قرّرت مجموعة من الشباب تأسيس مجلة شهرية تحت اسم «مقابلات»، لكن بعض الدراسات والأبحاث دفعتهم إلى تحويل المطبوعة إلى مجلة إلكترونية. هنا بعض تجربتهم
إيلي حنا
إحصاءات وأسئلة موجّهة إلى مديري تحرير محليين، كانت كفيلة بإقناع الشاب نزار عاقلة ورفاقه بأن الصحافة الإلكترونية تتطوّر سريعاً مقابل تراجع الصحافة الورقية. حطّت «مقابلات» في فضاء الإنترنت. قرّرت أسرة تحريرها اعتماد أسلوب جديد هو المقابلات المباشرة والتطرّق عبرها إلى مواضيع عدّة عبر ثمانية أبواب في عددها الأول هي: سياسيون، ممثلون، إعلاميون، فنانون، أنثى، رياضة، أطباء بلا حدود وأدباء وشعراء. ستجد في كل باب مقابلة مع شخصية حسب مجالها. فعلى سبيل المثال، كانت مقابلة أسامة الرحباني (فنانون)، حياة أرسلان (أنثى)، الوزير علي عبد الله (رياضة) في العدد الأول، أي في الخامس عشر من آب.
وبعيداً عن المقابلات الحيّة، ابتكر القيّمون على العمل أبواباً أخرى لها ميزتها الخاصة كما يصفونها، مثل باب «حوار افتراضي» الذي جرى مع الشاعر نزار قباني. طبعاً، الفكرة الجديدة تحتمل الأخذ والرد، وخاصةً أن الأجوبة في المقابلة افتراضية دائماً، وقد لا تتناسب مع آراء الجميع. وإلى زواية الزائر الافتراضي، هناك باب «الفنون السبعة»، وفيه بحث صغير عن الرسام سلفادور دالي. دالي، هو الآخر، وجه معروف في الرسم التشكيلي، ويعدّ رائد المدرسة السوريالية ومؤسسها في هذا الإطار. وطبعاً، هناك باب تقليدي، هو باب «اللامنتمون» وهو مخصص كمساحة حرّة للكتابة والتعبير، أي إنه أشبه بمنبر، إضافة إلى باب «متفرقات» حيث هناك بعض الوقائع والطرائف حول العالم مأخوذة من وكالات إخبارية أجنبية، وهذا العمل يعدّ روتينياً في الصحافة المحلية. وتعمل أسرة التحرير على إضافة بابَين في العدد المقبل (15 أيلول) أحدهما، «خبراء»، يتضمن مقابلة مع خبير اقتصادي أو بيئي ونشاطات متنوعة، بينما يرمي الآخر إلى إلقاء الضوء على نشاطات هادفة كمعارض الكتب والرسم. ولفت المسؤولون في تحرير الفسحة الإلكترونية إلى أن العمل جارٍ أيضاً لإضافة صفحة أخبار وشريط إخباري يُحدّث يومياً، لحثّ القرّاء على زيارة الموقع دورياً. ويعمل فريق المجلة على جذب إعلانات للموقع، لذا تفرّغ

يُعمل على إضافة شريط إخباري لحثّ القرّاء على زيارة الموقع

أحدهم لقسم الإعلانات، على أن يقدّم تقارير عن عدد زوّار الموقع ومواده الصحافية للشركات والمؤسسات المهتمة، كذلك ستُرفع لوحات إعلانية على الطرقات في فصل الخريف. «نطمح إلى أن نكون الأوائل على الساحة»، يروي نزار عاقلة، صاحب فكرة المجلة، مضيفاً «إننا نمشي خطوة خطوة. المشروع جدّي وستظهر الحرفية والمهنية العالية عدداً بعد عدد». ويشغل سبعة أشخاص عضوية أسرة التحرير إضافة إلى نزار، يتوزعون بين بيروت وزغرتا، ويشغل سيمون أنطون موقع مستشار التحرير، إضافة إلى وجود مدقق لغوي ومسؤول فني عن تصميم الموقع. وتجتمع أسرة التحرير أسبوعياً، على أن يكون لها مركز خاص يحوي مكتبة في غضون أيام قليلة. ويشير روني فرنسيس، من أسرة التحرير، إلى أنهم بدأوا «بمدخول يوازي صفراً مقابل مصروف تنقّلات لإجراء المقابلات ومصروف الموقع وتصميمه»، فيما يشعر اليوم بالارتياح تجاه صدى الموقع ووقعه الإيجابي، إذ بلغ عدد الزوار أربعة آلاف زائر دون أي حملة دعائية تُذكر.
ينفي أصحاب «مقابلات» وجود أي محظورات في عملهم، مؤكدين انفتاحهم على كل المواضيع «لكن بطريقة علمية ومهنية خالصة». أما في السياسة «فنهاد المشنوق ضيف هذا العدد بعد نجاح واكيم. نسعى إلى نقل كل الاتجاهات، ليس لدينا أي عقد في هذا المجال»، يختم نزار عاقلة.