما عن الآخر لفترة».
ونصحت ساند الأزواج الذين يستأنفون علاقتهم بضرورة اتخاذ بعض الاحتياطات والابتعاد عن أسلوب التعامل الذي كان سائداً في العلاقة الأولى، وعليهم أن يدركوا أن العلاقة الجديدة ليست تكملة للعلاقة السابقة.
وفي ملف المجلة الفرنسية شهادة من امرأة في الخمسين، استأنفت علاقتها بزوجها بعد انفصال دام 15 عاماً، وقالت «في زواجنا الأول كنا مثل طفلين أنانيّين، أما الآن فقد عرف أحدنا الآخر من جديد، وأعاد كل منّا اكتشاف الخيارات الجنسية للآخر»، وأكدت أن «أحد مفاتيح نجاح العلاقة المستجدّة هي أن لا نحاول إصلاح الأشياء المتعلقة بالعلاقة السابقة».
المحلل النفسي إيف بريجون دعا «الشريكين العائدين لاستئناف علاقة قديمة» إلى اعتماد أسلوب جديد في التخاطب واختيار مفردات جديدة وإيجاد نقاط مشتركة بينهما لتدوم العلاقة الجديدة «يجب أن يجدا لغة حوار وتواصل مشتركة وحميمة ترتكز على الصفات التي يتمتع بها كل منهما، لا الصفات الناتجة من هوامات وتخيّلات أحدهما».
المحلّلة النفسية إيف بريجان لها رأي مغاير، فقد رأت أن مواجهة الماضي والقيام بجردة حساب لكل الأخطاء والهفوات في العلاقة السابقة أمر ضروري لبناء المستقبل، وأضافت «عند محاولة إعادة بناء علاقتنا من جديد علينا أن نتعالى على جراح الماضي، وننسى استياءنا من الآخر. لغة التواصل والحوار حتمية في العلاقة الجديدة». وأضافت أنه يتوجب على كل طرف أن يتفهّم أن شريكه صار مختلفاً عما كان عليه خلال علاقتهما الأولى «هو أكثر غموضاً وعلى الأزواج أن يفهموا أن الحياة الزوجية هي يوم حلو ويوم مر».
وماذا عن مرحلة الانفصال؟ المحلل النفسي جيل فورمي قال «لا شيء يجبرنا على التحدّث عن علاقاتنا ومغامراتنا خلال الانفصال، إنه خيار شخصي، ولكن البوح بما عاشه كل طرف خلال الانفصال قد يدعّم ثقة كل منهما بالآخر».


مجرد حنين

نبّهت فرنسواز ساند إلى أن الحنين إلى الآخر والرغبة في استعادته شعور يجب ألا يكون مرتبطاً بحاجة مادية أو بالإحساس بالوحدة والعجز عن مواجهة المستقبل وضغوط الأهل والأصدقاء


الاستقلالية

فشل العلاقة المتجددة له تأثير كبير على كلا الطرفين، «لذا يجب أن نفكر مليّاً قبل استئناف أية علاقة، ويجب أن نبتعد عن الأنانية ونعي أن لكل طرف رأياً وشخصية مستقلة عن الآخر»