أطلقت النائبة بهية الحريري، أمس، مهرجانات التنمية المُدنية، في مؤتمر عقدته في نقابة الصحافة. باكورة النشاطات، أمسيات رمضانية في 4 مناطق، للحريري نفوذ سياسي فيها، فيما لم تلحظ الأمسيات هذا العام محافظة البقاع مثلاً
محمد محسن
مصطلح «التنمية المُدنية» جديد على اللبنانيين. وانتقال التنمية إلى المدينة، لا يعني أنّها نجحت في الأرياف اللبنانية. على أي حال، ستبدأ بعد أيام مهرجانات التنمية المدنية، عبر الأمسيات الرمضانية لعام 2010 في 4 مدن: بيروت، صيدا، طرابلس والميناء. أمس، أطلقت النائبة بهية الحريري من دار نقابة الصحافة برنامج هذه الأمسيات. تأخّر المؤتمر أكثر من ربع ساعة. لم تتّسع كراسي منبر نقابة الصحافة لوزيرين ونائب وأربعة رؤساء بلديات ونقيب الصحافة. «ضحّى» 3 منهم وجلسوا على أطراف المنبر، مبتعدين عن الكاميرات. وقد سبقت جلوس المشاركين حوارات جانبية بينهم. النائبة الحريري تشرح لوزير الثقافة سليم وردة برنامج المهرجان وتمويله من مصارف كبرى، وهو يهزّ برأسه مبدياً إعجابه بالفكرة. بداية المؤتمر كانت بترحيب من نقيب الصحافة محمد البعلبكي بالحاضرين، عبر ما يشبه موعظة دينية تحاكي قدوم الشهر الفضيل «الإنسان أخ الإنسان، أحّب أم كره، وجوهر الشهر الفضيل أن يشعر الإنسان مع أخيه مهما اختلفت الانتماءات». ترحيب بالنائبة بهية الحريري ووزيري الثقافة سليم وردة والسياحة فادي عبود، وبرؤساء بلديات المدن المشاركة، الذين صحّحت النائبة الحريري لبعلبكي أسماءهم أكثر من مرّة.
في كلمتها، تناولت الحريري مهرجانات التنمية المُدينة بصفتها «مجالاً جديداً للتنمية الوطنية الشاملة التي أهملت طويلاً التنمية المُدنية في مقابل عناوين جانبية ورسمية». اللافت في كلمة الحريري هو اعتبار «الرابح الوحيد فيها هو الوطن.. والخاسر الوحيد هو من لا يشارك فيها»! بعدها، كانت كلمتان مقتضبتان لوزيري السياحة والثقافة. الوزيران تحدثا بلغة أقرب إلى المضمون الطائفي، فافتخر عبود، «أن نكون كمسيحيين مشاركين في العادات الإسلامية»، معرّجاً على السيّاح العرب الذين «أدعوهم للبقاء عندنا في الشهر الفضيل فكل شعائره موجودة». أما وزير الثقافة فكان أكثر صراحةً: «تمنّيت على الست بهية إنو نشوف احتفالات رمضان بالمناطق المسيحية»، هكذا بدا الوزيران وكأنهما وزراء للمسيحيين لا للبنان كلّه!
الأسئلة كانت أكثر تشويقاً من كلمات الحريري والوزيرين. أحد الحاضرين يسأل عن تقديمات المهرجان للأطفال، فترد الحريري بأن «الوقت هذا العام ليس ملائماً للأطفال، وخصوصاً أن الأمسيات تبدأ عند العاشرة مساءً. لكن بالمقابل نحن جاهزون لكل اقتراح

في الكتيّب الذي وزّع على الحاضرين، أسماء لـ36 راعياً أكثريتهم من المصارف
وهناك نشاطات ستنظم للأطفال أيضاً». في الكتيّب الذي وزّع على الحاضرين، أسماء لـ36 راعياً أكثريتهم من المصارف الكبيرة والجمعيات التي تعمل في المناطق التي ستجري فيها الأمسيات. استفزّت الحريري لدى سؤالها عن غياب الجمعيات الدينية عن رعاية الأمسيات «لا يزايدن علينا أحد في الالتزام». تؤكد أن الحيز الروحاني والديني تتكفل فيه المساجد. «ندعو كل من يريد التعاون والمشاركة، نريد إيجاد مساحة للتواصل الاجتماعي في المدن، وسنكمل نشاطاتنا في عيدي الميلاد ورأس السنة». الأكيد أن اختيار المناطق ليس بريئاً. 4 مناطق لتيار المستقبل نفوذ واسع فيها. لماذا استبعاد محافظات كالبقاع وجبل لبنان مثلاً؟ كيف يكون من لا يشارك في الأمسيات خاسراً والمنظمون لم يقتربوا من منطقته؟ سؤالان توجهّت بهما «الأخبار» للحريري التي أجابت إجابة منفصلة «معك حق بالنسبة للبقاع. أمّا المناطق الأخرى، فنحن جاهزون لتأمين النقل منها باتجاه الأمسيات. في الجنوب اخترنا مركز المحافظة والجميع مدعوون من صور والنبطية وكل الجنوب. وفي بيروت يمكن سكان جبل لبنان أن يحضروا. بعض الناس يحبون السهر خارج محافظاتهم أيضاً» تقول. سؤال آخر طرح على وزير السياحة: ماذا فعلت الوزارة عملياً لموسم السياحة الذي يأتي شهر رمضان في صلبه هذا العام. يجيب عبود بهدوء «من دون إشارة وزارة السياحة تقدّم المطاعم كل ما يتعلق بشهر رمضان. وجبات الفطور والسحور مثلاً»! تبدأ الأمسيات في 16 آب وتنتهي بعد عيد الفطر، وتتخللها سهرات فنية يحييها فنانون وفرق لبنانية وعربية.