محمود نديم وهبيدخل التاريخ بصفته أول قس يحكم دولة في أميركا اللاتينية، وكسر جليد حزب كولورادو الذي حكم بلاده واحداً وستّين عاماً. يقف اليوم رئيس الباراغواي الجديد فرناندو لوغو في دائرة الرؤساء كشجرة مثمرة يسرع بقية الحكّام إلى قطف ثمارها. القس لوغو، اليساري الذي حاربه الكثيرون، بات بعد أشهر قليلة من انتخابه الرئيس الأكثر تأييداً من شعبه في تاريخ الباراغواي. فبعدما فاز في الانتخابات بنسبة 41 في المئة في نيسان الماضي، أثبتت الإحصاءات حصوله اليوم على تأييد 93 في المئة من الشعب الباراغواني.
لعلّ السرّ يكمن في قربه من الفقراء، كقسّ، وكيساري، بالإضافة إلى الدعم الكبير الذي حصل عليه من الرئيس الفنزويلّي تشافيز صاحب الكاريزما، والمحارب الأوّل للامبريالية الأميركية. ورغم أن لوغو قد صرّح في ما مضى عن نيّته بناء علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، إلا أن زيارة تشافيز الأخيرة إلى الباراغواي لمّحت إلى احتمال انضمام الرئيس الباراغواني إلى لائحة الرؤساء اللاتينيين المعارضين لسياسة البيت الأبيض.
تشافيز خاطب شعب الباراغواي لأربعين دقيقة في ساحة سان بيدرو منذ أيام، وأوصل إليهم تحيّة القائد فيديل كاسترو، وكالعادة أمعن في انتقاد رأسمال الإمبريالية في العالم، الولايات المتحدة. كما أنّه يرى انضمام لوغو إلى حلفه سيخدم مخططه في إتمام ما بدأه ملهمه الراحل سيمون بوليفار برؤية قارة لاتينية حرّة وموحّدة وإنشاء قوّة شعبية قادرة.
كاسترو، تشافيز، موراليس، واليوم لوغو، والغد لناظره قريب. تدور بنا الأيام، يسقط رؤساء ويولد آخرون، والأحداث تتسارع في بقاع الكوكب الحي. وعلى أعتاب ما يُسمّى «اشتراكية القرن الحادي والعشرين» نطرح سؤالاً يصعب على الكثيرين طرحه:
هل بدأت نهاية الولايات المتحدة الأميركية؟