قبل بداية العام الدراسي الجديد، يستعد جزء من طلاب الجامعة اللبنانية لتقديم امتحانات الدورة الثانية. برنامجها طويل، لكنها فرصة ذهبية لكثيرين لم تسعفهم الظروف للنجاح من أول مرة
محمد محسن
لا بأس ببعض الدراسة خلال العطلة. فالفترة التي يتذمّر منها تلامذة المدارس، خلال دروس التقوية الصيفيّة، يطلبها طلاب الجامعات بإلحاح. قد تطول فترة الدورة الثانية، لكنها، بالنسبة إلى الطلاب، أحسن من الاضطرار إلى إعادة السنة على المقعد الدراسي نفسه. خلال اليومين المقبلين، ستبدأ امتحانات الدورة الثانية في معظم كليّات الجامعة اللبنانية، بعدما سبقتها كليّات معدودة قبل عيد الفطر.
ففي كليّة العلوم، بدأت الامتحانات في 6 أيلول وستنتهي في 17 منه. في اختصاص الرياضيات البحتة، يستعد كثيرون لإجراء امتحاناتهم. هاني غزّاوي هو أحدهم. لم يرسب في المواد نتيجة إهمال، بل «لأنني أعطيت نصف وقتي للعمل، ونصفه للدراسة، على أمل النجاح في باقي المواد خلال الدورة الثانية». هكذا، تحوّلت الدورة الثانية إلى فرصة ذهبية لهاني، دفعته إلى طلب إجازة من عمله «بدي خلّص كم مادة وارتاح». تلقّى محمد صدمة إيجابية. فثمة مادتان من أصل أربع موادّ لن يحتاج إلى تقديمهما، تنفيذاً لإحدى مواد المرسوم 2225 من نظام الـLMD. حاله كحال طلاب كثيرين، لا يزالون غير مطّلعين تماماً على نظام يتلقّون دروسهم على أساسه، من دون أن يعني ذلك أنّ التقصير من الطلاب.
في كليّة الإعلام والتوثيق، ستبدأ الامتحانات في 18 الجاري. ينتظر كثيرون تعويض ما فاتهم في العام الدراسي، إن لجهة توفير الصعود إلى حلقة الماستر من دون أيّ مواد من حلقة الإجازة، أو لإنهاء مواد رسبوا فيها، تمهيداً للتفرّغ لمشروع التخرّج في العام المقبل. خلال شهر رمضان الفائت، بدأ محمد بتجميع مقررات امتحاناته. اتصل بزملاء كثر، خاب أمله قبل أن يجد المقرّرات في حوزة زميلة تسكن في البقاع. رسوب محمد كان بسبب «إهمال، مش أكتر، وأيضاً بسبب بعض الدكاترة الذين لا يقدّرون ظروف الطلاب» كما يقول.
أمّا في كليتي الآداب من جهة، الحقوق والعلوم السياسية من جهة أخرى، فمسيرة الدورة الثانية طويلة. ففي الآداب، ستبدأ الامتحانات في 20 الجاري وتنتهي في 17 تشرين الأول المقبل، أمّا في الحقوق، فستبدأ في 23 الجاري وتنتهي في الـ18 من الشهر القادم. تستفيد كلاريسا من الدورة الثانية في تحصيل اختصاصين معاً. بعد نهاية الدورة الثانية في العلوم السياسية، تعد نفسها بإجازتين «الأولى في الإعلام، والثانية في العلوم السياسيّة، حيث أجّلت الامتحانات النهائية إلى الدورة الثانية».
أخيراً، شهدت كلية إدارة الأعمال والعلوم الاقتصادية بعض التغييرات، وفيما ينتظر طلابها إقرار نظام داخلي جديد لها سيريحهم، يستعدّون لإجراء الامتحانات فيها من 16 أيلول حتى 27 منه. يؤكد أمين سر مجلس طلاب الفرع حسين حمود أنّ قسم المعلوماتية في الكلية «بذل جهداً مشكوراً لتوضيح أمور كثيرة للطلاب كالمواد وتسجيلها». وفيما يكثر الراسبون في مواد التمويل الدولي والأسماء المالية، يطالب عضو مجلس طلاب الفرع نعمة حيدر بأن «تكون علامة الدورة الثانية على 90 لا 100، وخصوصاً أن طلاباً كثيرين لم يوفَّقوا في علامات الامتحان الجزئي».



أنهى الطالب في كليّة الطب حسن إسماعيل (الصورة) عامه الثاني بنجاح تام ومن دون أن يحمل أيّ مادّة. يهرب طلاب الطب من «فخ» الدورة الثانية. ففي كليّتهم، ممنوع الرسوب في أكثر من مادتين، وإن رسب في إحداهما في الدورة الثانية، يعيد عامه الدراسي.