فتحت ورشة عمل البلديات، بشأن موضوع التواصل والشراكة بين المجتمع المدني والبلدية، آفاقاً واسعة أمام عدد من رؤساء البلديات الكبيرة في لبنان، الذين شاركوا في الورشة بدعوة من بلدية زغرتا إهدن. الندوة التي أقيمت في مبنى الجامعة الأنطونية في مجدليا زغرتا، الأسبوع الفائت استعرضت أهم المعوقات والمشاكل التي تعانيها المجالس البلدية في لبنان، وقدم المحاضرون خلالها عدداً من المقترحات التي من شأنها أن تسهم في بناء الثقة بين المواطن والمجلس البلدي.ورأى المجتمعون أن الانتخابات البلدية في لبنان تفرز مجالس بلدية مهمتها الأساس الاهتمام بشؤون الناس وقضاياهم وتأمين مصالحهم، إلا أن عمل هذه المجالس يبقى ناقصاً ما لم تنشأ عنه مشاركة حقيقية تؤمّن التواصل بين المجلس البلدي والمواطنين.
وأشارت آنا منصور، وهي خبيرة في العمل البلدي، الى «أن المواطن يسهم إسهاماً فعالاً في إنجاح العمل البلدي، من خلال تجاوبه والتزامه بالقرارات البلدية». وسلّطت الضوء على أمرين أساسيين في هذه العلاقة، هما «المشاركة والتجاوب»، وذلك من خلال إلقاء الضوء على آليات التواصل والمشاركة الكفيلة بإرساء الثقة بين السلطة البلدية والمواطنين، التي من شأنها أن تؤدّي إلى تجاوب المواطنين مع قرارات السلطة البلدية والتزامهم بها، لكونهم شاركوا في صناعتها، لكن هذه العلاقة وهذا الانفتاح دونهما مخاطر «أبرزها احتمال زيادة مطالب المواطنين على البلدية، التي قد تفوق إمكاناتها في مرات كثيرة، من هنا يولد تخوّف معظم البلديات من الانفتاح على المواطنين، لكونها تعتقد بأنها لن تستطيع تلبية كل مطالبهم، كما أن هذا التواصل قد يؤدي في مرات كثيرة إلى تفهم المواطنين لحدود موارد البلدية المالية، ويعيد صياغة الأولويات كما يراها هو وليس فقط كما يرتئيها المجلس البلدي، وهذا قد يؤدي أحياناً إلى تغليب المشاريع الطويلة الأمد على المشاريع القصيرة الأمد».