الطريق العام والطرق الفرعية في قرى غرب بعلبك تشهد ارتفاعاً في عدد الحوادث، متابعون يتحدثون عن "حلبات سباق" بين الشباب وآخرون يطالبون بحلول عملية ومنها إقامة مطبات تجبر السائقين على الإنتباه لما تحمله الطريق
رامح حمية
لم تعد حوادث السير والصدم تقتصر على الطرقات الدولية السريعة فقط، بل امتدت لتشمل أيضاً الطرقات الفرعية والثانوية في القرى، هكذا يمكن وصف المشهد في المنطقة المعروفة بـ "غربي بعلبك". فقد بدا لافتاً خلال الأسابيع الماضية حصول أكثر من عشرين حادثاً، سقط نتيجتها خمسة قتلى وعدد من الجرحى، وذلك على طريق عام غرب بعلبك، الممتدة من المشتل الزراعي عند نهاية بلدة السعيدة وحتى بلدة تمنين.
على طريق النبي رشادة - كفردين اصطدمت أمس سيارةمن نوع فولفو يقودها علي س. بعمود كهرباء، وذلك نتيجة السرعة الزائدة، فلم يتمكن من السيطرة على سيارته، وقد أدى الحادث إلى إصابة ابنته الطفلة بتول بكسور وجروح، ونُقلت إلى المستشفى للمعالجة.
الطريق التي تمر في بلدات كفردان ـ حدث بعلبك ـ النبي رشادة ـ طاريا ـ شمسطار ـ بدنايل- قصرنبا - تمنين، باتت تشكل مصدر خطر على السلامة العامة منذ تأهيلها قبل أشهر (آذار الماضي). خير دليل على خطورتها "ازدياد عدد حوادث السير والصدم عليها وبشكل ملحوظ"، بحسب ما أكد لـ "الأخبار" مسؤول أمني متابع، حيث وصل حد الخمسين حادثاً، في حين أن عدد القتلى بلغ خمسة منذ منتصف شهر آب الماضي. رأى المسؤول الأمني أن الطريق أصبحت "أكثر إغراءً لزيادة السرعة عند العديد من السائقين، خاصة أنها مفتوحة وتخلو من المنعطفات القوية والمطبات، حتى أنها تحولت في بعض الأماكن إلى ما هو أشبه "بحلبات سباق بين الشباب، وحتى للتنافس بين أصحاب الفانات"، وذلك في ظل غياب الرادع الأمني، بسبب ضعف الإمكانيات".
الشاب يعقوب حمية (17عاماً) توفي متأثراً بجراحه بعدما صدمته سيارة من نوع رانج روفر على طريق عام بلدته طاريا. أما سعيد مشيك (70 عاماً) فقد توفي قبل أسبوع حين فقد السيطرة على سيارته من نوع بيك ـ آب (تويوتا) واصطدامه بشجرة على جانب الطريق في بلدة كفردان، ما أدى إلى إصابته في رأسه. وعلى طريق بيت شاما ـ بدنايل توفي ثلاثة عمال سوريين في حادثي سير منفصلين، بعد اصطدام دراجاتهم النارية بسيارات أخرى. سُجل أيضاً إنزلاق سيارة من نوع نيسان مورانو على طريق بلدة طاريا مقابل البلدية، يقودها أ. شكر، واصطدمت بشجرة ثم انقلبت تحت الطريق.
الإرتفاع في معدل حوادث السير في غرب بعلبك، وازدياد عدد المتضررين منها، أثار حالة من الإستياء لدى الأهالي، الذين طالبوا البلديات ووزارة الأشغال، بالإسراع في معالجة المشكلة بواسطة تركيب مطبات وتفعيل دور الشرطة البلدية. فاتن سلمان من كوادر "جمعية بقاع لبنان"، وقد رأت أن طريق غرب بعلبك باتت تمثل خطراً حقيقياً على حياة الناس، وأنه لا "بد لبلديات المنطقة من اتخاذ خطوات سريعة بهدف الحد من ازدياد معدل حوادث السير والصدم"، مشددة على ضرورة وضع مطبات عند مداخل البلدات ومخارجها، بالإضافة إلى "تفعيل دور الشرطة البلدية في قمع المخالفين وتنظيم محاضر بحقهم". جودت شحيتلي، متابع لشؤون المنطقة، وقد اعتبر أن تركيب مطبات بلاستيكية "أمر ضروري"، لكونها تساهم بشكل كبير في تخفيف نسبة السرعة على طريق غرب بعلبك، خاصة وأن العام الدراسي قد بدأ بشكل فعلي"ولا نريد تحويل نعمة تعبيد طرقاتنا إلى نقمة تجر الأحزان".
مع تأخر مجالس بلدية في اتخاذ خطوات للحد من سرعة السائقين، لذا أقدم بعض الأهالي على صب الباطون على الطرقات تشبه المطبات، ووضع آخرون نوع من الحبال.


المطبات هي الحل؟

بلدية طاريا بدأت بوضع مطبات من الزفت على الطريق العامة وبعض الفرعية داخل البلدة، وقال رئيسها مهدي حمية لـ"الأخبار" أن البلدية تمكنت من الحصول على 13 مطباً بلاستيكياً، وأنه سيتم تركيبها خلال الأيام المقبلة عند مداخل البلدة وقرب بعض المتاجر والمنازل المجاورة مع الطريق العام. أما سهيل الحاج حسن رئيس بلدية شمسطار فقد أوضح أن البلدية ستعمد قريباً جداً، وبعد الإنتهاء من ورشة تأهيل مدخل البلدة، واستلام وزارة الأشغال العامة لملف الطرقات، "لإقامة مطبات في الأماكن المناسبة، عند الوحدات السكنية والمحلات التجارية وبشكل مدروس". الجدير ذكره أن بلدية شمسطار من البلديات المدمجة، وهي تشمل الجزء الأكبر من طريق غرب بعلبك حيث يتبع لها طريق كفردان ـ النبي رشادة، وكفردبش ـ العقيدية ـ بيت شاما.